وعود تركية.. طلاب الجامعات في عفرين دون جامعات رسمية

camera iconشباب في مدينة عفرين بريف حلب الشمالي - 21 من آب 2018 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – عفرين

في ظروف الحصار والحرب، أصرت الشابة إيناس الحسين على استكمال دراساتها العليا داخل غوطة دمشق الشرقية مع ما تعانيه من ظروف سيئة، واليوم آل بها الحال إلى مدينة عفرين في الشمال السوري، لتبدأ رحلة صعبة توصلها إلى مقاعد الدراسة من جديد، وسط غياب الجامعات الرسمية في المدينة.

حال إيناس كحال كثيرين من شباب عفرين والمهجرين إليها، لكنها كانت أوفر حظًا حين تمكنت من جلب أوراقها الجامعية “بصعوبة” من الغوطة إلى عفرين، لتلتحق بجامعة حلب الحرة في مدينة اعزاز، لا في عفرين.

تدرس إيناس في قسم إعداد المدرسين في كلية الرياضيات بجامعة حلب في اعزاز، التي كانت تدرس فيها في فرع الغوطة قبل موجة التهجير في نيسان 2018.

تقول إيناس لعنب بلدي، “بعد عذاب طويل ورحلة من استخراج الأوراق وكشف العلامات، تمكنت من التسجيل في الجامعة في مدينة اعزاز، بسبب عدم وجود فرع لها في عفرين”، والآن تضطر إيناس للذهاب أسبوعيًا من عفرين إلى اعزاز إما لحضور الدروس والمحاضرات أو لتقديم الامتحانات.

رغم معاناة الطالبة إيناس، يبقى حالها أفضل من الشاب محمد الخولي، أحد أبناء الغوطة الشرقية الذين تهجروا إلى عفرين، المدينة التي تفتقر لوجود جامعة رسمية معترف بها، تلبي احتياجات الشباب ممن أنهوا المرحلة الثانوية.

إذ كان محمد يدرس في جامعة حلب الحرة/ فرع الغوطة، لكنه وبسبب فقدانه لأوراق التسجيل الخاصة به في أثناء التهجير، لم يتمكن من الالتحاق بالجامعة مجددًا، محملًا المسؤولية لإدارة الجامعة التي كان من المفترض أن تنقل أوراقه إلى فرعها الرئيسي في مدينة اعزاز، وفق ما قال لعنب بلدي.

غياب الجامعات الرسمية دفع الشباب في عفرين إلى اللجوء للتعليم عن بعد، إذ افتتح في مدينة عفرين مركز نفاذ لجامعة “الضياء” المغربية الخاصة، ويستطيع الطالب من خلالها الدراسة عن بعد وتقديم الامتحانات في المركز، وتضم الآن 87 طالبًا من مختلف الاختصاصات، وفق ما رصد مراسل عنب بلدي في عفرين.

عثمان المحمد، طالب إعلام في جامعة “الضياء”، يقول لعنب بلدي إنه لم يستطع استكمال دراسته بسبب ظروف الحرب، مضيفًا أنه كان ينتظر افتتاح جامعة تركية في عفرين، لكن طول فترة الانتظار دفعه للتسجيل في جامعة “الضياء”، متحدثًا عن أعباء مادية يتكبدها ومخاوف من عدم الاعتراف بتلك الجامعة مستقبلًا.

بانتظار الوعود التركية

انتشرت أنباء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، منتصف الشهر الحالي، عن افتتاح فرع لجامعة تركية حكومية في مدينة عفرين العام المقبل، تنفيذًا لوعود قطعها الجانب التركي للمجلس المحلي في عفرين.

لكن عضو الهيئة التنفيذية في المجلس المحلي للمدينة، محمد شيخ رشيد، قال لعنب بلدي إن الاتفاق على افتتاح جامعة تركية لم يتبلور بشكل رسمي، ويبقى في إطار الوعود غير الرسمية، مؤكدًا سعي المكتب التعليمي التابع للمجلس إلى تحقيق ذلك.

وتحدث شيخ رشيد عن معاناة الشباب في عفرين في استكمال دراساتهم العليا، مشيرًا إلى أن قسمًا منهم يضطر للذهاب إلى مناطق ريف حلب الشمالي للدارسة في جامعاتها، وكذلك يسعى آخرون إلى الحصول على منح دراسية في تركيا، بينما يبقى كثيرون دون تعليم جامعي بعد إنهاء مرحلة الثانوية العامة.

وفي هذا الإطار، قال شيخ رشيد إن المكتب التعليمي التابع للمجلس المحلي يسعى إلى تحصيل منح دراسية مجانية في تركيا لشباب عفرين، رغم قلة عدد الطلاب المقبولين خلال العام الدراسي الماضي، مشيرًا إلى أن عددهم لم يتجاوز 20 طالبًا.

وأشار عضو المجلس المحلي إلى أن وضع التعليم العالي في عفرين متدهور منذ عقود، إذ لم تكن هناك جامعات رسمية أيام سيطرة النظام السوري على المدينة، باستثناء جامعة “المأمون” الخاصة”، وكذلك لم تكن هناك جامعات أيام سيطرة الكرد، باستثناء جامعات خاصة “غير معترف بها”.

ويسعى المجلس المحلي في الوقت الراهن إلى التوصل لاتفاق مع إحدى الجامعات التركية لافتتاح فرع لها في عفرين، مواجهًا تحديات في استيفاء المعايير اللازمة، بما فيها توفير مكان مناسب للجامعة وتجهيز مبنى بالشكل اللازم.



English version of the article

مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة