القصف يهدد موسم القمح في ريف حماة

camera iconحصاد القمح في سهل الغاب بريف حماة - 29 أيار 2018 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

ريف حماة  -إياد عبد الجواد

لا يبدو قرار رش محاصيل القمح في مناطق سهل الغاب بريفي حماة الشمالي والغربي صائبًا في ظل القصف الذي تعيشه المنطقة والاستهداف المتكرر بالرشاشات الثقيلة تارة وبالمدفعية تارة أخرى، وفي نفس الوقت فإن عدم العناية بالمحصول الاستراتيجي هو خسارة كبيرة للمنطقة بأكملها.

ويؤدي عدم رش المبيدات وعدم تسميد محصول القمح إلى خسائر كبيرة لدى الفلاحين قد تكلف غاليًا.

فلاحون لا يصلون إلى مزارعهم

المزارع محمد الجاسم، وهو من قرية الحواش، قال لعنب بلدي إن مزارعه تقع في المناطق التي تتعرض للقصف من قبل قوات الأسد، حيث يملك 20 دونمًا مزروعة بالقمح.

وأضاف أنه لم يستطع رش محصوله بالمبيدات الحشرية ومبيدات الأعشاب، كما أنه لم يتمكن من تسميد محصوله.

وفي حال استمرار الوضع على ما هو عليه، فلن يتمكن الجاسم من جني محصوله، وإن تم ذلك فإن الإنتاج سيكون ضعيفًا جدًا بالمقارنة مع السنوات السابقة.

محمود الغابي، من قرية القرقور القريبة من قرية البحصة التي تسيطر عليها قوات الأسد، قال إن أرضه تبلغ من المساحة 30 دونمًا وعانى كثيرًا في زراعتها، باعتبارها في منطقة ساخنة، ولكثرة الأمطار هذه السنة التي غمرت أرضه أصبحت بحاجة لتجرية المياه كي لا يغرق الزرع.

وإذا غمرت المياه القمح ثم تعرض لأشعة الشمس تصاب النبتة بالشلل ويؤدي ذلك إلى فساد المحصول، بحسب الغابي، وأشار إلى عدم وصوله إلى أرضه المزروعة بالقمح نتيجة القصف المستمر واستهداف الأهالي والمزارعين بشكل عشوائي.

توقعات بانخفاض محصول القمح

أنس أبو طربوش، مهندس واستشاري زراعي في سهل الغاب، قال لعنب بلدي إن نزوح سكان سهل الغاب ترافق مع فترة زمنية مهمة من موسم القمح وهي فترة رش السماد الآزوتي ومكافحة الأعشاب الضارة بمحصول القمح.

وأضاف أبو طربوش أن عدم رش المبيدات يؤدي إلى انخفاض كمية الإنتاج بسبب منافسة الأعشاب الضارة للنبات على الغذاء ما يؤدي إلى تدني نسبة الإنتاج، مشيرًا إلى أن هذا هو العمر المحدد للقمح برش المبيدات لأنه لا يجب رشها في مرحلة الإسبال.

وقال المهندس الزراعي إن الأراضي المزروعة بمادة القمح في ريفي حماة الشمالي والغربي تبلغ 150 ألف دونم.

المحصول تعرض هذا العام لعدة انتكاسات، أولها طبيعية نتيجة كثرة الأمطار المتواصلة، ما أدى إلى غرق وتضرر حقول القمح في سهل الغاب نتيجة ارتفاع نسبة المياه الأرضية، الأمر الذي أدى بدوره لإصابة المحصول بصدأ الساق الأصفر الذي يؤثر على الإنتاجية.

وتوقع أبو طربوش انخفاض الإنتاج للموسم الحالي من 20% حتى 40% بسبب التغيرات الطبيعية وغير الطبيعية التي عصفت بالمنطقة، كما قد تؤدي تلك التغيرات إلى ضمور حبة القمح وانخفاض وزنها.

ذلك الانخفاض إن حدث سيضع الفلاحين في موقف حرج وقد يؤدي إلى خسارات في محاصيلهم كما قد ينعكس على أسعار البذار في الموسم المقبل.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة