ثلاثة آلاف بئر عشوائي في درعا.. الحفر مستمر

camera iconبحيرة مزيريب في درعا - 5 من نيسان 2019 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

درعا – حليم محمد

تستمر ظاهرة حفر الآباء العشوائية في درعا على الرغم من ارتفاع منسوب السدود والبحيرات، وكميات الأمطار الغزيرة التي تساقطت في سوريا بشكل عام ودرعا خاصة.

انتشرت ظاهرة حفر الآبار بشكل واسع خلال سيطرة المعارضة السورية على المنطقة على مدى السنوات الماضية، إذ عملت الحفارات بشكل علني دون الملاحقات الأمنية التي كانت تتعرض لها من قبل.

لكن على الرغم من بسط النظام السوري سيطرته على المنطقة، في تموز 2018، ما زالت عمليات الحفر مستمرة ليصل عدد الآبار العشوائية في المحافظة إلى ثلاثة آلاف بئر، بحسب ما قال مدير الموارد المائية في محافظة درعا، محمد منير العودة، لصحيفة “البعث” الحكومية في 10 من نيسان الحالي.

الآبار العشوائية تحرف مسارات عروق المياه

مخاطر كبيرة تترتب على الحفر العشوائي للآبار، الأمر الذي تنبهت له المجالس المحلية إبان سيطرة المعارضة، فأصدرت عدة قرارات حذرت فيها من مواصلة الحفر، ووعدت بمحاسبة أصحاب الحفارات والمخالفين، لكن الأمر استمر عقب سيطرة النظام، ما يؤثر على منسوب حوض اليرموك، وهو الخزان الجوفي الذي يرفد الآبار والينابيع بالمياه العذبة.

وقال مهندس زراعي، وهو موظف سابق في مديرية الري بمحافظة درعا، طلب عدم الكشف عن اسمه، إن الحفر العشوائي يدمر حوامل التغذية لحوض اليرموك والبحيرات، ويحرف مسارات عروق المياه عن مجراها الطبيعي.

وأضاف أن الاستنزاف عبر الحفر لم يؤثر على الينابيع فقط، وإنما شمل الكثير من الآبار السطحية، كما تأثرت بحيرة زيزون ومزيريب بشكل كبير عبر انحسار مياههما خلال السنوات الماضية، ما أدى إلى أزمة وصعوبة في تأمين مياه الشرب، إذ تعتبر بحيرة زيزون المصدر الرئيسي لمياه الشرب لأهالي البلدة، في حين تغذي بحيرة مزيريب قسمًا كبيرًا من أحياء درعا المدينة بمياه الشرب.

من جهته اعتقد المزارع أبو حسن (45 عامًا) أن استنزاف مياه الينابيع أثر على المنطقة، ويعود ذلك إلى كثرة الآبار في منطقتي داعل وطفس، كونهما كانتا تستفيدان من تشغيل المحولات الكهربائية وسحب المياه من البحيرات.

بحيرة مزيريب تعود للحياة

بعد انخفاض كبير في مخزونها المائي وإصابتها بالجفاف، خلال العامين الماضيين، عاد منسوب المياه في بحيرة مزيريب، التي تحوي مضخات تحلية لرفد مدينة درعا بمياه الشرب، إلى الارتفاع بشكل كبير بسبب الأمطار الغزيرة، وعزوف أصحاب الأراضي الزراعية عن ري محاصيلهم من الآبار العشوائية.

وتقع البحيرة في الريف الغربي لدرعا وتبعد 11 كيلومترًا عن مركز المحافظة، وتشتهر بجمالها الأمر الذي يجعلها مقصدًا للسائحين في المنطقة إلى جانب مصدر رزق لصيادي الأسماك في المنطقة.

وتعتبر مزيريب من أهم مصادر مياه الري، إذ يتم ضخ مياه السقاية وتوزيعها على المزارعين عبر أنابيب تحت الأرض وتوفر مياه الضخ كلفة الإنتاج على المزارعين.

ويقول أبو حسن إن مياه البحيرة توفر ثمن المازوت المرتفع، بسبب الاستغناء عن تشغيل المحركات لضخ المياه، والتي تحتاج إلى ستة ليترات مازوت (سعر الليتر 600 ليرة) إلى جانب توفير تكلفة إصلاح المحرك وثمن غيار زيت المعدن والذي يبلغ ثمن الليتر 1500 ليرة سورية.

لكن أبو حسن أبدى تخوفه من عدم استمرار هذا الحال، إذ إنه عند دخول فصل الصيف تبدأ البحيرة بالجفاف بسبب عودة أصحاب الآبار العشوائية إلى سحب المياه، في ظل عدم تحرك حكومة النظام السوري لإنهاء هذه الظاهرة.



English version of the article

مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة