كرة المحروسة التعيسة.. الأهلي بطل بعد مخاض

tag icon ع ع ع

عروة قنواتي

موسم متعب وفوضوي خاضته الأندية المصرية استمر عامًا كاملًا، ضربت فيه رياح التأجيل والتهديد والوعيد والتصريحات القاسية كل مدرجات الملاعب، فلا أجندة واضحة لاتحاد الكرة “المستقيل مؤخرًا”، ولا قدرة على لجم الشخصيات المهمة في كبرى الأندية وهي تتقاذف التهم فيما بينها.

الموسم الذي أنهاه النادي الأهلي لمصلحته قبل جولة واحدة من ختام الموسم بالفوز على “المقاولون العرب”، تاركًا لغريمه الزمالك الوصافة التي ستجعل مباراة الجولة الأخيرة “تحصيل حاصل” بالنتيجة والأداء ورد الصاع والثأر وحالة الاشتباك بالآراء والأيدي. كل هذه الأمثلة والشواهد لن نراها في ليلة المواسم الكروية المصرية الأخيرة، فالأهلي القاهري فاز ورفع يد رئيسه محمود الخطيب للأعلى في وجه وعناد الزمالك وقائده الإداري مرتضى منصور، هكذا ستنشر الصحافة المصرية عناوينها وبنفس الأسلوب ستجعل النار مشتعلة حتى الموسم المقبل.

الدوري الذي طال بتأثيره وعوامله السلبية المقيتة معسكر المنتخب الأول، المخيب للآمال بالخروج المبكر من بطولة أمم إفريقيا الأخيرة على أرضه وأمام جماهيره وشاشات وكاميرات الإعلام، التي تم إحضارها لتحية بطل القارة الأسطوري، فإذا به يغفو دون انتباه داخل حفرة اشترك بحفرها كل من أدار الرياضة المصرية، وخصوصًا كرة القدم منذ العام 2017 حتى ساعة تتويج الأهلي بلقبه الأخير بطلًا للدوري.

يتفنن الإعلام المصري وجهابذة الأندية الكبرى بتمرير الاتهامات بين بعضهم، لدرجة تصل حد التشويه والتطاول والقضايا أمام النائب العام وفي أروقة القضاء داخل المحاكم، هذا الأمر مطلوب وبشدة بحسب الشخصيات، التي كانت نجوم “السوشال ميديا” على مدار عامين متتاليين، بينما حلحلة موضوع الدوري وتأجيله المتكرر وحسابات الخروج من كأس العالم وكأس أمم إفريقيا “تبدو ثانوية” والله أعلم.

الكرة المصرية بتتويج الأهلي بطلًا لمصر، والزمالك بطلًا للكونفيدرالية الإفريقية، تبدو بحالة سيئة وغير متعافية إثر ضربها بفايروس الفوضى والتصادم والتعنت بالآراء مع محبة “السلطة السياسية” التي لا مفر منها على مبدأ “احنا ولادك ياريس.. أرجوك اتدخل ياريس”.

الكرة المصرية التي خسرت نهائي أندية إفريقيا الأبطال، العام الماضي، وخرجت مبكرًا العام الحالي، ولا وجود لها كمنتخب حامل للقب في بطولة الأمم بنسخها الخمس الأخيرة، ولا حتى في المنافسة على الميدالية الأولمبية، تبدو في حالة صعبة تنتظر من ينتشلها إلى شواطئ الذهب الغالي، كما فعل الجوهري وشحاته وبعض الأسماء التاريخية بإسهامها ورفعها كرة القدم المصرية إلى صف العمالقة يومًا ما، مبروك للأهلي وهاردلك للزمالك، على أمل تعافي الكرة المصرية بنجومها ومحترفيها وأسمائها الفنية التدريبية، وشخصياتها الإدارية والإعلامية.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة