النهائي بنكهة عربية.. ساعات ولربما!

tag icon ع ع ع

عروة قنواتي

مغامرة الأمم الإفريقية هذا الصيف، ولأنها في الصيف، على غير العادة التي كانت تقتضي بقاء البطولة بأجواء الشتاء، فالحرارة ليست عالية في الطقس فقط، وإنما بكل الأجواء على الأرض وفي غرف الملابس واستديوهات الإعلام وفي طرقات مصر أم الدنيا.

المفاجآت لم تكن بعيدة أو غائبة عن هذه النسخة، فهذا المساء تجد من حمل اللقب لمرة واحدة قد حجز مكانه في مربع الكبار وغابت مصر والكاميرون والكونغو الديمقراطية وساحل العاج ومن بعدهم المغرب وجنوب إفريقيا وحضر منتخبنا الجزائري ومنتخبنا التونسي بالإضافة إلى السنغال ونيجيريا.

ولولا أن الواقع والمنطق والخبرة والتاريخ كلها حضرت قبل مربع الكبار لشاهدنا بنين الشجاعة ومدغشقر المقاتلة، إلا أن كرة القدم بطبيعتها حضرت فحزم أبناء بنين ومدغشقر أمتعتهم وغادروا البطولة من الباب العريض وليس الضيق كما فعلت الكاميرون والمغرب ومصر في مفاجآت لم تكن في الحسبان.

ومن دون إطالة، سنعرف جميعًا هذا المساء ضيوف النهائي من خلال مواجهات مربع الكبار على الساعة السابعة مساءً بين منتخبنا التونسي ومنتخب السنغال وفي العاشرة مساءً منتخبنا الجزائري أمام منتخب نيجيريا.

بإصرار محرز وفيغولي وامبولحي وشجاعة وناس وبونجاح وبقدرة فنية مميزة للرائع جمال بلماضي تنتظر الجماهير العربية والإفريقية مصير هذه المشاركة الاحترافية لمنتخب الجزائر والذهاب إلى النهائي لإعادة الحلم، يوم كان الحلم قبل 29 عامًا واللقب الإفريقي الوحيد لأبطال الجزائر.

وبنفس الوتيرة وعلى جودة التحدي ينطلق المساكني والخزري والخنيسي معهم إصرار البلايلي وكشريدة لإعادة أمجاد الـ 2004، حين كان اللقب الأغلى للتوانسة، ومن بعد هذا التاريخ غابت الشمس التونسية كما غابت الجزائرية وأكمل من حضر ومن اجتهد.

كل الاحتمالات مفتوحة في مربع إفريقيا الأهم وبنسخته الصيفية 2019 على أرض جمهورية مصر العربية: احتمال العرب في النهائي (اللقب العربي)، واحتمال تأهل منتخب ورحيل الآخر، واحتمال الرحيل الأقسى للجزائر وتونس، ولكل الاحتمالات شكرًا لحبس أعصابنا ودموعنا التي فاضت في العيون وخصوصًا في لقاءات الدور ربع النهائي حين اجتازت الجزائر أصعب صراع خاضته في البطولة الإفريقية حتى الآن، وأثمرت الوصايا التونسية أنجح أداء وأسرع حسم في كل المشاركة بعد خيبة الأمل وإشارات الاستفهام بدور المجموعات.

ولأن الآمال مشروعة فاللقب للعرب كما أشتهي ويشتهي الجميع… تونس أو الجزائر لا فرق عندي والله على ما أقول شهيد.. صحيح أنني أميل إلى الجزائر منذ 23 عامًا حتى اليوم ولكن للخضراء مكانتها في القلب أيضًا، فأيًا كان المتأهل والفائز باللقب يا مرحبًا، وملايين الأمنيات بالتوفيق لمحرز والمساكني والخزري والشعلالي.

مربوحة وبالتوفيق يا أبطال!




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة