هل توفي وفاة طبيعية أم هناك أيادٍ روسية؟

معارضون لروسيا توفوا بنفس طريقة داعم “الدفاع المدني” في اسطنبول

camera iconأمام البمنى السكني الذي كان يقطن فيه مؤسس الخوذ البيضاء في مدينة اسطنبول - 11 تشين الثاني 2019 (المصدر: صحيفة ديلي ميل البريطانية)

tag icon ع ع ع

شككت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية برواية وفاة أبرز داعمي “الدفاع المدني” السوري، الضابط البريطاني السابق جيمس لو ميسوريه، في مدينة اسطنبول التركية.

وقالت الصحيفة في عددها الصادر أمس، الثلاثاء 12 من تشرين الثاني، إن لدى لو ميسوريه شقة ومكتبًا في البناء الذي كان يقطن فيه ضمن مبنى سكني مؤلف من خمسة طوابق.

وبحسب الصحيفة، فإن البناء محصن وفق نظام التعرف إلى بصمات الأصابع، كما أن نوافذ الطابقين الأول والثاني محكمة الإغلاق بشدة ولا يمكن الخروج منها.

وأوضحت أن الانتحار، إن صح حدوثه، فإنه غير ممكن إلا من الطابق الرابع، فهناك صف من ثلاث نوافذ تطل على سقف منحدر، بحسب تعبير الصحيفة.

وذكرت الصحيفة أن “التقارير المحلية تتحدث عن وجود كسر في جمجمة الضحية وفي ساقيه، وجرح على وجهه أُحدث بواسطة أداة حادة”.

من هو لو ميسوريه؟

يترأس لو ميسوريه منظمة “Mayday Rescue” للإغاثة والإنقاذ التي تعتبر أبرز داعمي منظمة “الدفاع المدني” (الخوذ البيضاء) في سوريا، ويعرب عبر حسابه في “تويتر” عن فخره بتدريب فريق المنظمة.

ووجدت جثة لو ميسوريه، الذي عمل ضابطًا سابقًا في المخابرات البريطانية، في مدينة اسطنبول التركية بظروف غامضة.

منظمة “Mayday Rescue” جيمس لو ميسوريه (حسابه في تويتر)

منظمة “Mayday Rescue” جيمس لو ميسوريه (حسابه في تويتر)

وتأتي الحادثة بعد أيام من توجيه روسيا اتهامات للضابط بأنه جاسوس لبريطانيا في الشرق الأوسط ودول البلقان، وأنه على صلة بتأسيس منظمة “الدفاع المدني” في سوريا.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخارفا، إنه “من المعروف بشكل مؤكد أن أحد مؤسسي الخوذ البيضاء جيمس لو ميسوريه، هو ضابط سابق في المخابرات البريطانية، وتحديدًا في (Mi-6)”، مضيفة أنه “يصعب التصديق بأن ذلك مجرد مصادفة”.

وأضافت زاخاروفا، بحسب “روسيا اليوم“، أن ميسوريه أثار العديد من النزاعات عبر العالم، وتابعت، “يشير عدد من الباحثين إلى وجود صلات بين ضابط المخابرات السابق هذا ومنظمات إرهابية خلال عمله في كوسوفو”.

وطلبت المتحدثة باسم الخارجية الروسية من لندن توضيحًا حول هذه الحقائق.

لكن بريطانيا نفت هذه الاتهامات، وقالت سفيرة بريطانيا لدى الأمم المتحدة، كارين بيرس، إن “التهم الروسية غير صحيحة بشكل قاطع”.

وأضافت بيرس، بحسب صحيفة “ديلي ميل” البريطانية أمس، الثلاثاء 12 من تشرين الثاني، إن لو ميسوريه “بطل حقيقي وإنساني حقيقي”.

وأكدت السفيرة البريطانية أن أسباب الوفاة في الوقت الحالي غير واضحة، معربة عن أملها في أن تتمكن السلطات التركية من إجراء تحقيق شامل.

معارضون للحكومة الروسية توفوا بنفس الطريقة

صحيفة “ديلي ميل” أوردت أسماء عدد من الصحفيين والناشطين ممن عارضوا الحكومة الروسية، وأشرفوا على تحقيقات لكشف فساد الدولة، وتوفوا بنفس طريقة وفاة جيمس لو ميسوريه، وأبرزهم:

مكسيم بورودين، صحفي روسي، كشف عن فساد الدولة وتورطها في عمل مرتزقة روس خلال الحرب الدائرة في سوريا، لكنه لقي حتفه بعد إلقائه من شقته الكائنة في الطابق الخامس بمدينة ايكاتيرينبورغ الروسية، ونقل إلى المستشفى لكنه فارق الحياة هناك العام الماضي.

الصحفي الروسي مكسيم بورودين (thetimes)

الصحفي الروسي مكسيم بورودين (Thetimes)

المحامي نيكولاي جوركوخوف الذي كشف عن احتيال ضريبي وصفه بـ”الهائل” من قبل المسؤولين الحكوميين الروس، قيل إنه سقط من نافذة شقته الكائنة في الطابق الرابع إثر تصليحه حوض الاستحمام.

كان جوركوخوف محاميًا لعائلة سيرغي ماغناتيسكي، الذي أوقف في السجن بعد كشفه عن شبكة تلاعب في أموال الضرائب وتوفي عام 2009.

المحامي الروسي نيكولاي جوركوخوف (AP)

المحامي الروسي نيكولاي جوركوخوف (AP)

إيفان سافرونوف، صحفي روسي في صيفة “كومرسانت” الروسية، حقق في صفقة بيع أسلحة روسية إلى سوريا. اعتُبرت حادثة وفاته في عام 2007، “انتحارًا” من نافذة شقته في الطابق الخامس أيضًا.

عرف عن سافرونوف رصده لكثير من القصص حول السلاح النووي الروسي، كاشفًا خفايا فشل إطلاق صاروخ “لافايا” العابر للقارات عدة مرات، ما أغضب القادة الروس، وذلك حسبما ذكرته صحيفة “الجارديان” البريطانية.

الصحفي الروسي إيفان سافرونوف (AP)

الصحفي الروسي إيفان سافرونوف (AFP)

 

أولغا كوتوفسكايا، صحيفة روسية سقطت من نافذة في الطابق الرابع عشر بعد فوزها في قضة قانوينة وصفت بـ”الكبرى”، عام 2009، بغرض استعادة السيطرة على قناتها التلفزيونية التي أُسست منذ التسعينيات، حسبما ذكرته صحيفة “الجارديان” البريطانية، التي اعتبرت الحادثة “جريمة سياسية”.

أولغا كوتوفسكايا (ديلي ميل)

أولغا كوتوفسكايا (ديلي ميل)

سكوت يونغ، مطور عقاري بريطاني، ادعى بأنه مدين لشخصيات المافيا الروسية، سقط من نافذة منزله في الطابق الرابع عام 2014.

المطور العقاري سكوت يونغ (Shutterstuck)

المطور العقاري سكوت يونغ (Shutterstuck)

منظمة “العفو الدولة” دعت إلى فتح تحقيق حول ملابسات وفاة جيمس لو ميسوريه، في اسطنبول، بحسب “ديلي ميل”.

بينما نعت وزارة الخارجية البريطانية، عبر حسابها الرسمي في “تويتر“، لو ميسوريه، وقالت، “إشادة الكثيرين جدًا به هي شهادة على الأثر الحقيقي الذي أحدثه على الأرض، إذ إن عمله في سوريا أسهم في إنقاذ آلاف الأرواح. الشعب السوري خسر صديقًا حقيقيًا”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة