كتاب “العمق الاستراتيجي”.. كيف تغيرت السياسة التركية

camera iconكتاب العمق الاستراتيجي.. كيف تغيرت السياسة التركية.

tag icon ع ع ع

يعتبر كتاب “العمق الاستراتيجي.. موقع تركيا ودورها في الساحة الدولية” مرجعًا أساسيًا للمهتمين بالشأن التركي، والدور الذي تلعبه تركيا خارج حدودها، وعلاقاتها مع الدول المحيطة بها، في مناطق البلقان والقوقاز والشرق الأوسط.

اشتهرت تركيا مع وصول حزب “العدالة والتنمية” إلى الحكم بنظرية “صفر مشاكل”، وهندس هذه السياسة الخارجية الجديدة لتركيا، أحمد داوود أوغلو، مؤلف الكتاب، الذي يرى أن دور تركيا لا يكمن في علاقتها مع القوى الغربية وحلف الناتو فقط، بل يمتد بشكل وثيق إلى الدول التي كانت تعد جزءًا من الدولة العثمانية حتى وقت قريب.

لا يدعو الكتاب إلى عودة هذه الدول إلى تركيا ولا أن تكون تابعة لها، لكنه يضع الأسس لعودة علاقة تركيا بهذه الدول بشكل أكبر وأقوى، كون هذه العلاقات تجعل من تركيا لاعبًا إقليميًا، وتعطيها قوة ناعمة ونفوذًا، وهو ما يفتح لها مجالات كبيرة ويمنحها مكاسب سياسية واجتماعية وثقافية واقتصادية، مع الأخذ بعين الاعتبار تقارب ثقافات هذه المناطق مع تركيا، ومعاناتها تقريبًا من نفس المشاكل المتعلقة بالاقتصاد والنمو والفساد.

يشرح الكتاب مكانة تركيا جغرافيًا ويربط موقعها الجغرافي بالسياسة، وكيف يمكن لهذا الموقع لعب دور أكثر أهمية وعمقًا، ويتحدث عن قوة العنصر البشري في صناعة الاستراتيجيات الدولية.

مع كل ما كُتب عن نظرية “صفر مشاكل” من قبل المحللين والمراقبين للشأن التركي، يلعب الكتاب دورًا أكبر في نقطتين أساسيتين: الأولى هي شرح الخلفية الثقافية، وهوية تركيا، شرحًا وافيًا، والثانية شرح النظرية بحد ذاتها، وهي التي شكلت أساس صعود تركيا إلى الواجهة في هذه المنطقة الجغرافية من العالم.

يعد الكتاب مرجعًا لمن يرغب بفهم وضع تركيا في القرن العشرين، بعد سقوط الدولة العثمانية وقيام الجمهورية، دون الدخول في محطات تاريخية لا داعي لها، وفهم أسس السياسات الحكومية والانفتاح المفاجئ لدولة بقيت مغلقة في وجه دول محيطة كثيرة.

ومن خلال فهم هذا الكتاب وهذا الانفتاح، يسهل على القارئ العادي، أو المهتم بالشؤون السياسية للمنطقة، فهم مواقف تركيا السياسية بعد عام 2011، ولماذا لعبت أدوارًا مختلفة كليًا عن أدوارها السابقة، وكيف جعلت هذه النظرية التي انطلق منها أحمد داوود أوغلو، من تركيا دولة مركزية ومؤثرة في محيطها.

يقع الكتاب في 646 صفحة من القطع الكبير، وصدرت طبعته الأولى عن “الدار العربية للعلوم- ناشرون” عام 2010.

حاز الكتاب على تقييم 3.9 على موقع “goodreads”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة