تل أبيض بين فكي كماشة.. خطوة أولى لتقسيم شرق الفرات

عناصر من الجيش الوطني قبالة مدينة تل أبيض من الجانب التركي - 9 من تشرين الأول 2019 (الأناضول)

camera iconعناصر من الجيش الوطني قبالة مدينة تل أبيض من الجانب التركي - 9 من تشرين الأول 2019 (الأناضول)

tag icon ع ع ع

على الجهتين الغربية والشرقية لمدينة تل أبيض في ريف الرقة الشمالي تتقدم قوات الجيش التركي وفصائل “الجيش الوطني”، ضمن عملية “نبع السلام”، في خطوة لفرض طوق على المدينة، وإجبار مقاتلي “وحدات حماية الشعب” (الكردية) على الانسحاب منها.

وبحسب خريطة السيطرة الميدانية يقترب الجيش التركي والفصائل الحليفة له، من إطباق فكي كماشة على مدينة تل أبيض، التي تعتبر الهدف الأول للعملية العسكرية التي أطلقتها تركيا شرق الفرات، أمس الأربعاء، إلى جانب مدينة رأس العين الحدودية.

وفي آخر التطورات في محيط تل أبيض أعلنت فصائل “الجيش الوطني” اليوم، الخميس 10 من تشرين الأول، السيطرة على مزارع قرية اليابسة وقرية تل فندر غرب مدينة تل أبيض، بعد اشتباكات ضد “الوحدات”، ضمن عملية “نبع السلام”.

موقع استراتيجي

تقع مدينة تل أبيض على الحدود السورية- التركية، وتتبع لمحافظة الرقة التي تبعد عنها قرابة 100 كيلومتر.

جاءت تسميتها نسبة لتل أثري، ويطلق عليها الكرد اسم “كري سبي”، وتخضع منذ حزيران عام 2015 لسيطرة “وحدات حماية الشعب” (عماد قسد العسكري)، ودخلتها عقب طرد تنظيم “الدولة الإسلامية” الذي دخلها في عام 2013.

تعد المدينة قسمًا مكملًا لمدينة “أقشا قلعة” المقابلة لها في تركيا، وتعتبر المدينتان جزءًا واحدًا، وتجمع بينهما طبيعة جغرافية مشتركة، إضافة إلى تركيبة سكانية متداخلة، تعتمد على امتداد العشيرة الواحدة بين المنطقتين.

يوجد فيها معبر تل أبيض الشهير، وتحظى بموقع استراتيجي على أحد منابع نهر البليخ (عين العروس).

وتتبع للمدينة عدة قرى وبلدات بينها سلوك وعين عيسى، وبحسب “إحصاء 2011” بلغ عدد سكان مركز مدينة تل أبيض 75 ألفًا و587 نسمة، ويشكل العرب الغالبية العظمى من سكان المدينة، بالإضافة إلى أعداد قليلة من الأرمن والتركمان والكرد.

عقب السيطرة عليها من قبل “الوحدات”، عام 2015، أعلنت “الإدارة الذاتية شمالي سوريا” تل أبيض إقليمًا جديدًا لها.

وفي تصريحات لوكالة “رويترز”، حينها، قال المسؤول الإعلامي في الإدارة، دليل عثمان، إنه تم الإعلان رسميًا عن الـ “كانتون” الجديد، ليكون الرابع بعد عفرين وعين العرب والحسكة.

وفي تقرير سابق لـ “قسد” قالت إنها افتتحت في المدينة مراكز لتلبية حاجة المواطنين فيها مثل “دار الشعب، مركز ثقافي، بلدية الشعب، قوى الأمن الداخلي، الإدارة الذاتية، مجمع تربوي، مراكز طبية”.

قيمة “جيو استراتيجية”

تحظى المدينة بأهمية كبيرة، إذ تشكل السيطرة عليها تقسيم مناطق شرق الفرات، من خلال عزل مدينة عين العرب عن القامشلي والمناطق الأخرى، وبالتالي إضعاف القوات الكردية.

ومنذ مطلع تشرين الثاني 2018 استقدمت تركيا تعزيزات عسكرية إلى المناطق المتاخمة لتل أبيض من الجانب التركي، كما استقدمت عناصر من “الجيش الوطني”.

وفي دراسة سابقة للمحلل محمد عزيز عبد الحسن في موقع “ترك برس”، في أيار 2017، قال إن “القيادة العسكرية التركية تدرك أهمية تل أبيض كقيمة عسكرية بموقعها الجيو استراتيجي من جهة وكمعبر مهم يربط كوباني بالقامشلي”.

وأضاف أن الهجوم على تل أبيض “يسمح للقوات التركية بالتقدّم عبر الأراضي الفارغة إلى حد كبير، وتجنّب حواجز الفرات الطبيعية، والبقاء بعيدًا عن وادي البليخ ذي الكثافة السكانية، والاستفادة من شبكة الطرق العالية الجودة التي توفّر مسارات متعددة للتقدم نحو المدينة”.

ووصف عبد الحسن أي هجوم على المدينة بأنه سيكون معركة عسكرية خاطفة لتقسيم سيطرة القوات الكردية، والقضاء بشكل كلي على حلم حزب الاتحاد الديمقراطي بتوسيع الإدارة الذاتية الكردية السورية على طول الحدود الشمالية.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة