سياسيون ألمان يردون على تهديدات أردوغان بفتح الحدود أمام اللاجئين

مهاجرون ينتظرون إنقاذهم في البحر المتوسط - 2 من آب 2017 (AFP)

camera iconمهاجرون ينتظرون إنقاذهم في البحر المتوسط - 2 من آب 2017 (AFP)

tag icon ع ع ع

ينقسم سياسيون ألمان حول ما يمكن أن تفعله الدول الأوروبية ردًا على تهديدات الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، المتواصلة بفتح الحدود أمام اللاجئين السوريين.

ونقل موقع “DW” الألماني اليوم، الجمعة 25 من تشرين الأول، تصريحات عدد من النواب والسياسيين الألمان حول الطرق المثلى من وجهة نظرهم للرد على تهديدات أردوغان بالسماح للاجئين السوريين في تركيا بالتدفق على دول الاتحاد الأوروبي.

نائبة رئيس البرلمان الألماني، كلاوديا روت، اعتبرت أن إلغاء الاتفاقية الأوروبية مع تركيا هو الحل لكي لا تتعرض أوروبا لـ”الابتزاز” من قبل أردوغان.

وقالت “يجب ألا نسمح بأن يتم ابتزازنا من قبل رجل يقول إذا انتقدتموني أو لم ترسلوا لي الأموال، عندها سأرسل الناس عبر البحر، هذا مثير للشفقة”.

وأضافت روت أن “الرئيس التركي يستخدم لاجئي الحرب ويستخدمنا كوديعة سياسية لسياساته المجنونة”.

وأشارت إلى أن “الدول الأوروبية وبضغط من الحكومة الألمانية جعلت الاتفاقية بين تركيا والاتحاد الأوروبي تعتمد على حكومة تركية تنتهك حقوق الإنسان ولا تطبق اتفاقية جنيف للاجئين”، بحسب تعبيرها.

وبينت روت أن إلغاء اتفاقية اللاجئين مع تركيا لا يعني أن تتخلى أوروبا عنهم، لافتة إلى أن تركيا استقبلت عددًا كبيرًا من اللاجئين يفوق بكثير ما استقبلته الدول الأوروبية مجتمعة، ولذلك فمن الصواب أن تقدم أوروبا دعمًا ماديًا للاجئين السوريين في تركيا من أجل الرعاية الإنسانية والسكن.

لكنها استدركت بأن ذلك لا يتطلب وجود اتفاقية بشأن اللاجئين “تخالف قانون اللجوء”.

زيادة المبالغ الأوروبية المقدمة إلى تركيا

في المقابل اعتبر رئيس الكتلة البرلمانية لحزب “الشعب الأوروبي” في البرلمان الأوروبي، مانفريد فيبر، أنه يجب زيادة المبالغ المدفوعة إلى تركيا في المستقبل.

وأشاد فيبر بالدور الذي لعبته الاتفاقية الأوروبية مع تركيا في الإسهام بمكافحة عصابات تهريب المهاجرين.

إلا أن فيبر حذر تركيا في الوقت نفسه من أن ابتزازها للأوروبيين واللعب باتفاقية اللاجئين سيهدد العلاقات الاقتصادية بين الطرفين، وأضاف “على الأتراك أن يعرفوا ذلك”.

من جانبه اعتبر المختص بالشؤون الألمانية التركية في صحيفة “شبيغل” الألمانية، ماكسيميليان بوب، أن أي عقوبات اقتصادية أوروبية على تركيا ستزيد من تعقيد مسألة اللجوء.

وأكد على ضرورة تقديم المزيد من المساعدات الأوروبية للاجئين السوريين في تركيا، من أجل تحسين أوضاعهم والاستقرار فيها.

وأضاف، “يجب ألا يترك الأوروبيون الانطباع بأنهم قابلون للابتزاز من قبل أردوغان”، مشيرًا إلى أن الرئيس التركي لن يفرط في اتفاقية اللجوء، لأن “الأمر يتعلق بالنسبة له بالحصول على مليارات اليوروهات”، بحسب تعبيره.

وكان وزير الداخلية الألماني، هورست زيهوفير، أشار عقب لقاء جمعه مع وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، بداية الشهر الحالي، إلى حجم الضغوط التي تواجهها تركيا بسبب اللاجئين، واصفًا إياها بـ”المهولة”، خاصة مع تزايد أعداد اللاجئين الأفغان والسوريين.

وأضاف زيهزفر، “لهذا علينا أن نبحث في كيفية تقوية الاتفاقية بين الاتحاد الأوروبي وتركيا”، لافتًا إلى إمكانية زيادة الدعم المالي لتركيا.

وتوالت تهديدات الرئيس التركي في الأشهر الأخيرة بالسماح للاجئين السوريين بمغادرة تركيا متوجهين إلى الدول الغربية، ما لم يتم إنشاء “منطقة آمنة” داخل سوريا قريبًا.

وفي أحدث تصريحاته، قال أردوغان، أمس، إن بوابات أوروبا ستُفتح أمام اللاجئين السوريين عندما يحين الوقت لذلك.

نص الاتفاقية التركية الأوروبية

ووقعت الحكومة التركية والاتحاد الأوروبي، في 18 من آذار 2016، اتفاقية تقبل فيها تركيا اللاجئين من دول الاتحاد مقابل حرية التنقل للمواطنين الأتراك داخل الاتحاد الأوروبي.

وتنص الاتفاقية على إعادة كل لاجئ وصل إلى اليونان قبل 20 من آذار 2015 إلى تركيا، إذا تبين انتقاله بشكل غير شرعي إلى الجزر اليونانية ولم يحصل على لجوء في اليونان، مقابل لاجئ ستستقبله دول الاتحاد الأوروبي بشكل قانوني.

كما تضمنت الاتفاقية تقديم الاتحاد مبلغ ستة مليارات يورو، لمساعدة الحكومة التركية على ضبط حدودها البحرية، ولكي تتمكن من إسكان اللاجئين في المخيمات، وبالمقابل تستقبل دول الاتحاد أعدادًا من اللاجئين الذين قبلت طلباتهم.

وخصصت الدول الأوروبية حتى الآن مبلغ 5.8 مليار يورو لتنفيذ الاتفاقية، وقدمت منها مبلغ 2.6 مليار يورو لتركيا، حسبما ذكرت صحيفة “دويتشه فيله” الألمانية.

وتقول تركيا إن الاتحاد الأوروبي لم يفِ بالتزاماته المتفق عليها بشأن دعم اللاجئين السوريين في تركيا، الذين يزيد عددهم على 3.5 مليون لاجئ سوري.

وكانت أعداد اللاجئين الواصلين إلى اليونان تراجعت إلى 90% بعد عام 2016، لكن الحملة التركية الأخيرة لترحيل الأجانب المخالفين من مدنها الرئيسية، أدت إلى عودة ارتفاع أعداد اللاجئين عبر البحر إلى اليونان.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة