تعا تفرج

شرب عيران وطائرات مسيّرة

tag icon ع ع ع

خطيب بدلة

ظل الأصدقاء (الذين كانوا في يوم من الأيام حشاشين) يجتمعون في “المقطع الشرقي”، ويتجاذبون أطراف الحديث في أمور الدنيا الفانية. قال أبو أيوب إنه، بعدما هداه الله وترك الحشيش، أصبح من أشد المولعين بتناول اللبن العيران، كان يكرعُ منه، في بداية الأمر، جرعات كبيرة، على طريقة شاربي العَرَق المدمنين، وأما الآن فهو يتناوله بطريقة “المَزْمَزة”.

قال أبو عاجوقة: تصديقًا لكلام أخي وحبيبي “أبو أيوب”، أنا البارحة، من كتر ما شربت عيران انسطلت، وعيوني شخصت لفوق، وبعد شي ساعة أو ساعتين ما أشوف غير أختكم أم عاجوقة والأولاد ملتمين حولي، وعم يرشوا على وجهي “مازهر” وبعدما صحيتْ قعدوا حولي وسألوني: أيش صاير معك حجي؟ فحكيت لهم قصتي مع الطيارات المسيّرة.

قال أبو سلمان: أنا من يوم ما بطلت الحشيش زاد تدخيني لسكاير التتنْ كتير، وصرت أطلّع الدخنة من مناخيري.. ببرك على بعد متر واحد من التلفزيون وبتأمل بهالأخبار. مبارحة شفت ناس عم يقولوا إنه في طيارة وقعت بجنوب لبنان، أو بجنوب سوريا، أو في السعودية، وما فهمت شي.

ضحك أبو عاجوقة وقال: إن شاء الله طول عمرك ما بتحتاج للفهم أخي “أبو سلمان”. المهم، أنا لما اجتمعوا حولي أم عاجوقة والأولاد طلبت منهم يجيبوا الدفتر، ويسجلوا فيه عبارتي التاريخية، حتى إذا أنا متت، ومر على وفاتي عشرات السنين، يفتحوا الدفتر ويقولوا للناس إنه أبونا المرحوم أبو عاجوقة هو أول من قال: (لقد دخلنا في عصر الطائرات المسيّرة)!

اقتلع أبو مراد الفلينة التي يسد بها فوهة الترمس الخاص به، فأحدثت صوت تفقيع، وسكب كمية مبحبحة من الشاي الثقيل في كأس زجاجي كبير وقال: والله يا “أبو عاجوقة” أنت تسكر من زبيبة، وتغرق في شبر مَيْ. شوية طيارات تافهة ما إلها شوفير ولا معاون، عملت لي منها قصة وحكاية وعصر طيران؟

قال أبو عاجوقة: واضح أن الشاي الديري الثقيل مسكر على مخك كل منافذ التفكير يا “أبو مراد”. وفوق كل هالشي واضح أنك لا تتابع الأخبار اللي عم تجري ع الأرض. يا سيدي اللبنانيين أسقطوا طيارتين، وبعدها الدفاعات الجوية الخاصة بجيش ابن حافظ أسقطت طائرة، وكالعادة قال المتحدث الرسمي إنها طيارة أمريكية إسرائيلية صهيونية إمبريالية.. إسرائيل في البداية ما اهتمت ولا (طَنْكَرِتْ) للتصريح، وبعد شوي طلع افيخاي أدرعي وقال إنه قاسم سليماني بيعمل وبيترك في سوريا من دون ما يعطي خبرْ لبيت حافظ الأسد، فلا تستغربوا إنُّه تكون الطيارة لإيران! وأنا يا شباب لما قريت الخبر، ووصلت لعند كلمة “إيران” طق عقلي، وشربت قنينة عيران (واحد ليتر) دفعة واحدة، وتذكرتْ الطيارة الإيرانية اللي ضربت شركة أرامكو من بُعْد مئات الكيلومترات واللي لا السعودية ولا أمريكا ولا إسرائيل عرفت من أين أجت. ويكون بعلمك أنه ترامب ارتفع ضغطه، وكان على وشك يكشر عن أنيابه، لكنه تذكر إنه في عنده انتخابات، فقال لحاله: خلينا نشدد العقوبات هلق، وبعد الانتخابات لكل حادث حديث.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة