“طب القاطع”.. حال معتم تنيره مواهب جديدة

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – إدلب

شهد مسرح المركز الثقافي في مدينة إدلب، يوم الخميس 24 من نيسان، عرضًا مسرحيًا بعنوان “طب القاطع” من أداء الفرقة السورية للفنون المسرحية.

عنوان المسرحية الذي يشير إلى انقطاع التيار الكهربائي، ويرتبط بواقع السوريين في الشمال، جذب عددًا كبيرًا من الجماهير الذين ملؤوا قاعة المركز، وتفاعلوا بحماس مع تفاصيل المسرحية.

الكوميديا السوداء لنقل واقع إدلب

“طب القاطع” هي عبارة مشهورة في الشمال السوري، وترتبط بنقص الخدمات، والحالة الاجتماعية السيئة التي يعيشها الناس، حسبما شرح كاتب العمل، ضياء عسود، لعنب بلدي.

وأضاف عسود، “حاولنا أن نقدم إسقاطًا من عبارة طب القاطع على الحالة الاجتماعية بشكل عام، على الشباب الذين لا يجدون العمل، على الشباب الحاصلين على شهادات ولكنهم غير قادرين على الاستفادة منها، وعلى الوضع الأمني السيئ، ونقص الخدمات، من أزمة الغاز وغيرها”.

وعرّف مخرج العمل، ومدير الفرقة السورية للفنون المسرحية، عبود الشامي، المسرحية بأنها عمل اجتماعي ذو طابع كوميدي يميل للكوميديا السوداء، يهدف لنقل “مأساة ومعاناة كل بيت في الداخل السوري”.

وبالنسبة لمحمد حمادة، أحد أبطال العمل، فقد عكس في دوره، كخريج جامعي عاجز عن إيجاد عمل مناسب، معاناة الشباب في المجتمع، وشرح لعنب بلدي، أن الحصول على العمل المناسب يتطلب وجود المحسوبيات والواسطة فإن “من طلب العلا دبر واسطة هذه الأيام”.

ومن بين حوالي 4.9 مليون شخص محتمل في القوى العاملة (بين 18 و65 عامًا) في سوريا، يوجد أكثر من نصفهم لا يحصلون على عمل مستدام، بحسب تقييم الاحتياجات الإنسانية للأمم المتحدة للعام 2019.

دورة لإعداد الممثلين

يعد هذا العمل تكليلًا لدورة “إعداد الممثل” التي أقيمت في المركز الثقافي في مدينة إدلب، بتعاون بين “الفرقة السورية للفنون المسرحية” وتجمع “بصمة مبادر”، الذي يمثل جهات فاعلة عدة من بينها “فريق تحدي” و”فريق حمص التطوعي”.

اعتمدت الدورة في اختيار المتدربين، حسبما قال مديرها، عبود الشامي، لعنب بلدي، على الموهبة والشغف وحب المسرح وحب التطور.

دامت فترة التدريب شهرًا، وتخرج فيها 20 شابًا، أسهموا جميعًا في العرض المسرحي الأكبر على خشبة مسرح المركز الثقافي في إدلب.

وكانت “الفرقة السورية للفنون المسرحية” تأسست عام 2018، من اندماج فرقتي “نور الشام” و”بامبينو” المسرحيتين، مع خبرة تعود إلى عام 2009.

بينما تعد “طب القاطع” أول عمل موجه للكبار من قبل الفرقة، التي يضم رصيدها ما يزيد على خمسة عروض مسرحية للأطفال، ولكنه لن يكون الأخير بحسب ما قال الشامي، بل هو “بداية المسيرة بعد انقطاع المسرح لسنوات بسبب ظروف الحرب في الداخل السوري”.

المسرح يغيّر الشعوب

“المسرح إذا تقبله أو تلقاه مجتمع واعٍ فإنه قادر بالتأكيد على تغيير الشعوب”، كما قال الكاتب ضياء عسود، متحدثًا عن الأثر المرجو من المسرحية.

خلاصة العمل تتمثل بمشهدها الأخير، الذي ضم تجمع الشباب حول شمعة كانت رمزًا للأمل وللمستقبل وللعلم، ومثلت الحل النهائي بعد كل ما مر في المسرحية من مشاكل.

وأضاف عسود “الشمعة هي رمز أدبي، تعني المستقبل، تعني حياة السوريين ما بعد الأزمة، ما بعد القاطع الذي ينزل وينقطع”.



English version of the article

مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة