“قنبلة النينجا”.. صواريخ سرية أمريكية تستهدف “الإرهابيين” دون المدنيين
صممت الولايات المتحدة صواريخ خاصة لاغتيال القادة “الإرهابيين” دون أن تنفجر وتؤذي المدنيين القريبين منه، حسبما نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، في 9 من أيار، عن عدد من المسؤولين الأمريكيين.
استخدمت كل من وكالة الاستخبارات المركزية والبنتاغون هذه الصواريخ، التي تعتمد على قوة الصدمة وإطلاق الشفرات لقتل الهدف، في غارات مهمة عام 2017 وخلال هذا العام، حسبما ترجمت عنب بلدي عن الصحيفة.
هذه الصواريخ هي نسخة معدلة عن صواريخ “هليفاير”، وهي صواريخ مضادة للدبابات أصدرت خلال الثمانينيات وبدأ استخدامها بعد هجمات الحادي عشر من أيلول لاستهداف الأفراد.
يحمل السلاح رأسًا حربيًا خاملًا، وهو مصمم ليخترق أكثر من 100 باوند (45.4 كغ) من المعدن، بدل من أن ينفجر، لقتل الهدف دون إيذاء المدنيين والممتلكات القريبة.
بالنسبة للشخص المستهدف ينزل الصاروخ كسندان حديدي، حسبما قال المسؤولون، يسمى هذا الصاروخ “R9X” وهو مجهز بحلقة من ست شفرات طويلة تحيط برأس الصاروخ، تكون مخفية وتظهر قبل ثوانٍ من إصابة الصاروخ للهدف لضمان أن تمزق كل ما في طريقها.
تستخدم عادة صواريخ “هيلفاير” لاستهداف مجموعة من القياديين والأفراد عند اجتماعهم معًا، أما هذا الصاروخ فهو لاستهداف الأفراد وحدهم.
لم تستخدمه وزارة الدفاع إلا ست مرات، في عمليات في ليبيا وسوريا والعراق واليمن والصومال.
وأكدت الصحيفة استخدام هذا السلاح في هجمتين الأولى من قبل وزارة الدفاع والثانية من قبل وكالة الاستخبارات المركزية.
تم استهداف جمال البدوي في اليمن، بهذا الصاروخ من قبل البنتاغون، في كانون الثاني من عام 2019، وكان المتهم بتفجير سفينة أمريكية في مرفأ يمني مسببًا مقتل 17 بحارًا أمريكيًا.
وفي شباط من عام 2017، تم استهداف أحمد حسان أبو الخير المصري، الذي كان الشخصية الثانية في القاعدة، في محافظة إدلب في سوريا من قبل وكالة الاستخبارات المركزية.
وأثارت الصور التي ظهرت بعد الحادثتين شكوكًا باستخدام سلاح جديد، لأن آثارها لم تكن معتادة، فلم تحمل أي دلالات على اشتعال السلاح أو انفجاره.
لا يستخدم السلاح إلا في ظروف محددة، خاصة حينما يتم تحديد موقع قائد “إرهابي” مهم بشكل دقيق للغاية، وكان استخدام الأسلحة الأخرى سيسبب قتل مدنيين أبرياء قريبين منه، حسبما قال المسؤولون، الذين لم تذكر الصحيفة أسماءهم.
يعرف هذا الصاروخ باسم “الجينسو الطائر”، في إشارة إلى اسم ماركة شائعة للسكاكين كانت تباع عبر المحطات الدعائية التلفزيونية نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات، وكانت تظهر اختراقها لكل من أغصان الشجر والطماطم، كما يشار للصاروخ باسم “قنبلة النينجا”.
تم تصميمه خلال إدارة الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، لتجنب مقتل المدنيين خلال الحملات الأمريكية في أفغانستان وباكستان والعراق وسوريا والصومال واليمن وأماكن أخرى. فعدا عن الاعتبارات الإنسانية والقانونية فإن الإصابات المدنية تضر بدعم أهداف الولايات المتحدة الاستراتيجية.
ولكن كانت هناك أهداف أخرى لصناعة الصواريخ بحسب المسؤولين الأمريكيين، إذ إن “الإرهابيين” كانوا قد تأقلموا مع الغارات الجوية الأمريكية، وكانوا يختبؤون بين مجموعات من النساء والأطفال ما يجعل الوصول إليهم أمرًا صعبًا.
لم تتمكن الصحيفة من معرفة تفاصيل تامة عن السلاح بسبب السرية المحيطة به، مثل موعد إنتاجه المحدد، ورفضت كل من البنتاغون ووكالة الاستخبارات المركزية والشركة المصنعة للهيلفاير “لوكهيد مارتن” طلباتها للتعليق.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :