مدارس غوطة دمشق.. غابت الكوادر وحضرت صور الأسد

camera iconطلاب سوريون في الغوطة الشرقية بالقرب من مدرسة في كفربطنا- 5 أيلول 2018 (AFP)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – محمد حمص

لا يختلف الوضع في مدارس الغوطة الشرقية للعاصمة السورية دمشق كثيرًا عما كان عليه خلال فترة حصارها، في أثناء سيطرة فصائل المعارضة عليها بين عامي 2012 و2018، خاصة على المستويين التعليمي والخدمي.

تحضر صور رئيس النظام السوري، بشار الأسد، في المدارس للعام الثاني على التوالي، وتعود شعارات “طلائع البعث” إلى الصفوف المدرسية، كما يمارس مندوبو وزارة التربية سطوتهم على المدرّسين والطلاب من أهالي الغوطة.

استقبلت بعض مدارس الغوطة الشرقية، التي لم تتعرض للدمار نتيجة القصف، العام الدراسي الحالي (2019- 2020) الذي انطلق قبل أسبوع، بحضور طلابي أكبر مقارنة بالعام الدراسي الماضي.

وتعود الكثافة الطلابية في مدارس الغوطة إلى زيادة نسب الأهالي العائدين إلى الغوطة الشرقية، مع قلة عدد المدارس المؤهلة.

نقص في الكوادر العلمية

التقت عنب بلدي مدرّسًا ومدرّسة من الغوطة الشرقية، للحديث عن الواقع التعليمي في مدارس المنطقة، ومدى اكتفاء المدارس بالكوادر.

وقال المدرّسان اللذان تحفظا على نشر اسميهما خوفًا من الملاحقة الأمنية، إن عدد المدرّسين الموجودين في الغوطة الشرقية لا يكفي لتغطية جميع المواد العلمية.

وقالت المدرّسة لعنب بلدي، إن المدرسة الابتدائية في بلدة حمورية افتقرت العام الدراسي الماضي إلى معلمة لغة إنجليزية، ولم يتضح بعد إذا تم حل هذه المشكلة خلال الموسم الدراسي الحالي.

وعزا المدرّس، المتخصص باللغة العربية، نقص الكوادر التدريسية، إلى الضغط المفروض على المعلمين، وأوضح، “على المعلم الحضور في المدارس صيفًا وشتاء والخضوع لدورات تأهيلية للتدرب على كيفية إعطاء المناهج الجديدة”.

ولا يتجاوز راتب الوكلاء من المدرّسين حاجز الـ 16 ألف ليرة سورية شهريًا، بينما يتقاضى المدرّس المثبت راتب 40 ألف ليرة، ولذلك تفضل معظم الكوادر العمل بالقطاع الخاص أو اللجوء إلى أعمال إدارية أو تجارية أو صناعية.

ويبلغ سعر صرف الدولار أمام الليرة السورية 650 ليرة حاليًا، وفق موقع “الليرة اليوم” المتخصص بأسعار العملات.

تأهيل إسعافي

مدير تربية ريف دمشق، ماهر فرج، قال لصحيفة “تشرين”، مع انطلاقة الموسم الدراسي الماضي في 2 من أيلول 2018، إن مدارس الغوطة الشرقية، بعد إعادة تأهيل وصيانة المتضرر منها بشكل خفيف، تستوعب 42 ألف طالب وطالبة.

وأضاف فرج أنه منذ السيطرة على الغوطة، افتُتحت 23 مدرسة جديدة في بلدات الغوطة الشرقية، و61 مدرسة في دوما، ومدرسة واحدة في النشابية، كما تم تفعيل 73 مدرسة أجريت في 18 منها صيانة فورية وسريعة.

لكن رغم ذلك تعاني معظم المدارس من سوء الخدمات أو غيابها، وفق ما أكده مواطنون من أهالي الغوطة، إذ لا تزال بعض المدارس تعتمد على الصهاريج لتوفير المياه.

خطة لتفعيل المدارس

منذ اليوم الأول لسيطرتها على الغوطة الشرقية، في نهاية آذار من عام 2018، بدأت حكومة النظام بالترويج والتصريح عن الواقع الخدمي وإعادة الخدمات في المنطقة شرق دمشق.

ووصلت القيمة التقديرية لأعمال الصيانة الفورية الجزئية لـ 18 مدرسة في الغوطة الشرقية، إلى 45 مليون ليرة سورية.

وبدأت محافظة دمشق خلال الموسم الدراسي الماضي خطة لتفعيل 47 مدرسة ابتدائية وإعدادية موزعة على مناطق الغوطة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة