الجزائر والقشعريرة العربية.. بين حرب ألمانيا واصطياد أسود السنغال

camera iconالمنتخب الجزائري يتوج ببطولة أمم إفريقيا مصر 2019- 19 من تموز 2019 (رويترز)

tag icon ع ع ع

مباراة مفصلية، أشعرت الجماهير العربية بشكل عام والجزائرية خاصة بالقشعريرة، فعلى أرضية ملعب بيرا ريو الواقع في مدينة بورتو أليغري البرازيلية، وفي 30 من حزيران من عام 2014، كانت الجزائر حاضرة في الدور الثاني من بطولة كأس العالم المقامة في البرازيل.

الحضور الجزائري كان محرجًا لـ “الماكينات الألمانية” وكاد اللقاء ينتهي بفضيحة للألمان، بعد أن وصل إلى الأشواط الإضافية.

لم يكن يعي أبناء ألمانيا وأبطال ذاك المونديال ما ينتظرهم من منتخب ليس له تاريخ في المونديال العالمي، فالإقصاء كان قاب قوسين أو أدنى أمام “محاربي الصحراء”، لولا تدارك النجوم الألمان الذين أنهوا اللقاء بهدفين لهدف وتأهلوا لإكمال مشوارهم.

ومنذ ذلك الحين بات المنتخب الجزائري له نكهة خاصة بالنسبة للجماهير العربية المتعطشة لأي إنجار عربي في المسابقة العالمية، فكانت الخسارة الجزائرية أمام الألمان إنجازًا بعد عدد من الفرص التي كادت أن تكون نقطة الفصل والوصول إلى الربع النهائي، لولا الحظ والحارس مانويل نوير.

اليوم، توجت الجزائر بطلةً لإفريقيا مرة ثانية في تاريخها، ووضعت النجمة الثانية على قميص “الخضر” الأبيض.

في النهائي أمام السنغال، رمية من الهداف بغداد بونجاح ضلت بداية طريقها إلى المرمى وذهبت خائنة إلى السماء قبل أن تعود إلى رشدها وتسكن شباك الحارس السنغالي ألفريد غوميس الذي كان متفرجًا دون حول ولا قوة.

ظهر المنتخب الجزائري في أسوأ مباراة له، وحفر طريقًا لتحصين خطوط الدفاع عن شباك الريس مبولحي، للوصول إلى صافرة الختام والتتويج التاريخي الثاني، فكان لجمال بلماضي (مدرب المنتخب الجزائري) ما أراد.

مشوار الجزائر في أمم إفريقيا (مصر 2019)

نجح “محاربو الصحراء” في إنهاء العقدة العربية بعدم التتويج بالبطولة خلال قرابة العقد، حينما توج المنتخب المصري في أمم إفريقيا التي أقيمت بأنغولا، إذ أقيمت بعدها أربع نسخ من البطولة قبل النسخة الحالية فشلت المنتخبات العربية بالتتويج فيها، إذ فاز منتخب زامبيا ببطولة 2012 ونيجيريا ببطولة 2013 والمنتخب الإيفواري بنسخة 2015 والكاميرون بالنسخة الماضية التي أقيمت بالغابون عام 2017 على حساب المنتخب المصري في المباراة النهائية بهدفين لهدف.

بدأ مشوار المنتخب الجزائري في كأس أمم إفريقيا، بالنسخة الأولى التي ضمت 24 منتخبًا، في المجموعة الثالثة، إلى جانب المنتخب السنغالي ومنتخب كينيا وتنزانيا وتأهل عنها بالعلامة الكاملة.

فاز “محاربو الصحراء” على المنتخب الكيني بهدفين ومنتخب تنزانيا بثلاثية مقابل لا شيء والسنغال بهدف دون رد.

وفي مواجهات الدور الثاني لاقى المنتخب الجزائري نظيره الغيني فتخطاه بثلاثية نظيفة دون رد، قبل أن يصطدم بمنتخب ساحل العاج، الذي عانى معه وانتهى لقاء ربع النهائي بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله ليحتكم الطرفان إلى ضربات الترجيح التي ابتسمت لرفاق رياض محرز.

الصدام الثاني لـ “الخضر” كان مع المنتخب النيجيري الذي كان عنيدًا خلال اللقاء فحاول الضرب بمرمى ريس مبولحي ولكنه فشل، تقدم “محاربو الصحراء” عن طريق هدف من عرضية لرياض محرز سجله إيكونغ خطأ في مرماه، وعاد إيغالو ليعادل النتيجة، ولكن رياض محرز رفض توجه اللقاء إلى الأشواط الإضافية وسجل هدفًا من حرة مباشرة في الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع.

في المواجهة الختامية، سجل بونجاح هدف فريقه من تسديدة ارتدت من قدم المدافع السنغالي وسكنت الشباك بالدقيقة الثانية، وعاد المنتخب إلى خطوط الدفاع تاركًا المحاولات والاستحواذ لـ”أسود التيرانغا” الذين استحوذوا بنسبة 63% من الوقت الأصلي على الكرة وسددوا 12 تسديدة منها ثلاث على المرمى ولكنهم فشلوا في تفادي الهزيمة والحصول على اللقب الأول لهم في تاريخ المسابقة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة