“القلوب المبصرة”.. معرض للأشغال اليدوية للمكفوفين في إدلب

camera iconمعرض المكفوفين في مركز "مكاني" في إدلب - 23 تشرين الأول 2019 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

 

عنب بلدي – إدلب

أقام مركز “مكاني” التابع لمنظمة “شفق”، في 23 من تشرين الأول الحالي، المعرض “الأول من نوعه” في إدلب للأشغال اليدوية المصنوعة من القش التي قام بها مكفوفو البصر “منفتحو القلوب”.

خسر إبراهيم الدبل، البالغ من العمر 24 عامًا، بصره إثر ألم حاد في الرأس ألم به وهو طفل في السابعة من العمر، إلا أن تلك الخسارة لم تعنِ توقفه عن التطور وتنمية مهاراته منذ الصغر، التي مررها لأقرانه من الشباب المشاركين في المعرض.

درب الدبل ثمانية شباب على صناعة الأشغال اليدوية من القش، “تمكنوا من إتقان المهنة بشكل جيد” حسب تقديره، إلا أن بعضهم لم يتمكنوا من المشاركة لظروفهم الخاصة، حسبما قال لعنب بلدي.

يتكون المعرض من غرفتين، الأولى عرضت فيها الأشغال اليدوية وحملت جدرانها صور الشباب وهم يقومون بصناعتها، وفي الغرفة الثانية جلس المشاركون وهم ينتجون السلال والأواني والتحف المختلفة من القش مباشرة.

دفع معنوي للزوار والمشاركين

هدف المعرض، حسبما قال مدير مركز “مكاني”، وسيم أسعد، لعنب بلدي، هو “إيصال رسالة هؤلاء الأشخاص للعالم كله، بأنهم ما زالوا موجودين وقادرين على العطاء إذا أتيحت لهم الفرصة”.

وهو دفع معنوي ودعم نفسي للمشاركين والزوار، في ظل الظروف الحالية التي تعيشها إدلب في العام التاسع للصراع السوري، إذ يقدم المعرض، على حد تعبير أسعد، الأمل بأن كل الأشخاص، حتى بعد مواجهة الخسارة، بإمكانهم الاستمرار بالعطاء والبذل والتضحية.

أصيب الناس بالذهول، حسب وصف أسعد، إذ “اختلطت عندهم المشاعر بين الفرح والبكاء وأثنوا كثيرًا على هذا العمل الرائع جدًا”.

وبالنسبة للمدرب الضرير، مثّل المعرض وسيلة للفت انتباه المجتمع إلى أهمية الاعتناء بالمكفوفين، ليتجاوزوا إعاقتهم ويمارسوا حياتهم بشكل أفضل.

وأضاف إبراهيم الدبل أن دافعه لتدريب أصدقائه كان تحدي الأوضاع الراهنة “التي أبعدتنا عن نشاطاتنا ورغباتنا.. لذا أحببنا أن نطور أنفسنا”.

نقص بالاهتمام والفرص يعيق المكفوفين في إدلب

نشأ إبراهيم الدبل في مدينة حلب، وطور مهارته في صناعة القش خلال المرحلة الابتدائية في مدرسة خاصة، ولكنه عاد إلى مدينته إدلب جراء تطور الأحداث الأمنية خلال الأعوام الماضية.

وتعاني إدلب من نقص الاهتمام بالمكفوفين، حسبما قال الدبل، الذي قارن حالها بتجهيزات مدينة حلب التي كانت طرقاتها “مناسبة للسير بأريحية”، وضمت “مدرسة خاصة بالمكفوفين، وجمعيات خاصة لتقديم الخدمات لهم” ولمساعدتهم على تجاوز تحديات حياتهم اليومية.

وأضاف المدرب الشاب أن المكفوفين يواجهون مصاعب متعددة، من نظرة الناس وصعوبة الحصول على العمل الذي يسمح لهم بتأمين قوت يومهم من خلاله، وتكررت مطالبهم بالحصول على الاهتمام اللازم على الصعيد المهني والعملي ليتمكنوا من إتقان مهن معينة تمكنهم من “الاعتماد على النفس”.

وشهدت محافظة إدلب نهاية العام الماضي فعالية رياضية خاصة بالمكفوفين ومبتوري الأطراف بتنظيم من مركز “مكاني” وبالتعاون مع نادي “أمية” الرياضي، سميت مهرجان “أصحاب الهمم”، وشملت تدريبًا لثلاثة أشهر للمشاركين.

ووصلت معدلات الإعاقة في بعض مناطق سوريا، نتيجة امتداد الصراع والعنف، إلى 30% من السكان، وفقًا لتقديرات منظمة الصحة العالمية، أي ضعف المعدل العالمي، ويُتوقع أن يعاني 45% على الأقل من المصابين نتيجة الصراع من عاهة مستديمة تتطلب دعمًا متخصصًا بعد انتهاء أعمال القتال بوقت طويل.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة