“العصائب الحمراء”.. نسخة مطورة عن “الانغماسيين” في “تحرير الشام”
في السابع من آب عام 2018 نشرت مؤسسة أمجاد، الذراع الإعلامية لـ”هيئة تحرير الشام”، إصدارًا مرئيًا بعنوان “لن نركع إلا لله” ظهر فيه لأول مرة مقاتلون من “القوات الخاصة” التابعة لها، يرتدون بزة عسكرية مختلفة عن بقية المقاتلين، وعلى رؤوسهم عصابة حمراء، سُموا أسوة بها بقوات “العصائب الحمراء”.
ارتبط اسم “العصائب الحمراء” بجميع العمليات الخاصة والنوعية التي تعلن عنها “تحرير الشام”، وروج لهم كمقاتلين بارزين تدربوا على جميع الفنون القتالية، ويعملون “خلف خطوط العدو”، وبين الفترة والأخرى يبرز اسمهم في هجمات تعلن عنها “الهيئة” تستهدف مواقع لقوات الأسد في محيط محافظة إدلب وأرياف حماة وحلب.
آخر ما ذكر عن “العصائب الحمراء” الإصدار الذي نشرته مؤسسة “أمجاد” اليوم، الاثنين 8 من نيسان، تحت مسمى “صناع المجد” عرضت فيه تجهيزات المقاتلين والتدريبات التي يتلقونها في محافظة إدلب، تحضيرًا للهجمات المقبلة.
“تاكتيكال الملاحم”
سميت القوات الخاصة في “تحرير الشام” بـ”العصائب الحمراء”، “أسوة بالصحابي الجليل أبي دجانة الذي عرف بالشجاعة والإقدام وكانت له عصابة حمراء يرتديها تميزه في المعارك”، بحسب وكالة “إباء” التابعة لـ”الهيئة”.
وكانت أبرز عملياتها العسكرية، في تشرين الثاني 2018، إذ قتل سبعة جنود روس و20 عنصرًا من قوات الأسد بعملية “نوعية” نفذتها في قرية الترابيع بريف حماة الشمالي.
بحسب وكالة “إباء”، تتميز مجموعات “العصائب الحمراء” بالتدريبات العسكرية القاسية والبدنية العالية والتوجيه الشرعي اللازم، كما تنتشر في أغلب المناطق “المحررة”، وتتلقى دعمًا واهتمامًا خاصًا من “الهيئة” كونها ركيزة أساسية في العمليات العسكرية.
ومنذ الإعلان عن “جبهة النصرة” في 2012 والسيطرة على محافظة إدلب في 2015، عرفت”تحرير الشام” بأساليبها العسكرية الخاصة، من المفخخات التي ترسلها في بداية أي عمل عسكري، ليتبعها ما يسمى بـ”الانغماسيون” الذين برزت أعمالهم القتالية بشكل واضح في معارك فتح الطريق إلى أحياء حلب الشرقية مؤخرًا، 2016، وكان لهم الدور الأكبر في السيطرة على الخطوط الأمامية لقوات الأسد.
بعد خسارة فصائل المعارضة لأحياء حلب الشرقية تركز عملها بشكل أساسي في محافظة إدلب والمناطق المحيطة بها في ريفي حماة وحلب، ومع انحسار العمليات العسكرية بدأت “تحرير الشام” بالعمل على تحويل “الانغماسيين” إلى مقاتلي وحدات نخبة، من شأنها القيام بالعمليات النوعية غير الآنية، أي التي تتجزأ أعمالها على فترات غير متتالية.
ليست “تحرير الشام” التشكيل العسكري الأول الذي خصص جزءًا من مقاتليه في وحدات نخبة، بل انسحب الأمر على باقي التشكيلات العسكرية أبرزها “الوحدة 82” (قوات المهام الخاصة)، في “الجبهة الوطنية للتحرير”.
لكن النقطة اللافتة في “العصائب الحمراء” هي عملية التنظيم والتدريب التي يتلقونها من شركة “بلاك ووتر إسلامية” تسمى بـ”تاكتيكال الملاحم”، أسسها مقاتلون أتوا من روسيا وبلدان الاتحاد السوفياتي السابق، وغالبية المدربين خدموا في القوات الخاصة في بلدانهم، ويرأسهم “أبو سلمان البيلاروسي”، وهو معاون أول سابق في القوات الخاصة الروسية.
وبحسب معلومات عنب بلدي لا يقتصر تدريب “تاكتيكال الملاحم” على “تحرير الشام” بل ينسحب الأمر على باقي التشكيلات العسكرية العاملة في محافظة إدلب، بينها فصائل “الجيش الحر” و”حركة أحرار الشام الإسلامية”، التي انضوت مؤخرًا في “الجبهة الوطنية للتحرير”.
العمليات مستمرة
آخر العمليات العسكرية لـ”العصائب الحمراء” كانت في 12 من آذار الماضي، إذ نفذت مجموعات منها عملية مزدوجة في عمق مناطق النظام في ريف حماة ضمن سلسلة عمليات “ويشف صدور قوم مؤمنين”، ما أدى إلى مقتل ما يزيد على 25 عنصرًا من قوات الأسد، بحسب ما أعلنت “تحرير الشام”.
وقال “أبو عبد الله الشامي” القائد العسكري في “تحرير الشام”، “تمكنت مجموعتان من قوات العصائب الحمراء من الانغماس في عمق الجيش النصيري وضرب نقطتين من أهم نقاطه بعد رصد حثيث ورسم خطة محكمة لهذه العملية المباركة”.
وأضاف “الشامي” أن العملية بدأت في الساعة الثالثة فجرًا في ريف حماة الشمالي، كان الهدف الأساسي منها ضرب غرفة عمليات النظام في دير محردة شمال حماة التي تضم ضباطًا، وأسلحة ثقيلة ومركزًا للتجمع، فقامت المجموعة الأولى بضرب نقطة عسكرية في شيزر للتغطية على العمل الأساسي.
وتابع في حديثه لوكالة “إباء”، حينها، “وبعد أن بدأت المجموعة الأولى الاشتباك في شيزر انغمست المجموعة الثانية في دير محردة واشتبكت مع أعداء الله فقتلت منهم أكثر من 25 عنصرًا وجرحت العشرات ودمرت عددًا من الأسلحة الثقيلة، وعاد عناصر المجموعة بسلام إلى أماكنهم”.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :