جيمس جيفري.. وجه السياسة الأمريكية “الناعمة” في سوريا

tag icon ع ع ع

اعتمدت الولايات المتحدة نهجًا من الضغط السياسي المتفادي للمواجهات المباشرة في التعامل مع الصراع السوري الدائر منذ عام 2011، وكان من أبرز وجوهها خلال الأشهر الأخيرة الماضية المبعوث الأمريكي الخاص، جيمس جيفري.

عمل جيفري بنشاط منذ تعيينه، في 17 من آب 2018، على إدارة الأوضاع السياسية والعسكرية في سوريا وفقًا للسياسة الأمريكية، التي اضطر مرارًا لشرحها، للحلفاء والخصوم.

أوضح في جلسة حوارية دارت في أمريكا في 19 من تموز الحالي، أن الولايات المتحدة تعتمد سياسة “صريحة” ولم تحد أبدًا عن أهدافها وأولوياتها.

دعا سوريا بالدولة “الميتة” اقتصاديًا، وحُكمها بـ “الوحشي”، لكنه أكد على ابتعاد الولايات المتحدة عن تغيير النظام السوري، باعتبار أن تلك المهمة تقع على عاتق الشعب السوري وفق عملية تديرها الأمم المتحدة.

أولوياته لم تتسق مع أولويات السوريين من جميع الأطراف، وجهوده لم تثمر بحل أو عملية واضحة المسار، إلا أنه عبر عن ثقته بالسياسة الأمريكية وقال إنها “تحقق تقدمًا”.

خبرة دبلوماسية طويلة

جيمس فرانكلين جيفري، دبلوماسي أمريكي مخضرم، عمره 73 عامًا، بدأ عمله في السياسة الخارجية الأمريكية منذ عام 1977، وكان قبل ذلك ضابطًا في الجيش الأمريكي ما بين 1969 و1976، خدم في ألمانيا وفيتنام.

بداية تدريبه الدبلوماسي كانت في تونس، ثم في بلغاريا، وفي أيار 1981 عمل في تركيا للمرة الأولى، وانتقل نهاية عقد الثمانينيات إلى ألمانيا.

اتجه للشرق الأوسط منتصف التسعينيات بعمله في السفارة الأمريكية في الكويت، ثم إلى ألبانيا ليصبح سفيرًا لأمريكا ما بين عامي 2002 و2004، ثم عين سفيرًا في أنقرة عام 2008 من قبل الرئيس السابق جورج بوش.

اختاره باراك أوباما ليكون سفيرًا لبلاده في العراق عام 2010، ونال خلال تلك الفترة العديد من الجوائز لقاء خدمته الاستثنائية في إدارة السفارة الأكبر في العالم في بغداد.

درس التاريخ في جامعة “نورثويسترن” عام 1969، وحصل على ماجستير لإدارة الأعمال من جامعة بوسطن عام 1977، وعلى دبلوم في اللغة الفرنسية من جامعة باريس، وهو يجيد الألمانية والتركية والفرنسية إضافة إلى لغته الأم الإنجليزية.

بعد تعيينه كمستشار خاص لسوريا، أصبح مبعوثًا للتحالف الدولي ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”، في 4 من كانون الثاني 2019، عقب استقالة المبعوث السابق، بريت ماكغورك، احتجاجًا على قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، المفاجئ بسحب القوات الأمريكية من سوريا.

سياسة واضحة دون خطوات ملموسة

كرر جيفري في لقاءاته الصحفية الأولويات الأمريكية في التعامل مع الوضع السوري، مبتدئًا من توضيح أن رئيس النظام السوري، بشار الأسد، لم ينتصر في سوريا، ولكنه “نجا حتى الآن مع فقدانه لشعبيته وخسر المجتمع الدولي”، حسبما قال في 19 من تموز الحالي.

واجه نقدًا لغياب الخطوات الملموسة للسياسات الأمريكية المعلنة، التي لم تحقق أيًا من أهدافها خلال السنوات الثماني التي تدخلت فيها في الصراع السوري، والتي لم يتعدَّ أغلبها مرحلة التصريحات والتنديد والدعوة إلى الحوار.

ووضح أن سحب جميع القوات الإيرانية من سوريا هو المقصد الأول لأمريكا، لأنها “تهديد وجودي مباشر لإسرائيل وللسعودية ولدول أخرى”، وثانيًا ضمان الهزيمة الدائمة لتنظيم “الدولة” الذي تحركت ضده الولايات المتحدة عسكريًا باعتباره مصدر تهديد إرهابي، و”أحد التشكيلات التي أنتجتها حرب الأسد على شعبه”.

وكان جيفري أعلن، في 29 من أيار، أن أمريكا وروسيا تجريان محادثات لإنهاء الأزمة السورية في حال تمت الموافقة على سلسلة خطوات، تشمل وقف إطلاق النار في إدلب شمالي سوريا.

كما أعلن بداية الشهر الماضي تنسيق بلاده مع تركيا لتغيير أسس النظام في سوريا، مع العمل على إنهاء الصراع العسكري، مضيفًا في حديثه لصحيفة “حرييت” التركية، أن الطريقة الوحيدة لإنهاء الحرب هي خفض المواجهات العسكرية، والتقدم في العملية السياسية من خلال إنشاء اللجنة الدستورية.

يستمر جيفري في جولاته المكوكية في المنطقة، ممسكًا بهدف تلو الآخر من الأهداف الأمريكية، كان آخرها مباحثات مع تركيا خلال 22 و23 من تموز الحالي، حول المنطقة الآمنة والتطورات السورية.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة