مصير معتم يتخوف منه أهالي شرق الفرات إن عاد النظام
عنب بلدي – خاص
يعيش أهالي مناطق في شمال شرقي سوريا حالة من الترقب والتخوف من دخول قوات النظام السوري وروسيا إلى مدنهم وبلداتهم، على ضوء الاتفاق الروسي- التركي الأخير، الذي أفضى إلى توقف عملية “نبع السلام” التركية الهادفة إلى إخراج عناصر “وحدات حماية الشعب” (الكردية) من منطقة شرق الفرات.
اتفق الرئيسيان التركي، رجب طيب أردوغان، والروسي، فلاديمير بوتين، في مدينة سوتشي، في 22 من تشرين الأول الحالي، على سحب كل عناصر “الوحدات” من الشريط الحدودي لسوريا بشكل كامل، بعمق 30 كيلومترًا، خلال 150 ساعة، إضافة إلى سحب أسلحتها من منبج وتل رفعت.
وجاء في الاتفاق، العمل على تسيير دوريات تركية- روسية بعمق عشرة كيلومترات على طول الحدود مع تركيا (شرق الفرات)، باستثناء القامشلي، مع الإبقاء على الوضع ما بين تل أبيض ورأس العين تحت سيطرة “الجيش الوطني” السوري المدعوم من تركيا وبعمق 32 كيلومترًا. أما خارج هذه المنطقة فسيشهد تسيير دوريات مشتركة روسية- تركية بعمق عشرة كيلومترات.
الأهالي يتخوفون
منذ الإعلان عن الاتفاق الروسي- التركي أعرب عدد من أهالي الرقة والطبقة ومنبج ودير الزور عن استيائهم من الاتفاق، وأظهرت تسجيلات مصورة، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، حالة الرفض لعودة قوات النظام السوري إلى مناطقهم، كما حدث في مدينة الطبقة حين أبدى مجموعة من الشباب، عند مشاهدة عناصر النظام المحمّلين في عربات الشحن، رفضهم القاطع لعودتهم إلى الطبقة.
وقال مواطنان لعنب بلدي في مدينة الرقة (تحفظا على ذكر اسميهما لأسباب أمنية) إن شعور الخوف يسيطر على الأهالي بسبب نية النظام دخول المدينة على ضوء الاتفاق الروسي- التركي.
ولفت المواطنان إلى أن عددًا كبيرًا من الأهالي الذين كان النظام يلاحقهم في مدنهم ونزحوا إلى الرقة باتوا يستعدون لمغادرة المدينة لكن دون وجهة محددة لأنهم لا يعلمون بعد تفاصيل الاتفاق والأماكن التي من الممكن أن تدخلها روسيا والنظام.
ودعا ناشطون من محافظتي دير الزور والرقة إلى مظاهرات، الجمعة 25 من تشرين الأول الحالي، في ريف دير الزور الشمالي (الشرقي والغربي) ومدينة الرقة ومدينة الطبقة رفضًا لدخول النظام السوري والميليشيات الإيرانية لمناطقهم.
وأطلق الناشطون على مظاهراتهم اسم “الأسد وإيران محور الإرهاب”.
ولم يقتصر رفض دخول النظام السوري إلى مناطق في دير الزور على المستوى المدني فقط، حيث بدأت تسمع أصوات اعتراضات من جانب المجالس العربية العسكرية المنضوية في صفوف “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).
وبحسب شبكة “دير الزور 24” فإن قائد لواء في مجلس دير الزور العسكري التابع لـ “قسد”، قال لها، “نعلم حقًا أنّ أكثر من 75% من أهالي دير الزور هم من المطلوبين لنظام الأسد، وإن دخول قوات الأسد إلى شرق الفرات سيخلف كارثة، ولن نسمح بحدوث أي نوع من هذه التجاوزات، ونحن على أتم الاستعداد لمواجهة قوات الأسد والميليشيات الإيرانية في حال فكرت أو أرادت أن تتقدم إلى شرق الفرات”.
وأضاف، “نمتلك سلاحًا وعتادًا يغطي مساحة جغرافية كبيرة، ولا مفاوضات مع الأسد على دخول دير الزور، وقرارنا بيدنا ولا نساوم على المدينة، وأعدنا هيكلة مجلسنا ووضعنا خططًا عسكرية لمجابهة قوات الأسد في حال اقتربت من شرق الفرات”.
إضراب منبج
كانت منبج من أولى المناطق التي أعلنت رفضها لدخول النظام السوري إليها حتى قبل اتفاق “سوتشي” الأخير بين روسيا وتركيا، حيث نفذ أهالي المدينة إضرابًا، في 21 من تشرين الأول الحالي، ردًا على الاتفاق الذي أبرمته “قسد” مع النظام السوري والذي يقضي بانتشار الأخير في مناطق الأولى.
وجاء الإضراب بعد دعوات من بعض العشائر والناشطين رفضًا لدخول قوات النظام السوري إلى المدينة.
وشمل الإضراب السوق الرئيسي والسوق المسقوف وسوق السلالين وشارع الكواكبي وحي السرب وسوق العكاشين وشارع الحديقة العامة وطريق حلب، وأشار ناشطون إلى أن نسبة الإضراب في منبج بلغت 100%.
من جانبه، أكد ممثل عن أبناء عشائر منبج، وهو شيخ عشائر بني سعيد، عبد الله أسعد الشلاش، لشبكة “لهيرابوليس” المحلية في منبج، أن الجيشين التركي و”الوطني” السوري سيدخلان مدن منبج وتل رفعت ومنغ والعريمة وعين العرب بريف حلب الشرقي وكل منطقة ضمن الـ 30 كيلومترًا، باستثناء مدينة القامشلي.
وقال، “اجتمعنا مع ضابطين من المكتب الاستشاري لمكتب الرئاسة التركية، الأربعاء الماضي، في مدينة الباب، وتمت مناقشة كل تفاصيل مدينة منبج الحالية”.
واعتبر أن عشائر منبج ترى في دخول النظام السوري إلى مدينتهم “مقتلة” بحق 200 ألف مطلوب للنظام، يتوزعون بين مطلوبين للجيش ومنشقين ومعارضين للنظام، وهم هدف للنظام، وفق قوله.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :