سفينة “آلان كردي” تفجر أزمة جديدة بين ألمانيا وإيطاليا
تتوجه سفينة الإنقاذ الألمانية “آلان كردي”، التي تحمل على متنها 65 مهاجرًا تم إنقاذهم في البحر المتوسط إلى جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، وهو ما قد يفجر أزمة جديدة بين ألمانيا وإيطاليا.
وأبدى وزير الداخلية الألماني، هورست زيهوفر، اليوم، السبت 6 تموز، استعداد بلاده لاستقبال جزء من المهاجرين الموجودين على متن السفينة في إطار حل أوروبي تضامني، وأشار إلى أنه أبلغ المفوضية الأوروبية بذلك، طالبًا التنسيق في هذا الخصوص.
ومساء أمس، الجمعة، وزعت سفينة الإنقاذ الألمانية “سي ووتش 3” بيانًا بشأن المهاجرين العالقين جاء فيه أن “الجزيرة الإيطالية هي أقرب ميناء أوروبي أمامنا، وفيها يمكننا نقل المهاجرين الذين قمنا بإنقاذهم إلى مكان آمن، لأن هذا ما يطالب به القانون الدولي”.
وذلك بعد أن أعلنت أن سفينتها التي تحمل اسم “آلان كردي” أنقذت 65 شخصًا كانوا على متن زورق مكتظ في المياه الدولية.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عقب ذلك أن السفينة “آلان كردي” تلقت اتصالًا من حرس السواحل الليبي لاستقبالها، إلا أن نائب قبطان السفينة رفض العرض عازيًا ذلك كون “ليبيا ليست مكانًا آمنًا يذهب إليه الإنسان”.
من جانبه رفض وزير الداخلية الإيطالي، ماتيو سالفيني، استقبال سفينة “آلان كردي” في المياه الإقليمية لبلاده، قائلًا إنها لا يمكنها أن تتجه إلى إيطاليا حتى في حالة اتفاق لاحق على تقسيم أعداد المهاجرين على الدول الأوروبية.
وفي خطاب إلى زيهوفر حث سالفيني ألمانيا على تولي المسؤولية تجاه السفينة.
المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية أشار من جانبه إلى ضرورة العثور على ميناء آمن وإجراء مناقشات حول كيفية توزيع المهاجرين بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.
كما اعتبر متحدث باسم وزارة الداخلية الألمانية أن “هذه مهمة أوروبية، ولهذا السبب يجب أن يكون هناك العديد من دول الاتحاد الأوروبي التي تنضم إلى استقبالهم بروح التضامن”.
واستقبلت ألمانيا العام الماضي نحو 227 مهاجرًا تم إنقاذهم من البحر المتوسط.
ويأتي الخلاف الحالي حول سفينة “آلان كردي” ليفجر نزاعًا جديدًا بين ألمانيا وإيطاليا عقب المشكلة التي واجهتها قبطانة سفينة “سي ووتش3″، كارولا راكيتا، الأسبوع الماضي، والتي اعتقلتها السلطات الإيطالية لتحديها رفض دخول مياهها الإقليمية بعد أن رست سفينتها في ميناء لامبيدوزا عنوة.
وبرأت القاضية الإيطالية، أليساندرا فيلا، راكيتا من تهم الاتجار بالبشر التي وجهتها لها السلطات الإيطالية، وذلك بعد أن اعتقلتها واحتجزت قاربها وفرضت عليها غرامة بقيمة 50 ألف يورو.
وقبل أن ترسو السفينة في لامبيدوزا انتظرت في المياه الدولية لمدة طالت أكثر من أسبوعين، وعلى متنها نحو 40 مهاجرًا أفريقيًا، لتتم دعوتها من قبل إيطاليا أو إحدى دول الاتحاد الأوروبي، ولكن ذلك لم يحدث.
ووصف سالفيني، تصرف القبطانة الألمانية بأنه “عمل إجرامي، عمل حرب”.
إلا أن القاضية اعتبرت تصرفها “مبررًا” في إطار سعيها لإنقاذ أرواح المهاجرين الذين أنقذتهم من البحر، في 12 من حزيران، وأنها لم تملك خيارًا آخر مع تصنيف مرافئ كل من ليبيا وتونس بغير الآمنين.
وكثيرًا ما يجد المهاجرون أنفسهم محل نزاع بين دول الاتحاد الأوروبي بشأن الدولة التي يتم السماح بإنزالهم فيها، خاصة منذ تولي حكومة وزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني الذي يعارض بشدة وصول مهاجرين.
وكانت سفينة “سي ووتش 3” أنقذت يوم 12 حزيران الماضي نحو 53 شخصًا قبالة السواحل الليبية ليتم بعدها إجلاء 13 مهاجرًا من السفينة في عمليات منفصلة، ونقلهم إلى جزيرة لامبيدوزا لأسباب طبية أو إنسانية.
ودعت منظمة “سي ووتش” غير الحكومية، إلى إنقاذ المهاجرين، محملة الاتحاد الأوروبي وخفر السواحل الإيطالي مسؤولية ذلك.
كما طالبت المنظمة بمتابعة عمليات البحث وإنقاذ المهاجرين، محذرة من “منطقة موت في ليبيا”.
ورفض سالفيني، المعروف بتوجهه الرافض لاستقبال المهاجرين، أن ترسو السفينة في ميناء إيطالي، متذرعًا بأن ميناء طرابلس الليبي سيكون آمنًا لهم.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :