أبو تريكة مجددًا في استاد القاهرة

tag icon ع ع ع

عروة قنواتي

على وقع الانطلاقة الجديدة لبطولة كأس الأمم الإفريقية في مصر، وداخل كل تفاصيل الحدث القاري المنتظر، حفلت الليلة الأولى للبطولة وساعات من الليلة التي سبقتها ببعض المنغصات والأخطاء، وكادت أن تعكر الأجواء، واستدعت الحلحلة السريعة والتدخلات هنا وهناك للوصول إلى حفل الافتتاح كما تشتهي الجماهير المصرية.

فمن الاعتراض المغربي على الخريطة التي ظهرت بأغنية البطولة والاعتذار الإفريقي والمصري عنها، إلى استعصاء لاعبي زيمبابوي ورغبتهم بعدم خوض المباراة الافتتاحية إلا بعد دفع مستحقاتهم من قبل اتحاد الكرة في زيمبابوي، الأمر الذي استدعى تدخلًا ووعودًا من شخصيات الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، مرورًا ببعض الهفوات التنظيمية لحفل الافتتاح، ووصولًا إلى كلمة السيسي وقد أصبحت مسار جدل وتهكم وسخرية في السوشال ميديا بعد “الخطأ الفني والتقني في هندسة الصوت”، لندخل أخيرًا في حفل الافتتاح المميز الذي يليق بالقارة السمراء فعلًا.

يمر هنا طيف النجم الأسبق للكرة المصرية محمد أبو تريكة كما خططت مجموعة من الجماهير المصرية أن يحدث، وعند الدقيقة 22 من مباراة الافتتاح بدأت الصيحات تعلو باسم أبو تريكة تحية له واشتياقًا وعشقًا لما قدمه هذه اللاعب العربي المخضرم لتاريخ الكرة المصرية. 22 هو رقم القميص الذي ارتداه أبو تريكة يومًا ما في خدمة المنتخب الأول وفي خدمة مصر وشعبها.

أبو تريكة الذي لا يستطيع دخول مصر لاتهامات تطاله منذ بدء عهد الرئيس السيسي وانقلاب العسكر على حكم الرئيس الراحل محمد مرسي، أبو تريكة الذي يعاني يوميًا من “تشبيح وألفاظ وأوصاف” الإعلاميين المصريين ومن يتصدرون الشاشة المصرية منذ سنوات ويقدمونها للعالم بأبشع وأسوأ صورة عرفها الإعلام المصري عبر التاريخ، أبو تريكة الموصوف لدى مرتضى منصور، رئيس نادي الزمالك وبعض من يدور في فلك الوسط الرياضي المصري بالإرهابي لرغبته بالحزن دائمًا والتعاطف مع آلام الجماهير المصرية في الساحات العامة وفي المقاهي كما في الملاعب والصالات.

اللقطة الأبرز في يوم الافتتاح عندما رد أبو تريكة على سؤال الإعلامي في إحدى الشاشات الرياضية العربية بقوله “لو طلبت مني مصر قلبي وعيوني أنا تحت أمرها، مصر في القلب والجماهير المصرية هي التي صنعت أبو تريكة”، وكاد أن يذرف الدموع في تلك اللقطة، وبالتأكيد من يعرف هذا الرجل ومن تابعه في الملاعب المصرية والعربية والقارية يعلم تمامًا بأن قلبه قد بكى وروحه أيضًا.

أبو تريكة كما كان حاضرًا بصورته الشهيرة تعاطفًا مع غزة، وكما كانت كلماته دفاعًا عن مصر وشعبها وثورتها، كان موجودًا في استاد القاهرة بضمير من أحبه وعشقه وبقلق مستمر لكل من يكرهه ويحاول تشويه صورته وإخراجه للعالم بصورة بعيدة عن الإنسانية والروح الرياضية والوطنية.

للجيل الذي لم يحضر هذا اللاعب يومًا ما.. حاولوا أن تعودوا بملفات اليوتيوب والسوشال ميديا إلى دقائق وساعات اللعب الطويلة وأن تستمتعوا بها.. حاولوا ألا تقارنوا قوة وصلابه وإحساس أبو تريكة بغيره من نجوم الحاضر والماضي.. أبو تريكة قائد ورياضي مخلص لن يتكرر في التاريخ بسهولة.

يا تريكة.. يا تريكة!




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة