معرة النعمان تعود للحياة.. دون أمن ولا مساعدات

camera iconعناصر الدفاع المدني أثناء انتشال مدنيين عالقين تحت أنقاض المنازل بعد تعرضها لغارات روسية في معرة النعمان جنوب إدلب 22 تموز 2019(عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – خاص

عانت مدينة معرة النعمان في ريف إدلب الجنوبي من هجمة شرسة من الطيران الروسي والسوري خلال الحملة العسكرية التي طالت المنطقة طوال سبعة أشهر، قبل أن يُعلَن عن وقف لإطلاق النار نهاية شهر آب الماضي، بعد استهدافها بمئات القذائف والصواريخ التي أدت إلى سقوط عشرات القتلى من المدنيين ونزوح الآلاف من المدينة.

ورغم تجدد القصف والخروقات بين حين وآخر عاد كثيرون من أهالي المدينة “ليواجهوا الفقر الشديد”، الذي ترافق مع توقف دعم المؤسسات الإغاثية عن أغلب القطاعات الخدمية والتعليمية، حسبما قال رئيس المجلس المحلي في المدينة، بلال ذكرى، لعنب بلدي.

تفتقر للأمان والاستقرار

تذرعت المنظمات الإنسانية التي أوقفت دعم المشاريع والقطاعات الخدمية في المدينة بكون المنطقة غير آمنة ولا مستقرة، “متجاهلين العدد الكبير الذي يسكنها”، على حد تعبير رئيس المجلس المحلي.

ونشر المجلس عبر حسابه على “فيس بوك“، في 7 من تشرين الأول الحالي، إحصاءً لعدد السكان البالغ 90 ألف نسمة، بالإضافة إلى وجود 17 ألفًا و500 نازح، مسلطًا الضوء على تقليص المساعدات الغذائية التي وُعد بها أهالي المدينة، وهو ما “سيضع المجلس المحلي أمام مأزق كبير نتيجة حرمان جزء من الفئات (المستضعفة)”، حسبما ورد في المنشور.

وأضاف بلال ذكرى أن المجلس المحلي مستمر بتقديم كل أنواع الخدمات التعليمية والصحية والإغاثية “ضمن المستطاع”، إلا أن غلاء أسعار المحروقات حال دون دعم الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والماء، التي توزع عبر صهاريج بتكلفة 2200 ليرة سورية، والخبز الذي يباع بسعره الحر.

غلاء يزيد ضغوط المعيشة

الناشط المدني بحر نحاس، قال لعنب بلدي إن الغلاء يمثل أكبر التحديات لأهالي مدينة معرة النعمان، مشيرًا إلى إنفاق كل عائلة وسطيًا مبلغ 12 ألف ليرة سورية لتأمين الكهرباء ومثلها لتأمين الماء شهريًا.

كما يمثل إيقاف الدعم عن المدارس، عدا عن مدرستين تدعمهما منظمة “سيريا ريليف”، تحديًا كبيرًا بحسب رأي نحاس، الذي أضاف أن المدرّسين يتابعون عملهم بشكل تطوعي.

واقتصرت ساعات توفر الكهرباء على خمس ساعات يوميًا، من الساعة السادسة مساءً إلى الحادية عشرة ليلًا، حسبما قالت الشابة لمى سعود، التي عادت إلى مدينتها بعد نزوح دام عشرة أيام في بلدة مارع.

وأضافت لمى في حديثها لعنب بلدي، “كانت الكهرباء تتوفر سابقًا ساعة في النهار وتستمر في الليل من السادسة حتى الثانية عشرة”، وبالنسبة للماء فقد انقطعت ولم تعد تأتي بشكل دوري كما كانت من قبل.

ولم يقتصر غياب الدعم على المدارس، إذ تتجه “حكومة الإنقاذ”، العاملة في إدلب، إلى نقل كلية التربية والشريعة من المعرة إلى مدينة إدلب، نتيجة القصف والتهجير، على حد تعبير لمى، الطالبة في كلية التربية بجامعة حلب الحرة، التي انتقلت من المعرة إلى مدينة اعزاز في آذار الماضي، واصفة الوضع التعليمي في المدينة بـ”السيئ جدًا”.

وذكر أحدث تقارير مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا)، الصادر في 8 من تشرين الأول الحالي، أن تصاعد العنف في شمال غربي سوريا يزيد احتياجات التمويل إلى 242.8 مليون دولار للاستجابة لاحتياجات 1.1 مليون شخص في المنطقة، مشيرًا إلى نقص موارد التمويل الحالية مع ارتفاع الحاجات الطارئة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة