منظمات حقوقية تحذر من هدم المخيمات الإسمنتية في عرسال اللبنانية

camera iconمخيم الفهد للاجئين السوريين في منطقة عرسال اللبنانية في أيار 2019 (الناشط أبو الهدى الحمصي)

tag icon ع ع ع

حذرت منظمات دولية حقوقية من خطة لبنانية تهدف لهدم مئات المساكن اسمنتية التي يقطنها لاجئون سوريون في منطقة عرسال اللبنانية.

ودعت المنظمات الثلاث ومن بينها، “سايف ذي شيلدرن” و”وورلد فيجن” في بيان اليوم الثلاثاء 4 من حزيران، السلطات اللبنانية إلى وقف تنفيذ قرار هدم المخيمات التابعة للاجئين السوريين في عرسال، بحسب وكالة “فرانس برس“.

ونقلت الوكالة عن المديرة الإقليمية لمنظمة “سايف ذي شيلدرن”، أليسون زيلكوفيتش، قولها، “تلتقي فرقنا مع أطفال لا يزالون يعانون الاضطراب نتيجة فقدانهم منازلهم في سوريا. لا يجدر بهم أن يشاهدوا منازلهم تُدمر مجددًا ليعيشوا الصدمة ذاتها مرة أخرى”.

وكان الجيش اللبناني أعلن في 22 من أيار الماضي، عن خطة لهدم نحو 1400 خيمة اسمنتية يقطنها اللاجئون السوريون في منطقة عرسال، بحجة مخالفتها للقانون وتشكيلها خطرًا أمنيًا، بعد إعطاء مهلة للاجئين بإفراغ تلك الخيام قبل 10 من حزيران.

وحذرت المنظمات في بيانها من بقاء 15 ألف طفل دون مأوى، قائلة، “بالنسبة لطفل لا يأكل سوى القليل، ولا يذهب غالبًا إلى المدرسة، فإن فقدانه مسكنه سيكون صادمًا جدًا”.

وقالت إحدى اللاجئات السوريات في عرسال منذ العام 2013 للمنظمات، “حين سمعت بقرار الهدم، فكرت بيني وبين نفسي أني سأنام فوق أطفالي وأجعلهم يهدمون المنزل فوق رؤوسنا”.

مخيم للاجئين السوريين في بلدة عرسال اللبنانية (جنوبية)

ونوه البيان إلى أن مناطق أخرى للاجئين السوريين في لبنان من الممكن أن تشهد إجراءات مماثلة لما يحصل في منطقة عرسال.

الهدف من الخطة

وكانت صحيفة “الشرق الأوسط”  نقلت في أيار الماضي، عن رئيس بلدية عرسال، باسل الحجيري، أن قرار الجيش يهدف إلى إزالة السقوف والجدران الإسمنتية، بينما يسمح فقط بإبقاء الجدران على ارتفاع متر واحد، وأن أعداد تلك الخيام يقدر بـ 1400 خيمة.

وتنتشر المخيمات الإسمنتية في منطقة عرسال، وهي خيام مشيدة بمواد الإسمنت بدل القماش، الأمر الذي دفع محافظ بعلبك الهرمل، بشير خضر، لإصدار مذكرة منع بموجبها إدخال مواد البناء من الحديد والإسمنت وغيرها إلى عرسال، بحسب الصحيفة.

ويقدر عدد الخيام الاسمنتية في عرسال بأكثر من 5680 مسكنًا، ويطقن فيها أكثر من 25 ألف لاجئ سوري، بحسب “فرانس برس”.

ويبلغ عدد اللاجئين السوريين في لبنان أقل من مليون، وفق تقديرات مفوضية اللاجئين في الأمم المتحدة.

ويعاني اللاجئون في لبنان من ظروف معيشية صعبة، سواء داخل المخيمات أو خارجها، إما بسبب التضييق الأمني وتأخير استصدار الإقامات، أو من خلال الاعتقالات “التعسفية”.

وكانت وزارة الداخلية اللبنانية أصدرت العام الماضي، قرارًا يقضي بإخلاء أربعة مخيمات للاجئين سوريين في بلدة عرسال كونها تضم كرفانات من “الباطون”، وليست خيمًا قماشية، ما يعني أنها تندرج ضمن مخالفات البناء.

لكن الوزارة عادت في تموز الماضي، وأوقفت قرار تنفيذ إخلاء المخيمات الأربعة حتى إشعار آخر، بحسب موقع “جنوبية”.

وسبق أن أخلت السلطات اللبنانية مخيمات عدة في بلدة عرسال تحت دواعٍ أمنية، لكن رئيس بلدية عرسال، باسل الحجيري، أشار في حديثه إلى “جنوبية” سابقًا إلى أنه ما من خطر أمني من المخيمات الأربعة التي كان من المقرر إخلاؤها، فالجيش اللبناني قد فتشها جميعها وهي تأوي أناسًا تعرف هويتهم، على حد قوله.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة