tag icon ع ع ع

محمد حمص | حباء شحادة | مراد عبد الجليل

يمثل قطاع الرياضة في ريف حلب الشمالي، الخاضع لسيطرة المعارضة السورية المدعومة تركيًا، حالة قد تؤسس لشكل مؤسسات القطاعات الخدمية في المنطقة، وترسم طريقة تنظيمها وهيكليتها، وكيف يتم توظيف الجهود المحلية وإلى أي مدى تتدخل الحكومة التركية بإدارة وتوجيه هذه القطاعات.

تحت راية الثورة السورية تدرجت أنشطة مؤسسات رياضية عدة منذ عام 2011، وكانت هذه الراية فقط كل ما يجمعها، إذ لم تنشأ حتى اليوم أجسام رياضية موحدة، تشكل ثقلًا يوازي الأنشطة الرياضية القائمة تحت عباءة النظام.

أولى محاولات الحشد الرياضي بدأت بجهود “رابطة الرياضيين السوريين الأحرار”، التي أُسست في مدينة القاهرة المصرية عام 2012، وتبعها تشكيل كيانات رياضية عدة، كان أكبرها “الهيئة السورية للرياضة” التي شُكلت في آذار من عام 2014، كمنظمة مستقلة تحت اسم “الهيئة العامة للرياضة والشباب”، وحَوكمت عملها من خلال تبعيتها للحكومة السورية المؤقتة، مطلع أيار من عام 2017.

ولم يتبقَّ في المشهد الرياضي في الداخل السوري حاليًا سوى “الهيئة العامة للرياضة والشباب” و”مكتب الرياضة” التابع لـ “حكومة الإنقاذ”، التي سيطرت على المنشآت الرياضية في معظم مناطق إدلب، ككيانين رياضيين قائمين ومؤثرين.

على نطاق أضيق، تختلف مناطق ريف حلب الشمالي في قطاعها الرياضي عن جارتها إدلب، من حيث التكوين والجهات المنظمة والدعم الممنوح والمنشآت الرياضية الموجودة.

وتشرف المجالس المحلية المدعومة من تركيا على إدارة النشاط الرياضي، وهي التي تدير مناطق الريف الشمالي لحلب الخاضع لسيطرة “الجيش الوطني”.

يسلط هذا الملف الضوء على الواقع الرياضي في منطقة ريف حلب الشمالي، ويناقش الدور التركي في دعم الحالة الرياضية ورعايتها، والصعوبات التي تواجه تشكيل أجسام رياضية موحدة في ظل صعوبة تحصيل اعتراف دولي للبطولات والأندية التي تقيمها.

تدريبات كاراتيه وفنون قتالية للأطفال في ملعب قباسين – 19 أيار 2019 (المجلس المحلي لقباسين)

دعم للناشئين ومحاولات تنظيم

تركيا تضع يدها على رياضة ريف حلب

يسيطر كل مجلس محلي في ريف حلب على القطاع الرياضي في المنطقة التي يديرها، إذ يضم كل مجلس مكتبًا رياضيًا خاصًا به يدير الشؤون الرياضية والمنشآت القائمة أو المحدثة.

كما تسير آلية تنظيم البطولات، ودوريات كرة القدم خاصة، في ريف حلب الشمالي عن طريق تلك المكاتب الرياضية، التي تنسق بدورها مع مديريات الرياضة والشباب التركية، وهي، بحسب ما رصدت عنب بلدي، ثلاث مديريات تتبع لولايات كلس، وغازي عينتاب، وهاتاي.

وبحسب مدير المكتب الرياضي في المجلس المحلي بمدينة اعزاز، فارس دربالة، فإن “المنطقة شهدت إنشاء صالات وملاعب رياضية بمواصفات دولية بدعم تركي مالي وتنفيذي، وأصبحت جميع الملاعب في مدن عفرين واعزاز والباب مجهزة بعشب صناعي، في حين يتم حاليًا إنشاء ملعب في كل من مارع ومنطقة الراعي”.

اتحاد رياضي عام بإشراف تركي

ترعى وزارة الرياضة التركية الأنشطة الرياضة في ريف حلب عبر مندوبيها الرياضيين، إذ يشرف مركز ولاية كلس، التابع لوزارة الرياضة التركية، على الرياضة في منطقة اعزاز، في حين يشرف مركز ولاية غازي عينتاب على منطقتي الباب وجرابلس، ومركز ولاية هاتاي يشرف على منطقة عفرين وما حولها.

وخلال الشهرين الماضيين كثف المندوب التركي المكلف بملف الرياضة زياراته إلى المنطقة، وعقد اجتماعات مع الرياضيين والمجالس، بهدف تشكيل اتحاد رياضي عام في ريف حلب، يشرف على جميع الفعاليات الرياضة في المنطقة (كرة قدم، كرة سلة، كمال أجسام) وينظمها، بحسب ما قاله دربالة لعنب بلدي.

وأكد مدير المكتب الرياضي في اعزاز أن كل مكتب رياضي في المنطقة سيرشح أسماء رياضيين سابقين محليين، من أجل عقد اجتماع لاحقًا، وإجراء انتخابات وتشكيل الاتحاد الرياضي العام.

تشكيل الاتحاد يهدف إلى نقل النشاطات الرياضية من حالة الفردية والمناطقية (كل منطقة تقيم نشاطًا رياضيًا خاصًا بها)، إلى تنظيم جسم رياضي موحد وإقامة دوريات منظمة، تكون منطلقًا للمشاركة الخارجية.

وأكد دربالة أنه تم الحديث مع الجانب التركي حول الاعتراف الدولي بالاتحاد الرياضي عقب تشكيله، وكان الرد التركي بضرورة إقامة الخطوة الأولى وتنظيم الرياضة في جسم واحد، ثم يكون الحديث عن الاعتراف.

مباراة كرة طاولة في اعزاز بريف حلب -20 كانون الاول 2019 (المكتب الرياضي لااعزاز)

التركيز على كرة القدم والناشئين

الاهتمام التركي برياضة المنطقة يهدف بالمقام الأول إلى الاستفادة من الخبرات الرياضية الناشئة (الأطفال) واستثمارهم، إذ قامت تركيا بتجهيز المدارس بملاعب كرة قدم وكرة طائرة مع توزيع معدات رياضية، إلى جانب تشكيل منتخب ناشئين بكرة القدم في كل مدرسة.

وأكد دربالة وجود توجه تركي لاستهداف الأطفال الناشئين من أجل بناء قاعدة رياضية، وإخراج لاعبين في المستقبل يمكن استثمارهم رياضيًا، معتبرًا أن “المشروع كبير وبدأ من فئات الأعمار الصغيرة”.

وبدا ذلك واضحًا من خلال الاهتمام فقط برياضة كرة القدم الأكثر شعبية في العالم، وإهمال بقية الأنشطة الرياضية مثل كمال الأجسام وألعاب القوى، بحسب رئيس “اتحاد كمال الأجسام والقوة البدنية” في ريف حلب، عمار كرشو.

وأضاف كرشو، في حديث إلى عنب بلدي، أن وفدًا تركيًا زار المنطقة قبل أشهر والتقى مع أندية كرة القدم، مضيفًا أنّ “الجانب التركي لا يعلم بوجود اتحاد كمال أجسام وألعاب قتالية مثل الجمباز في المنطقة”.

وأكد كرشو، أنه عمل على تشكيل اتحاد كمال أجسام في ريف حلب وأقام عدة بطولات، وعند التوجه للأتراك بالسؤال حول الإمكانيات التي يمكن تقديمها للاتحاد، كان الجواب بأنه لا يوجد دعم مالي وإنما دعم بالجوائز والمستلزمات.

“سيستم” تركي لجمع بيانات اللاعبين

أسست الحكومة التركية موقعًا إلكترونيًا لتسجيل اللاعبين والأندية في الاتحاد الذي تعتزم إنشاءه، ويتصل الموقع بالنظام الإلكتروني التركي الحكومي، بحسب مصدر في مكتب الرياضة التركية في ولاية كلس، تحفظ على ذكر اسمه، لأسباب تتعلق بطبيعة عمله.

وأضاف المصدر أن مهمة الموقع تسجيل البيانات الشخصية والرياضية للمنتسبين للاتحاد الرياضي، وتشمل البيانات الرياضة التي يلعبها المنتسب، والنادي المنضم إليه.

وقال المصدر إن الموقع ليس مخصصًا للاعبي كرة القدم، وإنما يشمل بقية الرياضات، من ألعاب القوى، والرياضات القتالية، وكرة الطائرة، والتنس وغيرها.

ويقوم كل فريق، بحسب المصدر، بتقديم كشوف لاعبيه على موقع تسجيل البيانات، الذي “سيتيح للرياضيين المشاركة في البطولات المشتركة التي تعتزم تركيا إقامتها مع الأندية والفرق السورية المنضوية ضمن الاتحاد، كما تمكن هذه الهوية اللاعبين من المشاركة ببعض البطولات الدولية التي تقيمها تركيا”.

تنسيق مع المجالس “فقط”

يقتصر تنسيق الحكومة التركية فيما يخص الرياضة في ريف حلب على المجالس المحلية، بحسب مصدر بمكتب الرياضة التركية في ولاية كلس، بينما لا يتم التنسيق مع “الهيئة العامة للرياضة والشباب” التي تعد الجسم الرياضي الأبرز في المنطقة.

في الوقت ذاته ترفض تركيا إعطاء أذونات دخول للرياضيين السوريين المقيمين في الداخل للمشاركة في البطولات الدولية المفتوحة المقامة على أرضها، بحسب ما قاله رئيس مكتب الألعاب الفردية لـ”الهيئة العامة للرياضة والشباب”، أحمد الشرم،  لعنب بلدي.

وأضاف الشرم أن دخول اللاعب السوري إلى تركيا للمشاركة في فعاليات رياضية “أمر مستحيل”، مشيرًا إلى أن الرياضيين السوريين المقيمين على الأراضي التركية، يستطيعون المشاركة في تلك البطولات وحصد بعضهم ميداليات وجوائز.

وبحسب الشرم فإن “الهيئة العامة للرياضة والشباب” حاولت أكثر من مرة الحصول على موافقة لمشاركة الفرق المؤهلة بتلك البطولات دون جدوى، مشيرًا إلى وجود مساع مع الحكومة المؤقتة للحصول على تلك الموافقات.

مباراة لذوي الإعاقة في مدينة الأتارب – 1 أيلول 2019 (الهيئة السورية للرياضة والشباب)

“الهيئة العامة للرياضة والشباب”.. الكيان الرياضي الأبرز في ريف حلب

“الهيئة العامة للرياضة والشباب” هي مؤسسة ترعى الحركة الرياضية في الداخل السوري والخارج، منذ آذار من عام 2014، بالتعاون مع الاتحادات التي تتبع لها.

وتتكون “الهيئة”، بحسب النظام الداخلي الذي حصلت عنب بلدي على نسخة منه، من الجمعية العمومية، ويتبع لها المكتب التنفيذي المكون من 13 عضوًا، إضافة إلى لجانٍ فنية وتنفيذية (تضم 11 عضوًا) على الأرض.

وتدير تلك اللجان الأندية المنتسبة للهيئة وبطولات الألعاب الرياضية، بالتعاون مع المجالس المحلية، وبعض المنظمات السورية، كالدفاع المدني، كما تعاونت الهيئة في وقت سابق مع بعض الإذاعات والصحف والمواقع السورية.

وكانت الهيئة قد تمكنت سابقًا من جمع حوالي 42 ألف منتسب مع إنشاء مكاتب وكيانات ممثلة لها في كامل المناطق “المحررة” من درعا إلى ريف دمشق وحمص وحماة وإدلب وحماة.

ومع تغير الواقع السياسي والعسكري العام الماضي واستعادة النظام السوري سيطرته على مناطق واسعة، تقلص عدد المنتسبين إلى أقل من عشرة آلاف حاليًا، مع اشتراك 16 اتحادًا رياضيًا مع الهيئة، حسبما قال رئيس “الهيئة العامة للرياضة والشباب”، محمد ظلال المعلم.

وبحسب ما قال أمين سر “الهيئة العامة للرياضة والشباب”، ورئيس مكتب التنظيم فيها، ميسر محمود، فإن طبيعة تنسيق الهيئة في ريف حلب، هي أن يدير المجلس المحلي في المنطقة تنظيم النشاط الرياضي، بالإضافة إلى تفعيل الأنشطة الرياضية المختلفة (كرة قدم، رياضات قتالية، رياضات قوى بدنية).

وأشار محمود إلى أن الحالة التنظيمية في ريف حلب تواجه ضعفًا، بينما تحاول المؤسسة الرياضية العمل ودخول دورات تدريبية لتطوير الكوادر من الناحية الفنية، ومن الناحية الإدارية بما يخص الإدارة وتقسيم العمل، ما يجعل الأدوار واضحة بين المجالس المحلية و”المجالس الفنية للهيئة”.

 

الاعتراف الدولي.. حلم للرياضين يكبله الواقع السياسي

يمثل الحصول على الاعتراف الدولي حلمًا للرياضيين والهيئات الرياضية السورية المعارضة، مع ارتباطه بفتح أبواب المنافسات العالمية والبطولات التي حرموا منها جراء معارضتهم للنظام السوري ورفضهم التنافس تحت ظله.

لكن مسألة الاعتراف الدولي ترتبط بالواقع السياسي لمؤسسات المعارضة ككل، حسبما قال مدير “الهيئة العامة للرياضة والشباب”، محمد ظلال المعلم، لعنب بلدي، معتبرًا أن “مسألة الاعتراف الدولي لا تختص بالرياضة فحسب، بل تشمل كل شؤون الثورة”.

وأردف، “إن تمكنّا من الحصول على مقعد في مجلس الأمن أو في الجامعة العربية، حينها سنتمكن من الحصول على كل الاعتراف بجميع المجالات”.

هل تحصد الرياضة في ريف حلب اعترافًا دوليًا؟

يربط مدير “الهيئة العامة للرياضة والشباب”، ظلال المعلم، مسألة تحصيل اعتراف دولي للهيئات الرياضية في ريف حلب، بأزمة الاعتراف السياسي للمؤسسات الممثلة بالمعارضة ككل.

ويعني ذلك، من وجهة نظر المعلم، أن تحصيل الاعتراف أمر صعب للغاية، وهو ما يتوافق مع نتائج استطلاع للرأي أجرته جريدة عنب بلدي عبر صفحتها على “فيس بوك”.

وطرحت عنب بلدي على متابعيها السؤال التالي: ” برأيك.. هل يمكن للمؤسسات الرياضية في مناطق المعارضة السورية الحصول على اعتراف دولي.. ولماذا؟”.

72% من المشاركين في الاستطلاع، الذين زاد عددهم على 800، أجابوا بـ “لا”، بينما بدا 28% منهم أكثر تفاؤلًا، وأجابوا بـ “نعم”.

وغلب التشاؤم على التفاعلات في منشور الاستطلاع، إذ عبر أغلب المستخدمين عن عدم ثقتهم بتحصيل أي اعتراف للأنشطة الرياضية في مناطق سيطرة فصائل المعارضة.

وكتب المستخدم “أبو أحمد جنيد”، “حين يعترفون بالأوراق الثبوتية، كجواز السفر وغيره، حينها يعترفون بالرياضة”، وأيده المستخدم “عثمان نجار”، الذي كتب “لم يعترفوا بالجامعات ليعترفوا بالمؤسسات الرياضية”.

أما المستخدم “أبو محمد” فاعتبر أن “الغرب لم يتدخل لوقف القصف على السوريين، ولم يعترف ببشريتهم”، منتقدًا “الحديث عن اعتراف رياضي” في هذا الوقت.

مشاركات عالمية.. ولكن

شارك عدد من الرياضيين المقيمين في مناطق سيطرة فصائل المعارضة السورية، في منافسات عالمية خلال السنوات الماضية، لكن هذه المشاركات لم تكن تتطلب تمثيلًا على صعيد الدول، وهو ما تشترطه المنافسات العالمية، مثل بطولات كأس أمم آسيا وأوروبا أو ألعاب المتوسط.

“الهيئة العامة للرياضة والشباب” تواصلت مع 22 اتحادًا رياضيًا، ولم تتلق ردًا سوى من اتحادين، الأول هو الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الذي اعتذر مباشرة عن قبول مشاركة هيئات الرياضة المعارضة، واتحاد كرة الطاولة، الذي استجاب مع لاعب كرة الطاولة، ورئيس الهيئة ظلال المعلم “بشكل شخصي”.

وعن ذلك أكد المعلم لعنب بلدي، “قال (اتحاد كرة الطاولة) بإمكاننا التعامل معك وسيكون التواصل عبر بريد الاتحاد السوري لكرة الطاولة (التابع للنظام السوري)، وعند إجابتي لهم أنه لا يمكن لنا التعامل مع ذلك الاتحاد فنحن في صراع، اعتذروا وقالوا لا يمكننا التعاون سوى عن طريق الاتحاد السوري لكرة الطاولة المعترف به”.

“إنجاز وتجاهل”

رغم أن “الهيئة العامة للرياضة والشباب” تشكل اليوم المؤسسة الرياضية الأكثر بروزًا في ريف حلب الشمالي، فإن المشهد الرياضي العام، بما يحمله من انقسام، يحتاج دعمًا كبيرًا للنهوض.

وبحسب المعلم، فإنّ “الواقع السياسي الذي اشتبك بنقص الدعم والرفض المؤسساتي حال دون تطور الرياضة في المنطقة”.

إذ رفض الداعمون لمؤسسات المعارضة السورية، حسبما قال المعلم، السماح بتشكيل مؤسسة سورية منظمة، مركزين على دعم البطولات المحلية، التي لم تشمل مناطق ريف حلب الخاضعة للإدارة التركية إلا بشكل بسيط بعد أن قسمتها تركيا ما بين إدارات هاتاي وغازي عينتاب وأورفا.

واتهم المعلم “الجهات السياسية المعارضة كلها، من الائتلاف الوطني المعارض حتى الحكومة السورية المؤقتة، بتجاهل بناء المؤسسات ورفض تقديم الدعم للرياضة”، مضيفًا أن “المسألة كلها تدور حول شخصيات متنفذة”.

ما دور “اللجنة الأولمبية”؟

يقتصر التمثيل الرياضي الرسمي للمعارضة السورية على “اللجنة الأولمبية السورية” التابعة للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، والتي تهتم بشؤون الرياضيين السوريين في الداخل والخارج، بحسب ما أكده نائب رئيس اللجنة، ورئيس مكتب الإعلام فيها، مضر الأسعد.

وأشار الأسعد، في حديث إلى عنب بلدي، إلى أن اللجنة تسعى إلى التشاور مع “اللجنة الأولمبية الدولية و بعض الدول العربية والأجنبية الصديقة”، لافتًا إلى جود لقاء خلال الفترة المقبلة مع “الفيفا” من أجل دعم الرياضة السورية.

وأضاف، “نواجه حربًا قوية جدًا من جانب النظام السوري وروسيا وإيران وحزب الله، من أجل تحجيم دورنا ومنعنا من المشاركة في البطولات والدورات الدولية، كما نواجه حربًا كبرى من عملاء النظام الذين يعلمون على عرقلة عملنا في الشمال السوري المحرر، أو في تركيا وبعض الدول العربية والأجنبية”.

وحول دور اللجنة في دعم الرياضة في ريف حلب الشمالي، قال الأسعد، “تبدأ بعد فترة قصيرة الأنشطة الرياضية المنظمة في الشمال السوري المحرر وعفرين بعد الانتهاء من تجهيز الأمور التنظيمية، من استمارات وكشوف لجميع الألعاب والأندية الرياضية ولكافة الألعاب”.

لكن الأسعد اعتبر أن الطريق إلى توحيد العمل الرياضي في الشمال السوري، وتأطيره وتنظيمه بالشكل الصحيح، يكون بتحمل المسؤوليات من قبل جميع الجهات،”من خلال إبعاد الأنا عن العمل الرياضي”.

الدوري الكروي للناشئين في ملعب عفرين – 21 حزيران 2019 (المكتب الرياضي في عفرين)

أبرز الأنشطة الرياضية في ريف حلب

كرة القدم

نالت كرة القدم الاهتمام الأكبر بين الأنشطة الرياضية في ريف حلب، إذ جرت عدة دوريات بين الفرق المحلية، كان أهمها دوري “شهداء درع الفرات” الذي أقيم في تموز من عام 2017، بمشاركة فرق من ريفي حلب الشمالي والشرقي، وبتنظيم من نادي “دابق” الرياضي، وبالتعاون مع المجلس المحلي، وسبقه “دوري الشمال” في دابق أيضًا، الذي أقيم في أيار من ذات العام.

إضافة إلى دوري “كأس الشمال” الذي أجري في حزيران 2018 على أرض ملعب “الشيخ علوان” في مدينة الباب شرقي حلب بمشاركة 12 ناديًا رياضيًا، وبتنظيم من قبل “اتحاد كرة القدم” التابع لـ”الهيئة العامة للرياضة والشباب”.

ومن الدوريات “كأس الشهداء” أو ما عرف باسم “بطولة مارع الكروية”، في آب 2018، بمشاركة 12 ناديًا، وبالتعاون بين وحدة تنسيق الدعم (ACU) و”الهيئة العامة للرياضة والشباب”.

ودوري “المحبة” في مدينة صوران في ريف حلب الشمالي، في تشرين الأول 2018، بمشاركة 12 ناديًا رياضيًا من المدينة والقرى المحيطة بها، على أرض ملعب صوران الذي أنشأته الحكومة التركية بمواصفات “قياسية”.

وأجريت بطولة كروية في ريف حلب الشمالي والشرقي تكريمًا لذكرى عبد الباسط الساروت، في 7 من تموز الماضي، وسبقتها مباراة تكريمية أجريت في عفرين في شهر حزيران.

كما أقيمت في مناطق الريف الشمالي والشرقي من حلب دوريات مدرسية للمعلمين والطلاب، كان آخرها في آذار الماضي.

رفع الأثقال و كمال الأجسام

أسست “الهيئة العامة للرياضة والشباب” في آذار 2016، “الاتحاد السوري للرياضات الخاصة” في ريف حلب، الذي ينظم بطولات رفع الأثقال، التي كانت أولاها بطولة “الشهيد رجب مصطفى البدوي”، في تشرين الأول 2017، في الأتارب غربي حلب.

وفي 13 من أيار 2018، أقيمت بطولة “أنا منكم” في رفع الأثقال لذوي الإعاقة بريف حلب الغربي، وشارك فيها 20 متسابقًا من مختلف الأعمار، ونّظمت من قبل “الاتحاد السوري للرياضات الخاصة” بالتعاون مع فريق “مساهمون” و”المركز المدني”، بمشاركة مؤسسة الأمل لذوي الإعاقة.

كما أقيمت في تموز الماضي، أول بطولة للقوة البدنية في مدينة اعزاز، بمشاركة 80 لاعبًا محليًا ضمن فئات وزنية مختلفة.

وأشرف “اتحاد كمال الأجسام والقوة البدنية” على البطولة، وشملت ثلاث ألعاب (صدر وسكوات وتقبين)، برعاية من المجلس المحلي، وبالتنسيق مع المكاتب الرياضية في المنطقة.

الألعاب القتالية

اقتصرت الأنشطة الرياضية للألعاب القتالية على فئة “الأطفال والناشئين” وكانت أغلبها تابعة لمشروع “الطفل الرياضي السوري”، الذي انطلق عام 2015، ومر بثلاث مراحل، كانت الثانية مطلع أيلول عام 2016 والثالثة في حزيران من عام 2017، في ريفي حلب الشمالي والغربي، بالتعاون بين “الهيئة العامة للرياضة والشباب” ومنظمة “بيتنا سوريا”.

وتضمن أربعة مراكز رياضية شملت أكثر من 300 طفل وطفلة، وشمل رياضات عدة، أبرزها الجمباز، وكرة القدم، والتايكواندو، والكاراتيه، والمصارعة، والملاكمة، والكيك بوكسينغ، والجودو، بإشراف وتدريب مجموعة من الرياضيين السوريين ذوي الخبرة.

وكان من أبرز أنشطته، نشاط “تحدي الواقع” الذي ضم التدريب على الكاراتيه ضمن الركام في مدينة الأتارب غربي حلب، في تشرين الثاني من عام 2017، بينما أقيمت بطولة للجودو في الصالة الرياضية للأتارب، في تشرين الثاني من العام ذاته، وضمت فئات الصغار والأشبال والناشئين.

كرة الطائرة وتنس الطاولة والشطرنج

أجريت بطولة لتنس الطاولة بمشاركة المجمعات التربوية في ريف حلب الشمالي، في الفترة ما بين 19 من كانون الأول و3 من كانون الثاني الماضيين.

وأقامت مدينة الباب شرقي حلب أول دوري لتنس الطاولة في المنطقة، في حزيران الماضي، بمشاركة ثماني فرق من المدينة والقرى المحيطة بها، وخصصت للفئات العمرية الكبيرة (ما فوق 18 عامًا).

أما “الهيئة العامة للرياضة والشباب” فأطلقت في تموز 2018، بطولة تصنيفية في رياضة الشطرنج في مدينة الأتارب بريف حلب الغربي، وضمت 12 ناديًا.

كما أقيمت بطولة الشطرنج لطلاب المدارس في مدينة صوران وريفها، في 20 من كانون الثاني الماضي.

وفي 23 من تموز الماضي، أجرى نادي مدينة عندان الرياضي، شمالي حلب، مسابقة في لعبة الشطرنج، كما أجريت عدة بطولات للشطرنج في مدينة اعزاز وبلدتي الراعي وأخترين، بإشراف مديريات التربية في المنطقة، ومديرية تربية كلس.

دوري كرة القدم في ثانوية البحتري في مدينة الباب- 12 من آذار 2019 (المجلس المحلي في الباب)

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.

English version of the article