فيلم “حليم”.. وثيقة تاريخية عن عبد الحليم حافظ

جمال سليمان وأحمد زكي في مشهد من الفيلم (يوتيوب)

camera iconجمال سليمان وأحمد زكي في مشهد من الفيلم (يوتيوب)

tag icon ع ع ع

يروي فيلم “حليم” السيرة الذاتية للمطرب المصري عبد الحليم حافظ، من خلال حوار إذاعي مع المذيع “رمزي”.

ويتحدث الفيلم (إنتاج 2006) الذي يروي محطات من سيرة حياة المطرب المصري، معلومات تتعلق بعلاقته بثلاث نساء، هن سعاد وجيهان ونوال.

كما يتطرق الفيلم للعلاقات السياسية لعبد الحليم، ولإيمانه بالرئيس الراحل، جمال عبد الناصر، وما عرف بـ “ثورة يوليو” عام 1952، التي نفذها تنظيم “الضباط الأحرار”، وأزاحت حكم الملك المصري فاروق.

سيرة عبد الحليم بحد ذاتها سيرة مأساوية، منذ وفاة والدته وسكنه عند خاله ومن ثم في الميتم، وطريقه الصعب نحو النجومية.

هذه السيرة المأساوية تتشابه مع سيرة حياة بطل الفيلم، الممثل الراحل أحمد زكي، وهو ما يجعل من أداء زكي في الفيلم أكثر بساطة ووصولًا للمشاهد.

لم يقلد أحمد زكي في الفيلم عبد الحليم بشكل كامل، وإنما قلده فقط في أثناء تأدية الأغاني على المسرح، لكن روح شخصية عبد الحليم وعمقها هي التي كانت ظاهرة على الشاشة أمام المشاهدين، غضب حليم ونظرته الحزينة وضحكاته وارتباكه حضرت في عيون أحمد زكي وأدائه للشخصية.

السؤال الذي يطرح نفسه، كيف استطاع أحمد زكي بذل كل هذا الجهد وتقديم هذا الأداء اللافت وهو يواجه الموت (توفي أحمد زكي قبل إكمال مشاهد الفيلم)، وهنا تتجلى قدرات أحمد زكي التمثيلية العالية، التي ظلمت بالتالي ابنه الراحل في ظهوره الفني الأول، من خلال المقارنة بينهما في الأداء التمثيلي.

مقارنة هيثم بوالده في هذا الفيلم غير محقة، خاصة أن موافقة هيثم على أداء المشاهد المتبقية بعد وفاة والده كانت إنقاذًا للموقف، بحسب ما صرحه هو نفسه والقائمون على الفيلم مرات عدة.

يأتي الفيلم كوثيقة أيضًا لهذه المرحلة من تاريخ مصر، التي ترتبط بالعالم العربي بشكل أو بآخر، مع سيناريو متماسك حول الزاوية التي يتناول من خلالها الفيلم قصة واحد من أهم المطربين العرب.

وربما تكون أكثر مشاهد الفيلم تأثيرًا هي تلك المرتبطة بنكسة 1967، التي شكلت صدمة للعالم العربي عامة، ومصر وسوريا خاصة.

في هذه المشاهد نلحظ “موت إيمان” المواطنين البسطاء بعبد الناصر، وكذلك مثقفي مصر الذين غنوا طويلًا للزعيم، لتأتي الهزيمة ساحقة ومهينة، ويمكن للمشاهد أن يتبين أثر هذه الهزيمة من خلال مشاهد سريعة، على رأسها إغلاق صاحب المقهى الشعبي الراديو الذي يذيع خطاب تنحي عبد الناصر، عند قيام الأخير بالقسَم.

ينقص الفيلم شيء واحد ليكون من أهم الإنتاجات العربية الفنية التي تتناول السيرة الذاتية، وهو الدخول بشكل أعمق في سلبيات عبد الحليم، والحديث بشكل مفصل عن نقاط شائكة تم التطرق إليها سريعًا وبشكل مختصر، منها علاقته بالممثلة الراحلة سعاد حسني، أو خلافاته مع الفنانين الآخرين كمحمد رشدي وفريد الأطرش، التي لو رويت تفاصيلها بشكل أكبر لتحول الفيلم إلى وثيقة تاريخية فنية عن هذه المرحلة من الفن العربي.

الفيلم من بطولة أحمد زكي وهيثم أحمد زكي وسلاف فواخرجي ومنى زكي وجمال سليمان وعزت أبو عوف، ومن تأليف محفوظ عبد الرحمن وإخراج شريف عرفة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة