الحيطة ليست ممكنة..

فيضان محتمل لنهر قويق يؤرّق أهالي بلدة أرشاف

tag icon ع ع ع

ريف حلب – عبد السلام المجعان

بدأ موسم الأمطار في شمالي محافظة حلب، حاملًا معه القلق والخوف لأهالي بلدة أرشاف وعدد من القرى الواقعة على أطراف نهر قويق.

يسترجع خليل قدور، وهو من سكان البلدة، نزوحه المفاجئ مع عائلته العام الماضي، حين فاض النهر وأحاط بالمباني، مسببًا “الذعر” للأهالي الذين هجروا بيوتهم في ليلة واحدة.

سبّب الفيضان تشققات في المنازل، وخرابًا ببعض المباني، مع وقوع بعض الجدران بسبب المياه، كما غمر الأراضي الزراعية وألحق أضرارًا بمحاصيلها، حسبما قال خليل لعنب بلدي، مشيرًا إلى ما فعلته الفيضانات والسيول بالقرى والمدن المجاورة.

مخاوف من تكرار المشهد

شاهد خليل قدور الفيضان وهو يغمر مخيمات النازحين الواقعة شرقي بلدة دابق المجاورة، بعد أن فر سكانها جميعهم، وهذا ما دعا مجلسها المحلي هذا العام لرفع مستوى أطراف النهر، بالتعاون مع منظمة “Acted” الفرنسية، كخطوة استباقية لدرء مخاطر الفيضان والحؤول دون تكرار المعاناة السابقة، حسبما قال رئيس المجلس المحلي لبلدة دابق، محمد حميدي، لعنب بلدي.

إلا أن بلدة أرشاف لم تتمكن بعد من تأمين الدعم اللازم لتنفيذ الاحتياطات اللازمة، ما ترك أهلها في خوف متزايد مع كل يوم ممطر جديد.

لمنع الفيضان يحتاج المجلس المحلي لبلدة أرشاف إلى رفع ساتر ترابي، وتجريف النهر الذي يمر بالبلدة بطول 700 متر، حسبما قال رئيس المكتب الخدمي في المجلس، أحمد خليل، لعنب بلدي.

ما يقف في طريق تنفيذ المشروع هو غياب الدعم ونقص التمويل، حسبما قال قائد مركز الدفاع المدني في قطاع اعزاز وريفها، محمد الشيخ قدور.

“كل سنة نضع مشاريع وخططًا ونقدم اقتراحاتنا ودراساتنا للمجالس المحلية الموجودة في المنطقة، إلا أن قسمًا ضئيلًا جدًا منها حصل على الموافقة هذا العام لنقص الدعم”، وفق الشيخ قدور.

استجابة ينقصها الدعم

نفذت فرق الدفاع المدني في شمالي حلب عددًا من المشاريع للتجهيز لقدوم الشتاء، منها “تبحيص” مخيمات باب السلامة ويازي باغ وإكليل الشام، ومد الصرف الصحي بها، ولكن نهر قويق ما زال يمثل عبئًا كبيرًا أمامهم، على حد تعبير قائد مركز الدفاع المدني في قطاع اعزاز وريفها، محمد الشيخ قدور.

تمتلك مراكز الدفاع المدني الآليات الثقيلة اللازمة لتنفيذ المشاريع الضرورية للحد من مخاطر الفيضان، إلا أنها تفتقد مادة الديزل لتشغيلها، إذ لا تغطيها التكاليف التشغيلية الموجودة لديها.

“أقمنا غرفة للطوارئ للاستجابة في حال حصلت حالات غرق وفيضانات، إلا أن الاستجابة محدودة بالإمكانيات الموجودة لدينا”، حسبما قال الشيخ قدور لعنب بلدي، مشيرًا إلى تعاون مركز الدفاع المدني في اعزاز ومارع مع المجلس المحلي في بلدة أرشاف لرفع حالة الجهوزية.

وأضاف الشيخ قدور أن فرق الدفاع المدني وأهالي البلدة في انتظار التمويل المرجو من المنظمات والجهات الداعمة، لتنفيذ المشاريع “ذات التكلفة العالية جدًا” لتخفيف أضرار الأمطار والفيضانات في المنطقة.

وكان مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، قدر الحاجة لـ 32 مليار دولار لتأمين المساعدات اللازمة لمواجهة الشتاء في شمال غربي سوريا هذا العام، مشيرًا في تقريره الصادر في 5 من تشرين الثاني الحالي، إلى حصوله على 60% من المبلغ مع بدء الشهر الحالي، وسط ضعف الدعم، الذي أبقى على خطة الاستجابة الإنسانية لعموم سوريا بـ 52% من التمويل المطلوب لها.



English version of the article

مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة