أجانب “معزولون” في مخيمات شمالي سوريا
تفصل سلطات “الإدارة الذاتية” شمال شرقي سوريا حوالي سبعة آلاف امرأة وطفل من أكثر من 40 جنسية في مخيمات المنطقة وسط ظروف قاسية، وفقًا لتقرير لصحيفة “الجارديان“، نشر اليوم الثلاثاء 19 من آذار.
واعتبر المدير الإقليمي لليونيسيف في الشرق الأوسط، غيرت كابيلير، أنه بهذه السياسة “تتزايد بقوة رسالة أنه غير مرغوب بهم”، حسبما نقلت الصحيفة، التي ذكرت أنه قد تم عزل الأجانب في ملحقات منفصلة في مخيمين من المخيمات الثلاثة وهي عين عيسى، الروج، والهول.
وتابع كابيلير، “ليس مرغوبًا بهم في المخيم، وغالبًا غير مرغوب بهم في دولهم الأصلية. مازالوا بانتظار أن يتقدم بلد ثالث عارضًا تسوية”.
وبدأت النساء والأطفال الأجانب بالوصول إلى المخيمات قبل 18 شهرًا، ولكن الأرقام ارتفعت بحدة خلال الأسابيع الأخيرة مع هجوم قوات “سوريا الديمقراطية” على الباغوز، الجيب الأخير لتنظيم “الدولة الإسلامية”.
ونقلت الصحيفة عن مصدر لم تذكر اسمه قوله إن السلطات قررت فصل الأجانب عن الآخرين “لأسباب متعددة”، أهمها ارتباطهم بالتنظيم.
وقدمت تلك النسوة أسباب متعددة لقدومهن إلى سوريا، حسبما قالت مديرة منظمة “أنقذوا الأطفال” في سوريا، سونيا خوش، للصحيفة البريطانية، إذ قالت بعضهن إنه لم يكن لهن علم بالوجهة التي قادهم إليها أزواجهن، وأخريات غرر بهن عبر الإنترنيت وقدمت لهن صورة وردية عن الحياة في ظل “الخلافة”.
وتابعت خوش أن بعض السيدات المتحتجزات كن يعلمن تمامًا المسار الذي كن يتخذنه، ولكن مهما كان السبب فجميعهن يستحققن الرعاية والغذاء والماء الكافي.
ووفقًا للمنظمة فإن هنالك حوالي 5 آلاف طفل من أصول أجنبية في المخيمات، وهذا الرقم لا يشمل الأطفال العراقيين، كما أن هنالك مئات الأطفال الذين لا مرافق لهم.
ووصل حوالي 58 ألفًا إلى المخيمات خلال الأشهر الثلاثة الماضية، 90% منهم من النساء والأطفال، وفقًا لغسان ميديا، مدير المكتب الميداني لليونسيف قرب الهول.
وقد قتل منهم 123 شخصًا على الطريق بينهم 108 طفل، وفقًا للجنة الإنقاذ الدولية.
وتحذر المنظمات الإغاثية من سوء الأحوال الصحية والغذائية ونقص النظافة في المخيمات لدرجة أن إدارة المخيم تخشى من انتشار الزحار والإسهال كما حصلت عدة حرائق بسبب الازدحام من نيران الطهو والتدفئة سببت مقتل طفلين الأسبوع الفائت، حسبما نقلت الصحيفة.
ويعاني مخيم الهول من نقص الخيام، وقال ميديا “إننا نتوقع أن يصبح لدينا حوالي 75 ألفًا هنا، ولكن السعة القصوى هي 55 ألفًا، لذا لدينا مشكلة بالتأكيد مع المأوى”، ومئات العائلات تضطر للنوم في الوحل والمطر لليال عدة قبل أن يتم تأمين مأوى ملائم لهم.
كما أن الوضع النفسي والتعليمي للأطفال يعد من الأولويات للمنظمة، إذ أن أغلب الأطفال هادئون جدًا ولا يتحدثون ولا يبتسمون، ورغم معاناتهم من إصابات واضحة وعدم امتلاكهم للمعاطف أو الأحذية في الجو البارد إلا أنهم لا يبكون.
وكانت “يونسيف” قد جهزت العام الماضي لتأمين التعليم لأربعة آلاف طفل في مخيم الهول، ولكن أعدادهم وصلت الآن إلى 22 ألفًا. وتابع ميديا، “كل طفل تحدثت له، إن كان بعمر السادسة أو 14، لم يكن يومًا في المدرسة لأنهم كانوا ضمن الصراع طوال حياتهم. تخيل طفلًا لم يذهب يومًا إلى المدرسة، عليك أن تبدأ من الصفر”.
وتعد قضية استعادة المواطنين الأجانب الذين انضموا لتنيظم “الدولة” قضية شائكة بالنسبة لدولهم الأصلية، إذ أن مخاوف الأمن والقضايا القانونية المتعلقة بهم تعد من أبرز المسائل التي دعت إلى تردد معظم الدول بحسم أمرها باستعادتهم من عدمها، في حين قامت عدة دول، بينها بريطانيا وألمانيا، بسحب الجنسية عن مواطنيها لمنع عودتهم إلى البلاد.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :