لا يوجد إعلامي لم تسقط أمامه قذيفة أو برميل

مخاطر أمنية وضغوط نفسية تلاحق إعلاميي ريف حماة

camera iconدورة تدريبية لتأهيل الإعلاميين في مدينة معرة النعمان - 2015 (alsouria)

tag icon ع ع ع

ريف حماة- إياد أبو الجود

“نحن معرضون للقصف عند تحركنا بأي اتجاه، أغلب الطرقات في ريف حماة مكشوفة، ولا يوجد إعلامي لم تسقط أمامه قذيفة أو برميل”، يقول علاء فطراوي، في محاولة لتلخيص البيئة التي يعمل فيها كناشط إعلامي.

يغطّي علاء الأحداث الميدانية، وفي ظل الحملة العسكرية الأخيرة على ريفي إدلب وحماة، يواجه تحديات أمنية أكبر تجعله معرضًا للخطر في كل مهمة عمل، إذ “لا يستثني القصف العشوائي أحدًا”، على حدّ تعبيره.

يضيف علاء في لقاء مع عنب بلدي، “نهرب من عمليات القصف عبر التحرك مستعينين بأجهزة اللاسلكي والمراصد التي تحذرنا عند رصد أي تحرك للطيران”، ورغم أن تلك التحذيرات قد تفلح في إبعاده عن مرمى الطائرات، لكنها لا تفلح بالضرورة في تجنيبه أخطارًا أخرى.

تحديات الأمن والسلامة

يواصل الناشط الإعلامي، تيم اليوسف، عمله بشكل يومي، رغم الإصابة التي تعرض منذ سنتين

خلال تغطيته الأحداث الميدانية في إحدى مناطق ريف حماة، لكن مخاوف الإصابة مجددًا تلاحقه مع كل مهمة عمل جديدة.

يتحدث تيم لعنب بلدي عن معاناة الإعلاميين في التنقل بين مناطق ريف حماة، نتيجة التحليق المتكرر للطيران الحربي، والخوف من التعرض للقصف، ويضيف، “عندما نذهب لتغطية ما بعد استهداف الطائرات لمنطقة ما، يتكرر استهداف المكان نفسه مرات عدة، وهو ما يعرضنا لخطر كبير”.

ويشهد ريفا حماة وإدلب قصفًا متكررًا، إثر الحملة التي شنها النظام السوري بدعم روسي، منذ شباط الماضي، بينما لم تفلح محادثات “أستانة” الأخيرة في تثبيت وقف إطلاق نار في المنطقة.

ولا تقتصر الأخطار المحيطة بالعاملين في المجال الإعلامي في ريف حماة على التعرض للقصف، وإنما تمتد إلى الخطف أو القتل.

يقول الناشط علاء فطراوي لعنب بلدي، إن الإعلاميين في ريف إدلب يخشون التحرك ليلًا، خوفًا من “الخطف على يد عصابات”.

أما الناشط الإعلامي أحمد أبو عمر، فيتحدث لعنب بلدي عن مخاطر أخرى، تتمثل بتهديدات واستفزازات يتعرض لها الإعلاميون، مضيفًا، “نتعرض لمثل هذه المخاطر عندما نقوم بنقل أخبار تزعج طرفًا ما”.

الضغط النفسي

مع كل مجزرة أو عقب كل قصف يوثقه الناشط علاء فطراوي، تسيطر عليه خيالات أنه وعائلته في مكان الاستهداف وبين الضحايا، بحسب تعبيره، مضيفًا “أشعر بالخوف الشديد عند سماع صوت البرميل، أصاب بالذعر عندما أشاهد مجزرة وقعت، مجرد التفكير بهذا أمر مرعب”.

ونتيجة هذه الأفكار يتعرض علاء لضغوط نفسية، يعبر عنها بالقول، “عند تغطيتي لمجزرة ما يتغير مزاجي وأشعر بالتعب، أشاهد مواقف مؤلمة وضحايا، الأمر مؤلم للغاية”.

ويؤكد اختصاصي الإرشاد النفسي، عمر النمر، التأثير السلبي لتعرض الإعلاميين لمشاهد صادمة وعنيفة على صحتهم النفسية، داعيًا إلى اتباع أساليب وتمرينات يومية لتخفيف الضغط النفسي.

ويقول النمر في حديثه لعنب بلدي، “الضغوط النفسية هذه من الممكن أن تسبب الخلل في حياة الإنسان، ومن المفترض أن تتم الموازنة بين فترات العمل والراحة”.

ومن الأساليب التي ينصح بها النمر الإعلاميين لتخفيف الضغوط النفسية بعد تعرضهم لمواقف مؤلمة، أسلوب “التفريغ الانفعالي”، عبر الخروج من الجو المحيط بهم، والابتعاد عن وسائل التواصل، وممارسة نشاطات أخرى.

قد لا يملك جزء كبير من العاملين في المجال الإعلامي في ريف حماة، رفاهية الحصول على استراحات من العمل، أو فرصًا لتخفيف الضغط النفسي الناتج عن التعرض لمواقف مؤلمة، لكن عملهم يوفر لهم “رضا عن أنفسهم”، بحسب ما أكده الناشط الإعلامي، أحمد أبو عمر، لعنب بلدي.

وأضاف، “تنتابنا مشاعر مختلطة عندما نتعرض للمخاطر، نحس بالحزن لكننا في الوقت ذاته نشعر بالفرح لأننا نقوم بتوثيق جرائم قوات الأسد”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة