الإنجليز يعتقلون أوروبا كرويًا

tag icon ع ع ع

عروة قنواتي

مع حدة الانتقاد الذي طال الكرة الإنجليزية (منتخبات وأندية) في المواسم الأخيرة حول الضغوط النفسية والبدنية التي تخلفها كثرة المسابقات المحلية التي تجهد وتتعب نجوم كرة القدم في أعرق الأندية، على عكس الكثير من البطولات المحلية لدول أوروبية، حمل الأسبوع الفائت عنوانًا عريضًا وواضحًا لكل الأندية في أوروبا وعلى خط المسابقتين الأوروبيتين (الدوري الأوروبي ودوري الأبطال) بأن المشهد الإنجليزي هو الأبرز في العالم وأن الأندية الإنجليزية بالريمونتادا وبهوية عريقة ومنافسة قد سيطرت على أوروبا لهذا الموسم ولربما لمواسم مقبلة.

قفز توتنهام هوتسبير وليفربول إلى نهائي دوري الأبطال، وأيضًا تشيلسي وأرسنال إلى نهائي الدوري الأوروبي، بعد أن كانت قطارات فرق أوروبية متعددة تستعد للوصول إلى النهائي وخاصة في الأبطال، لتكون ملحمة ليفربول مع برشلونة ومعركة توتنهام مع أياكس أمستردام.

هنا الاستعداد النفسي كان أكبر من البدني وهو ما رجح كفة الكرة الإنجليزية بالسيطرة على نصف نهائي البطولتين، أمام فرق أخذت قسطًا من الراحة أو أنهت الاحتمالات المحلية في بلدانها، فكان من المفترض أن تكون هذه الأندية أكثر هدوءًا وثباتًا أمام فوضى المناسبات الكروية المستمرة والمنافسة على اللقب والمقاعد الأوروبية في الدوري الأوروبي.. لكن ليفربول وتوتنهام على الأقل ركبا الأمواج العالية، فكانت العاصفة التي أطاحت بأحلام البارسا برباعية نظيفة، وأقصت عنفوان أياكس الهولندي في الثانية الأخيرة من الوقت بدل الضائع.

ومع وجود أغلى حراس العالم، وأفضل مدافع في العالم، وكذلك أفضل ثلاثة مدربين من فئة الشباب، بعدما أطلقوا روزنامة من الخطط والأساليب التكتيكية في كرة القدم، ليس غريبًا أن يتمسك الإنجليز بما ينساه بعض النجوم وبعض الأندية في المسابقات الكبرى، بأنه لا مستحيل في كرة القدم. لكرة القدم متعتها وقسوتها أيضًا على من يجر أذيال الخيبة بعد الهزيمة، وغالبًا عندما تأتي من دون حسابات منطقية.

التفاصيل الصغيرة المحيطة بكل أرجاء البطولات الأوروبية، وأبرزها الأبطال، فُكت الشيفرة فيها لصالح الإنجليز، فأيًا كان الفائز في الدوري الأوروبي أو دوري الأبطال فالأحضان الإنجليزية هي التي أكدت كلمتها وسطوتها.

بعد صدور هذا العدد بساعات قليلة تكون صورة الدوري الإنجليزي قد اتضحت تمامًا ولقبها قد عرف خزانته في أي نادٍ، مانشستر سيتي أم ليفربول، وفارق النقطة الوحيدة بينهما يشعل أوروبا بأكملها أيضًا، فلربما يكون السيناريو مخالفًا لمحاولات غوارديولا الحقيقية، ولربما يكون مخالفًا لطموحات يورغن كلوب الذي عادت أنفاسه من جديد في نصف نهائي الأبطال فتبقى هزيمة اللقب المحلي تحصيل حاصل.

كرة القدم الإنجليزية بحر من المتعة والقسوة والجهد، ولذلك فهي تحتضن أكبر وأهم الدوريات والمسابقات وفي المرتبة الأولى.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة