نجيب الريس “في الزمن الصعب”.. رحلة في خسارات سوريا

لقطة لنجيب الريس من الفيلم (يوتيوب)

camera iconلقطة لنجيب الريس من الفيلم (يوتيوب)

tag icon ع ع ع

يحمل الفيلم  الوثائقي “نجيب الريس..رحلة في الزمن الصعب”،  أسئلة وتحديات وعاطفة عن سوريا، في مراحل زمنية مختلفة، من خلال شخصية واحد من أهم الصحفيين السوريين.

يروي الفيلم، الذي بثته قناة “الجزيرة الوثائقية” للمرة الأولى في 27 من أيلول،  حال سوريا منذ استقلالها وحتى اليوم، بعيون الصحفي السوري نجيب الريس نفسه، في محاولة لفهم التاريخ السوري قبل عهد حافظ الأسد، ووصولًا إلى الخسارات الحالية التي تعانيها سوريا.

بدأ الفيلم بحديث الصحفي رياض، ابن نجيب الريس، عبر الهاتف، متسائلًا عن أحوال دمشق، ومتحدثًا عن معالم المدينة، مع معادل بصري هو مقاطع مصورة لدمار هائل في سوريا، سبقته رنة الهاتف بالنشيد الوطني السوري.

تبع هذه المقدمة البسيطة، حديث رياض عن والده، في لحظات عاطفية قادرة على شد المشاهد للغوص في بقية تفاصيل الفيلم، لينطلق بعدها للحكاية التي تروي تفاصيل مختلفة، غرضها الربط بين الماضي والحاضر، لتنتج إجابة بديهية عن المستقبل الذي ينتظر سوريا.

لعب المونتاج دوره في سرد الحكاية، ووضع كل لقطة بجانب اللقطة التي تليها لتحكي فكرة، مع أرشيف ضخم لسوريا يعود لبدايات القرن العشرين.

لا يعد الفيلم تاريخيًا، رغم ما يحتويه من تفاصيل تاريخية، وهو فيلم صمم ليطرح فكرة محددة، مفادها أن سوريا لم تنل استقلالها منذ خمسة قرون على الأقل، بحسب ما جاء على لسان أحد أبطال الفيلم.

ويحاول الفيلم تقديم إجابات عن أسئلة يبحث عنها سوريون اليوم: لماذا وصلت الثورة إلى الحال الذي وصلت إليه؟ ولماذا تحولت سوريا من مركز لحضارات الشرق القديم إلى بلد تتحكم فيها قوى خارجية؟

ويقدم الفيلم بسلاسة فكرة تقول إن الصحافة والديمقراطية والحرية والسياسة، كلها عوامل ترتبط بصناعة دولة تكون لأبنائها لا للغرباء.

رغم ذلك، لا يعد الفيلم نخبويًا، وهو يمس كل مواطن سوري يريد معرفة زواية أخرى للحقيقة التي يرويها “المنتصرون”.

وبحسب الفيلم، فإن زمن نجيب الريس المليء بالاضطرابات السياسية والانقلابات العسكرية، لا يزال مستمرًا، فسوريا “لم تكن يومًا دولة”، و”على أبنائها اليوم السعي لاستعادة مكانها الذي يجب أن تكون فيه”.

أجاد مخرج الفيلم ومنتجه، الفوز طنجور، توليف العناصر الفنية لإعادة رواية تفاصيل يعرفها السوريون، كما أسهم المخرج، إلى جانب علي الكردي ولؤي حفار، في كتابة السيناريو.

من هو نجيب الريس؟

ولد الصحفي والشاعر السوري نجيب الريس في مدينة حماة عام 1898، ونشر عدة مقالات في صحيفتي “الأحرار” و”النهار” اللبنانيتين، قبل أن يعمل مع جريدة “المقتبس” السورية بين عامي 1918 و1920.

اعتقلته السلطات الفرنسية عام 1922، ونفي إلى جزيرة أرواد، وهناك ألف قصيدة “يا ظلام السجن خيم”.

أصدر صحيفة “القبس” عام 1928 في دمشق، واستمرت ملاحقته من قبل السلطات الفرنسية نتيجة مقالاته التي تهاجم الانتداب الفرنسي، وأغلقت الصحيفة، ورفعت بحقه سبع دعاوى قضائية.

دخل الريس العمل السياسي وترشح للانتخابات النيابية عن قائمة شكري القوتلي، واستطاع دخول البرلمان عام 1943، ولم يرشح نفسه ثانية بعد انتهاء المدة القانونية عام 1947.

توفي نجيب الريس عام 1952.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة