رغم الحرب في ريف حلب.. أبو صطيف مستمر بصناعة عباءات الفرو

camera iconالفرواتي أبو صطيف في ورشته بمدينة الباب بريف حلب - 1 تشرين الثاني 2019 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – ريف حلب

يجلس أبو صطيف الفرواتي في دكانه بسوق مدينة الباب، في ريف حلب الشرقي، محاطًا بعباءات الفرو التي اعتادها وأتقن صناعتها طوال حياته.

مع اختلاف الزمن وضعف القدرة الشرائية لعموم السوريين، إثر سنوات النزاع الثماني، لا تزال مهنة صناعة عباءات الفرو التقليدية تمتلك زبائن مخلصين، ولكن فصل الشتاء يبقى من خصوم “الفرواتي”.

قال الرجل الخمسيني متنهدًا لمرور نسمة باردة، “الشتاء لا يساعد على العمل، الصيف يساعد أكثر، لأن الجلد لا ينشف بسهولة”.

تمتاز العباءة، التي تصنع تقليديًا من جلد وفرو الأغنام وتعرف باسم “الفروة”، بحجمها الكبير وثقلها وعزلها، الذي يقي من البرودة شتاءً ومن الحرارة صيفًا، ويدعى صانعها بـ”الفرواتي”، وهي مهنة تتناقلها الأجيال، وتتطلب جهدًا وخبرة كبيرة.

ورث أبو صطيف مهنته عن والده قبل 30 إلى 35 عامًا، حسبما قال لعنب بلدي، ويعمل يوميًا على إصلاح عباءات وصناعة أخرى.

“تأخذ صناعة الفروة الكبيرة وقتًا طويلًا ومراحل عدة، من غسل وبشر وتليين وخياطة”، حسبما قال أبو صطيف، وهو يحيك قماش فروة بيضاء بين يديه.

تمر صناعتها بمراحل من نقع جلد الأغنام بالملح وتجفيفه ومعالجته بـ”الشبة”، وهي مزيج أحماض خاصة تنظف الجلد وتحميه وتحافظ على شكله وليونته، إلى “بشره”، أي تخليصه من بقايا اللحم، وتمشيطه وقصه.

وتختلف كل فروة عن الأخرى بنوع القماش المستخدم في طبقتها الخارجية وتطريز قبتها الواسعة، إضافة إلى نوعية الصوف في بطانتها، والذي يختلف باختلاف عمر الخروف ونعومة صوفه.

كلما صغر عمر الخروف كلما كان صوفه أكثر نعومة وأقل ثقلًا وأكثر دفئًا، لذا ترتفع أسعار العباءات المصنوعة من فرو الحملان الصغيرة، التي قد تصل أعداد الجلود المستخدمة منها لصناعة فروة واحدة إلى ثلاثين.

لم تعد مهنة “الفرواتي” كما كانت من قبل، يقول أبو صطيف، إذ دخلت في صناعتها الآلات والماكينات الحديثة، ولم يعد يرغب بالعباءات التقليدية الأصلية سوى كبار العمر وميسوري الحال.

يتجه جيل الشباب إلى العباءات ذات الفرو الصناعي “لأنها رخيصة ويتراوح سعرها ما بين 2000 إلى 2500 ليرة سورية، في حين تفوق أجرتنا ذلك السعر”.

وتعرف عباءات الفرو في جميع المحافظات السورية، وهي مترافقة منذ القدم مع الزي العربي في الصحراء والبادية، وصولًا إلى مدن الحضر.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة