كتاب “نصف المجتمع”.. مأساة النساء في العصر الحديث

tag icon ع ع ع

يشرح كتاب “نصف المجتمع” معاناة النساء في الدول النامية، والاضطهاد الذي يعانين منه، وسيطرة أفكار وعادات وتقاليد تتحدى القوانين في البلدان النامية.

عبر 318 صفحة يفرد الكتاب قصصًا وروايات من مختلف البلدان، لنساء يتعرضن للتعنيف ويجبرن على العمل في الدعارة أو الزواج الإجباري، ويحرمن من أبسط حقوقهن المتعلقة باختيار الزوج والحصول على التعليم والصحة المناسبة.

ومن خلال قصص هؤلاء النسوة يقدم الكتاب شرحًا لأوضاع النساء في عدة بلدان آسيوية وإفريقية، يكتشف القارئ أساليب المعاملة الوحشية التي يتعرضن لها، بتوصيفات حيّة، وتفاصيل بصرية تجعل قارئه يقف طويلًا أمام هذه القصص.

اختطاف، ضرب، إجبار على العمل في الدعارة، إجبار على تناول المخدرات، جرائم الشرف، قصص من عدة بلدان، تحمل العذاب نفسه.

14 فصلًا مجموع فصول الكتاب، الذي بقدر ما يحمل في طياته جزءًا من القسوة المستمدة من الحقيقة، إلا أنه يمنح أملًا كبيرًا في تغيير هذا العالم نحو الأفضل، من خلال تقديم نماذج أخرى لنساء تعرضن لتعامل وحشي وتعذيب ممنهج، إلا أنهن خرجن أقوى من تجاربهن، ليتحولن من ضحية إلى نماذج مشرقة وأعضاء فاعلين في المجتمع ويحتللن المكان الطبيعي الذي يفترض أن يكن فيه.

إن كان بعضهم يظن أن ما تتعرض له النسوة في هذا العالم من اضطهاد هو مجرد مزاح، فالكتاب قادر ومنذ صفحاته الأولى على تغيير رأي أي شخص يعتقد أن ما يتعرض له النساء هو أمر مبالغ فيه، ويبرز من خلال عدة تجارب حقيقية كم الشجاعة التي تتحلى بها النساء.

ما بين التجارب المريرة، ونماذج قهرت المستحيل، يختم الكتاب صفحاته بما هو أهم، إذ يحضّ القارئ على تغيير هذا الواقع من خلال إبرازه لخطوات يمكن من خلالها المساعدة في تغيير واقع النساء حول العالم إلى الأفضل، بالانضمام لجمعيات أو بتقديم تبرعات مالية وعينية. وبالتالي لا يقف الكتاب عند الجانب النظري فقط من شرح القصص المأساوية وأسبابها، بل ينتقل لدفع القارئ إلى التغيير وإرشاده إلى ذلك.

“في باكستان تقتل بعض النساء أطفالهن بسبب التهديد بالطلاق إذا احتفظن بالطفلة”، تبدو هذه العبارة صادمة وغير مفهومة وغير متوقعة في القرن الـ 21، إلا أنها تشكل جزءًا صغيرًا من واقع صعب تعيشه النساء في البلدان النامية، ويربط المؤلفان نيكولاس كريستوف وشريل وودن، بين الاقتصاد والتعليم والصحة بالاضطهاد الذي تعاني منه النساء.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة