تعا تفرج

مين هادا فلان بلا زغرة؟

tag icon ع ع ع

خطيب بدلة

أهل بلدنا؛ إذا كانوا جالسين في مجلس، وذُكِرَ أمامهم اسمُ شخص لا يعرفونه، يتساءلون: مين هادا بلا زغرة؟ وبالمصادفة يوجد بينهم واحدٌ يعرفه فيقول: هادا تَبَعْ المصرف العقاري، مثلًا، أي أنه مدير المصرف العقاري أو أحد موظفيه، أو تَبَعْ فرع الحزب، أو تَبَعْ اتحاد الكتاب.. إلخ.

هذا الشيء حصل معنا بحذافيره حينما كنا جالسين، نحن مجموعة من السوريين، وفتح أبو إبراهيم صحيفة “عنب بلدي” وقرأ خبرًا مفادُه أن السيد “غِيْرْ بيدرسون” تعافى من مرضه، والحمد لله، وسوف يستأنف عمله، ويتصل بجميع الأطراف التي لها علاقة بالشأن السوري..

قال أبو قدور: ومين هادا “غير بيدرسون” بلا زغرة؟ قال أبو إبراهيم: هادا، على حسب مو كاتبين هون، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا.. أجابه أبو مراد: أيوه. يعني هادا تَبَعْ الأمم المتحدة. دخلك؛ يعني هادا جابوه لنا إياه يعني محل كوفي عنان؟

فضحك أبو دحام، وهو إنسان فهيم للغاية، وقال: إنته لسه عقلك معترس عند كوفي عنان؟ يا وَلْ بعدما فشل كوفي عنان بمهمته دَزُّوا لنا الأخضر الإبراهيمي، وبعده دفشوا علينا ستيفان ديمستورا، وعقب التالي بعتوا لنا هادا، غير بيدرسن.

قوبلت معلومات أبي دحام بالاستخفاف، والضحك، وبدأت التعليقات تتعاقب، وتتضارب، وقال أبو جودت: عن جد تعافى بيدرسون؟ دايم الله! والله فرحت له. المرض صعب يا شباب. ومط رأسه باتجاه الجريدة، وعندما رأى صورته قال: ضعيف كتير هالزلمة، معصمص. الظاهر عامل ريجيم؟ ردّ عليه أبو ماهر بأنه كان سمينًا، ولكنه نحف و”خَسّ بسبب المرض.. واعترض أبو عمر قائلًا إن سبب نحافته ليس المرض، وإنما الشأن السوري، وحلف يمينًا على أن الواحد إذا ربط الجحش عشرة أيام في إحدى غرف السوشيال ميديا، وأجبره على مطالعة أخبار سوريا، سيكون أمام ثلاثة خيارات، أولها أن يتفاعل مع الأخبار بجدية، ووقتها لا بد أن يمرض وينحف وإذا مشى يتعثر بحوافره، والثاني أن يأتي بأتانه واثنين من الشهود ويضع يده على رأسها أمامهما ويحلف بحق العشرة الطويلة مع هذه الجحشة المحترمة على أنه سيهرب إلى أبعد نقطة في العالم خلف المحيطات، وهناك يغلق على نفسه النوافذ والأبواب لئلا يسمع أي شيء له علاقة بسوريا، والثالث أن يُطَنِّش، أو يُجَحِّش، أو يُتمسح، وفي هذه الحالة يستطيع أن يحول القهر والزعل والحزن إلى سرور وفرفشة، وبدلًا من الضعف والعصمصة يسمن وينفش ويعاني من التسميط بين فخذيه!

أغلق أبو إبراهيم الصحيفة وقال بحكمة: خلونا نمشي على مبدأ الخطوة خطوة، ونقول إنه بيدرسن تبع الأمم المتحدة ، كان معافى، وتوعك، وشفي، ألف الحمد لله ع سلامته، وبده يرجع يستأنف أعماله، على راسي، لاكن لما بيقول إنه سيتواصل مع جميع الأطراف والله ما لُه حق بهالشغلة.. مع أي أطراف بده يتواصل؟ أنا سوري، وعايش جوات سوريا، وصار لي تمان سنين وطجة وأنا عم تابع الأخبار والتحليلات، وعلي الطلاق بالتلاتة ما بحسن أعمل إحصاء للأطراف اللي إلها علاقة بالشأن السوري!




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة