منارة أمل للناجيات من العنف في الشمال السوري

camera iconمن ورشات منظمة ريليس مي للناجيات من العنف - نيسان 2019 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

إدلب – شادية التعتاع

“أطلقني” (ريليس مي) مشروع انطلق ليخفف من آثار الاعتقال على المرأة السورية ووحشة النزوح وصعوبات الحياة التي كبلتها نتيجة تداعيات الصراع السوري الدائر منذ ثمانية أعوام.

ويعمل المشروع على تقديم الدعم النفسي الاجتماعي للناجيات والمعنفات لتحفيزهن على الانطلاق والشفاء.

مديرة ومؤسِّسة المنظمة، ولاء أحمدو، التي كانت معتقلة لدى النظام السوري، قالت لعنب بلدي، إن المشروع بدأ في كفرنبل قبل عامين، وافتُتح له مركز آخر في كفر تخاريم، كما تقام بعض أنشطته في عفرين.

الناجيات من العنف كن المستهدفات من المشروع، سواء كن من المعتقلات السابقات، أو من المتأثرات بالاعتقال من زوجات وبنات وأمهات المعتقلين، أو من المعنفات جسديًا ولفظيًا.

وأوضحت أحمدو مفهوم العنف بقولها إنه “كل تجربة سيئة أو سلبية تمر فيها المرأة، تؤثر عليها تأثيرًا سلبيًا يكبلها ويقيدها عن تحقيق أهدافها، ويمكن أن يحرمها من حقوقها”.

النزوح والطلاق والترمل وفقدان المعيل والحرمان من العائلة وغياب الفرص، كلها أشكال للعنف النفسي الذي تعمل المنظمة على تحرير المرأة من سطوته.

من التلقي إلى العطاء

اعتُقلت ديمة صادق، لمدة أربعة أعوام في سجون النظام السوري، وخرجت لتجد عالمًا جديدًا موحشًا سرق منها أحلامها وأضاع مستقبلها، على حد تعبيرها.

وقالت صادق لعنب بلدي إن احتجاز الحرية والانتهاكات الجسدية والنفسية كلها أمور تحبس المرأة في دوامة بشعة تؤدي إلى تشكل العدوانية والانطواء لدى النساء اللواتي لا يتمكن من التعامل مع وسطهن المحيط.

بعد أن قضت شهرين منعزلة في بيتها عقب خروجها من المعتقل، جربت الدخول في التدريب المهني داخل المنظمة، وسرعان ما لمست التحسن.

مكنتها جلسات الدعم النفسي والحوار من تغيير وجهة نظرها وحثها على الإسهام في المجتمع بالمقدار الذي تستطيع.

وعلى هذا الأساس اجتهدت في حضور الدورات والتدريبات إلى أن تمكنت من الحصول على وظيفة في المنظمة نفسها، التي أصبحت مديرة في مركزها بكفر تخاريم.

أشكال الدعم وآلياته

استعان القائمون على المشروع بداية بطبيب نفسي للعمل على التأهيل النفسي للفتيات والنساء، ومن ثم تحولت أساليب الدعم إلى جلسات ودراسات مركزة تضم حوارات ونقاشات مفتوحة تحث على المشاركة والتساعد لحل مشاكلهن.

إضافة إلى تقديم الدعم النفسي للتعامل مع العنف القائم على النوع الاجتماعي، والتي كانت لها فائدة كبيرة بالنسبة للمستفيدات، بحسب ما قالت صادق.

كما يضم المشروع إقامة تدريبات مهنية للنساء وأنشطة ترفيهية لأطفالهن، وتأمين فرص عمل لهن، ودعم مشاريعهن الخاصة.

أهمية الدعم النفسي

تحدثت إحدى المستفيدات من خدمات مركز كفر تخاريم لعنب بلدي، وطلبت ألا يذكر اسمها، عن مدى الاستفادة التي انعكست عليها بعد تلقيها الدعم النفسي، إذ قالت السيدة إنها تمكنت من تخطي الوضع الصعب الذي كانت فيه، بعد تجربة مع التعنيف.

وتابعت، “كنت بحاجة لأخذ مهدئ لأستريح”، إلا أن حالها تغير مع استعادتها لثقتها بنفسها، وتمكنها من الحصول على عمل أمن لها مصروفًا ماديًا كافيًا.

“الدعم النفسي هو حجر الأساس والنقطة التي ترسم التحول من واقع لآخر”، على حد تعبير صادق، التي تابعت أن الدعم يحفز المرأة على تقبل الواقع بكل ما فيه، ما يتيح لها تخطي المرحلة العالقة عندها، لتتركها وراءها كذكرى مضت.



English version of the article

مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة