21 من نيسان.. يوم حزين للشعر العربي
شهد يوم 21 من نيسان، من عامي 1986 و2015، رحيل أحد أهم الأدباء العرب، وهما الشاعران عبد الرحمن الأبنودي وصلاح جاهين.
ويعد كلا الشاعرين، ممن أثروا في مسيرة فنانين كبار، من خلال مؤلفاتهما الشعرية، والتي لامست وجدان قراء العالم العربي على مدى تاريخه الحديث.
صلاح جاهين.. الفنان الشامل
قدم صلاح جاهين رباعياته، والتي غناها الفنان علي الحجار، ولحنها سيد مكاوي.
كما كتب سيناريوهات عدد من أنجح الأفلام العربية، منها “خلي بالك من زوزو”، و “أميرة حبي أنا”، “عودة الابن الضال”، وغيرها.
بالإضافة إلى التمثيل في عدد من الأفلام المهمة، فوقف أمام كاميرا يوسف شاهين في “وداعًا بونابرت”، وكمال الشيخ في فيلم “اللص والكلاب”.
نشر جاهين رسومات كاريكاتورية، في عدد من الصحف والمجلات المصرية، على رأسها “روز اليوسف”، و”صباح الخير”، وجريدة “الأهرام”، وتجاوز عدد قصائده المنشورة الـ 161 قصيدة.
الملهم
عرف جاهين بعلاقته القوية مع أهم الفنانين المصريين، ويوصف بالأب الروحي لأحمد زكي وسعاد حسني، وكان على علاقة قوية بالعندليب عبد الحليم حافظ، كما كان شاعرًا غنائيًا، فألف لسيد مكاوي، إحدى أشهر أغانيه “حدوتة”، كما كتب له أغنية “انتهى الدرس لموا الكراريس”، وغنتها الفنانة شادية، و”احنا العمال اللي اتقتلوا”، كما كان أول من نشر قصيدة للشاعر عبد الرحمن الأبنودي، في باب “شاعر أعجبني” في مجلة صباح الخير.
ويعد صلاح جاهين أحد أبرز الشعراء والفنانين العرب في القرن العشرين.
ولد جاهين في 25 من كانون الأول عام 1930، في القاهرة، والتحق بالمسرح المدرسي، في أثناء دراسته الثانوية، قبل أن يبدأ دراسته في كلية الفنون الجميلة، والتي تركها لاحقًا، بناءً على رغبة والده، الذي طالبه بدراسة الحقوق.
هل مات منتحرًا؟
تضاربت الأقاويل عن وفاة صلاح جاهين، في 21 من نيسان 1986، في إنكلترا، ما بين الوفاة الطبيعية، أو الانتحار، بحسب الناقد الفني سمير فريد، الذي نشر مقالًا بتاريخ 23 من كانون الأول من عام 2009، في صحيفة “اليوم السابع” المصرية، أكد فيه أن صلاح جاهين انتحر، نتيجة الاكتئاب الذي لازمه منذ نكسة 1967.
الأبنودي.. الخال شاعر العامية
عرف الشاعر عبد الرحمن الأبنودي بقصائده العامية الساحرة، والتي جابت العالم العربي من محيطه إلى خليجه، وغناها كبار الفنانين العرب، على رأسهم عبد الحليم حافظ.
ورافقت كلمات عبد الحليم في تغيير أنماط أغانيه، عندما قرر تقديم أغان شعبية، فكتب له، “أنا كل ما قول التوبة يابوي”، كما كانت أولى أغاني عبد الحليم بعد نكسة 1967، “عدى النهار”، من كلمات الأبنودي أيضًا.
أصدر أول دواوينه الشعرية في عام 1964، وحمل عنوان “الأرض والعيال”، وأصدر ديوان “زحنة في 1967، و”عماليات” في 1968.
اعتقل في زمن عبد الناصر، في عام 1966، بتهمة الانضمام لأحد التنظيمات الشيوعية.
وعارض السادات بشدة بسبب معاهدة كامب ديفيد، وهاجمه في قصيدة “لابد أنك مجنون”.
لكن أبرز إنجازات الأبنودي، كانت نجاحه في جمع الأشعار التراثية عن بني هلال، للشعراء المصريين في الصعيد، لتصدر “السيرة الهلالية”.
https://www.youtube.com/watch?v=uRxU9oYJDZ8
أصدر عشرات الدواوين الشعرية، وغنى له كبار المطربين العرب، أمثال: شادية ووردة الجزائرية وماجدة الرومي.
رثاؤه لجاهين
كتب عبد الرحمن الأبنودي، قصيدة في رثاء صديقه، صلاح جاهين، تحت اسم “موال وطقطوقة لصلاح جاهين” قال فيها:
الاسم زي الجواهر فى الضلام يلمع..
تسمع كلامُه ساعات تضحك ساعات تدمع
شاعر عظيم الهِبات..
معنى ومبنى يا خال
يشوف إذا عَتَّمِت واتشبَّرت لاحْوال
كإنه شاعر ربابة..
ساكن الموّال
ولد الأبنودي في 11 من نيسان، 1938، في قرية أبنود في صعيد مصر، تأثر بشعراء الصعيد وقصائدهم التراثية.
درس في قسم اللغة العربية في جامعة القاهرة، وتوفي في عام 2015، في العاصمة المصرية، القاهرة، وأقيمت له جنازة عسكرية.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :