مؤسسة تجمعهم ليستفيد الطرفان
مستثمرون في إدلب يدعمون مشاريع خدمية صغيرة
عنب بلدي – إدلب
بمبلغ بسيط يملكه، قرر فراس الإسهام في مشاريع خدمية عدة تبنتها مؤسسة “الإرادة” العاملة في الشمال السوري، متفائلًا بروح العمل الجماعي وأهدافٍ وصفها بـ “النبيلة”، حتى وإن عادت عليه بأرباح ضئيلة.
وظّف المستثمر فراس عبد الكريم أمواله لدى مؤسسة “الإرادة” العاملة في بلدة كللي بريف إدلب الشمالي منذ مطلع العام الحالي، مشيرًا، في حديث إلى عنب بلدي، إلى أهمية مشاريع كهذه في تحويل المجتمع من مستهلك إلى منتج.
الأولوية لأصحاب الدخل المحدود
تعمل مؤسسة “الإرادة” على توظيف أموال المستثمرين المنتسبين إليها في إقامة مشاريع خدمية صغيرة، من شأنها دعم الأسر الفقيرة وخلق فرص عمل جديدة للقضاء على البطالة، بحسب ما قال عضو مجلس الإدارة في المؤسسة، ياسر ارحيم.
ارحيم أشار، في حديث إلى عنب بلدي، إلى أن المؤسسة التي تضم 90 منتسبًا برأس مال يصل إلى 22 ألف دولار تقريبًا، تهدف بالدرجة الأولى إلى الاستفادة من رأس المال المجمّد نتيجة خوف أصحابه من الاستثمار في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، خاصة المناطق غير المستقرة.
وأضاف أن المؤسسة توظف رؤوس الأموال في مشاريع صغيرة بهدف تشجيع الناس في إدلب على العمل وعدم الاتكال على المساعدات الإغاثية “قصيرة الأمد”، بالإضافة إلى مساعدة العاطلين عن العمل والأرامل والفقراء على دخول سوق العمل، بما يعود على الطرفين بالفائدة المالية.
مناف رقية، أحد المستفيدين من المشاريع الخدمية التي تقدمها مؤسسة “الإرادة”، قال لعنب بلدي إن مهنته الأساسية هي تصليح الدراجات النارية، إلا أنه وفي ظل الوضع الاقتصادي المتدهور في بلدة كللي التي يعيش فيها، لم يستطع تحصيل مردود شهري يعيله ويعيل أسرته.
وأضاف مناف، متزوج ولديه ولدان، أنه اقترح على مؤسسة “الإرادة” مشروعًا لشراء الدراجات النارية المعطلة، كونه عاجزًا ماديًا عن شرائها، ثم إجراء التصليحات اللازمة لها، وبيعها والاستفادة من أرباحها.
وأشار إلى أن المؤسسة أجرت دراسة على المشروع لقياس مدى الأرباح منه، وتمت الموافقة عليه.
والآن يعمل مناف ضمن مشروع الدراجات النارية مع مؤسسة “الإرادة”، مشيرًا إلى أنه يأخد 60% من الأرباح في حين تأخذ المؤسسة 40%.
مشاريع صغيرة لكن “رائدة”
تملك مؤسسة “الإرادة” حاليًا مشاريع عدة، تتلخص بحسب ما ذكرها عضو مجلس الإدارة ياسر ارحيم في:
– مشروع تربية العجول برأس مال 2500 دولار ويهدف إلى تسمين العجول وبيعها.
– مشروع “المباقر” ويعتمد على شراء أبقار وبيع منتجاتها وما تلد.
– مشروع شراء دراجات نارية وصيانتها وإعادة بيعها.
– مكتب نقل مؤلف من باصين وسيارة “فان” وسيارات سياحية لأشخاص متعاقدين مع المكتب، بحيث يتم توظيف الباصات لنقل طلاب المدارس والجامعات بأسعار “رمزية”.
وأشار ارحيم إلى وجود مشاريع قيد الدراسة، ومن بينها افتتاح مغسل سيارات، وسوبر ماركت، وشراء ماكينات خياطة لمصلحة الأرامل، ومشروع تربية الأغنام والخرفان.
ويرى فراس عبد الكريم، ابن بلدة كللي، الذي استثمر أمواله لدى مؤسسة “الإرادة”، أن مشروعًا كهذا يعتبر من المشاريع “الفريدة والرائدة”، مطالبًا بتعميمه في مناطق الشمال السوري الخارج عن سيطرة النظام.
لكنه اقترح على مجلس الإدارة فكرة إجراء جرد وتقييم للأداء كل ثلاثة أشهر بدلًا عن التقييم السنوي، والتحول من المشاريع طويلة الأجل إلى المشاريع القصيرة التي تسهم في الأنشطة الاقتصادية يوميًا، على حد تعبيره.
وعن الأرباح، قال فراس إن الهدف من توظيف أمواله لدى المؤسسة كان من أجل إنجاح العمل الجماعي والإسهام في خلق فرص عمل ودعم أصحاب الدخل المحدود، قبل التفكير في قيمة الأرباح، مفضلًا عدم الكشف عن المبلغ الذي استثمره وعن قيمة الأرباح.
آلية عمل المؤسسة؟
يشير النظام الداخلي لمؤسسة “الإرادة”، الذي اطلعت عنب بلدي عليه، إلى أن عملها قائم على جمع رأس المال من المشتركين فيها بالإضافة لأصولها السابقة واستثمارها في المجالات المتاحة في المنطقة، ووفق قواعد الاستثمار “الشرعية”، ثم توزيع الأرباح أو الخسائر بشكل سنوي على الأعضاء المشتركين فيها وبنسبة اشتراك كل منهم برأس المال.
تعمل المؤسسة على امتداد السنة، وتصفي أرباحها وخسائرها ابتداء من 1 من كانون الثاني من كل عام وحتى 15 من الشهر نفسه، حيث يتم توزيع الأرباح أو الخسائر وفق اشتراك كل عضو برأس المال بعد حسم الآتي من الأرباح:
1. 10% من الأرباح يبقى لدى المؤسسة كمبلغ احتياطي.
2. 15% من الأرباح تخصص لأعضاء مجلس الإدارة بالتساوي.
3. 3% لرئيس مجلس الإدارة.
4. 2% لأمين سر المجلس.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
English version of the article
-
تابعنا على :