700 شخص قتلوا جماعيًا.. الذكرى السابعة لمجزرة داريا
شهدت مدينة داريا، جنوب غرب العاصمة دمشق، مجزرة، في 25 من آب عام 2012، راح ضحيتها أكثر من 700 مدني بينهم 522 موثقون بالاسم، بحسب المجلس المحلي، لكنها لم تكن كافية لإنهاء معاناة المدينة التي فرض عليها النظام السوري حصارًا دام أربع سنوات قبل أن يهجر أهلها في 26 من آب عام 2016.
كانت داريا من أوائل المناطق السورية التي شاركت في الحراك السلمي المطالب بالإصلاح في آذار من عام 2011، ثم انخرطت في العمل المسلح، ليقتل من أهلها 2712 شخصًا، حتى 28 من تموز 2018، بحسب فريق التوثيق في داريا.
تحولت المدينة الاستراتيجية، المتاخمة لمطار المزة العسكري، إلى واحدة من أبرز معاقل “الجيش الحر” عند اتجاه الحراك السوري إلى العمل المسلح ردًا على ممارسات القمع التي اعتمدتها الحكومة لمجابهة المظاهرات السلمية.
المجزرة.. قتلوا بدم بارد
وكان من أبرز محطاتها المجزرة التي نفذتها قوات النظام، والتي تبعت تسارعًا في الأحداث، بعد تفجير ما عرف بـ”خلية الأزمة” في 18 من تموز عام 2012، الذي قضى إثره أربعة من كبار المسؤولين الحكوميين، وتلته حملات عسكرية في عموم سوريا.
قتل العشرات في دير الزور وحلب والمعضمية وحي القابون، ونزح الآلاف إلى تركيا والأردن خلال شهر آب، قبل أن تتجه قوات النظام السوري نحو مدينة داريا التي كانت قد انسحبت منها في شهر حزيران.
قطعت قوات النظام الكهرباء والاتصالات عن المدينة في ثاني أيام عيد الفطر، في 20 من آب 2012، ثم حاصرتها وقصفتها أيامًا متتالية بالمدفعية والدبابات وقذائف الهاون وغارات المروحية مسببة مقتل 70 شخصًا، قبل أن تنسحب منها فصائل “الجيش الحر” المحلية، وتدخلها قوات النظام في 24 من آب.
ارتكبت قوات النظام مجازر وإعدامات جماعية، واعتقلت العشرات من مواطني المدينة، ثم عرضت “نصرها” عبر عدسة قناة “الدنيا” التي دخلت المدينة وصورت الجثث في البيوت والطرقات، ناسبة الجريمة لأفعال “الإرهابيين”.
استغرق إحصاء أعداد القتلى عدة أيام بعد أن سمحت القوات الحكومية لأهل المدينة النازحين بالعودة إليها، حيث قاموا بحفر قبور جماعية، تركت دون معالم، لدفن الضحايا.
أثارت المجزرة، والصور التي عرضها الإعلام الحكومي، إدانة دولية واسعة، وقال الأمين العام للأمم المتحدة حينها، بان كي مون، إنها تمثل “جريمة مروعة ووحشية”، ويجب التحقيق بشأنها بشكل مستقل مباشرةً.
كما قال الوزير البريطاني المختص بالشرق الأوسط، آليستر بيرت، إن المجزرة في حال تأكدت ستكون “انتهاكًا بمستوى جديد يتطلب إدانة حازمة من المجتمع الدولي بأكمله”.
حصار وتهجير
بعد أربعة أعوام من القتال والمعارك بين قوات النظام السوري و”الجيش الحر”، عانت خلالها المدينة من الحصار المستمر والقصف منذ تشرين الثاني عام 2012، توصلت لجنة ممثلة عن فصائل وفعاليات المدينة، إلى اتفاق مع النظام السوري يقضي بإفراغ المدينة، في 26 من آب 2016.
غادر المواطنون والمقاتلون المحاصرون المدينة التي عانت من أكبر نسب الدمار في سوريا الذي وصل إلى 95%، وطال معظم معالمها الرئيسية وبناها التحتية، حسبما وثق المجلس المحلي في داريا والشبكة السورية لحقوق الإنسان.
لم يسمح النظام بعودة أهلها إلا بعد عامين كاملين على تهجيرهم، ووفق موافقات خاصة، بعد أن أعلن عن بدئه مرحلة ترحيل الأنقاض وفتح الطرقات فيها مطلع عام 2018.
ولا تزال المدينة على ما كانت عليه تقريبًا من الدمار ونقص الخدمات باستثناء الجهود الفردية التي قامت بها العائلات التي سمح لها بالعودة لإخلاء الركام في بيوتها، وبعض الإصلاحات البطيئة التي تعمل على تنفيذها الجهات الحكومية.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :