رغم خدماته الطبية..
مديرية صحة درعا تجمد مستشفى تل شهاب
عنب بلدي – درعا
عمل النظام السوري عقب سيطرته على محافظة درعا في الجنوب، في تموز الماضي، على إيقاف وإنهاء العمل بأي مؤسسة كانت تابعة للمعارضة بالرغم من أهمية الخدمات التي كانت تقدمها للمواطنين.
ومن أهم هذه المؤسسات مستشفى تل شهاب بريف درعا، الذي كان يعتبر حيويًا في المنطقة ويقدم خدمات طبية للمواطنين، قبل أن تجمد مديرية صحة درعا التابعة لحكومة النظام عمله وتحوله إلى مستوصف لتنفيذ حملات اللقاح فقط.
المستشفى كان يتبع إداريًا للمجلس المحلي في المدينة ويشرف على تنفيذ المشاريع والخدمات التي كانت تقدمها المنظمات كالخدمات الطبية والخدمية، مثل العيادات الأذنية وتركيب نظام الطاقة الشمسية ومنظومة الإسعاف، بحسب عضو سابق في المجلس، طلب عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية، وأوضح لعنب بلدي أن المستشفى كان يعمل على مدار الساعة وفيه كادر مناوب، وسيارات إسعاف تحت الطلب مجهزة بما يلزم لإسعاف المريض لضمان سلامة وصوله إلى المستشفى.
كما دعمت منظمة “أطباء بلا حدود” المستشفى عبر تقديم رواتب للأطباء والممرضين والكادر الإداري، إضافة إلى الإنفاق على العمل اللوجستي للمستشفى من تأمين وقود للمولد الكهربائي (قبل تركيب نظام الطاقة الشمسية) وإجراء الصيانات اللازمة.
ماذا كان يقدم المستشفى؟
تحول المستشفى إلى مقصد المصابين والجرحى جراء قصف النظام على المنطقة خلال سيطرة فصائل المعارضة، حيث كان يقدم الإسعافات المطلوبة، ويحول الحالات الحرجة عبر سيارات إسعاف مجهزة بتقنيات فنية حديثة، إلى الأردن كونها قريبة من الحدود.
وتميز بتنوع الخبرات الطبية فيه، إذ كان يضم 20 طبيبًا في مختلف الاختصاصات بين جراحين وعظمية وأوعية وبولية، وفريق تخدير وغرفة عمليات وغرف استشفاء، إضافة إلى 40 ممرضًا، بحسب معلومات متقاطعة من موظفين كانوا يعملون في المستشفى، الذي كان يجري عشرات العمليات أسبوعيًا بين العظمية والقيصرية وغيرها.
كما كان للمستشفى ملحق من العيادات متنوعة الاختصاص تضم أطباء لتقديم خدمات العلاج بشكل مجاني للأهالي، وسط إقبال كبير لخبرة الكادر ومجانية العلاج وصرف الدواء اللازم من الصيدلية المجانية.
النظام يرفض إعادة تفعيله
وسيطرت قوات الأسد على الجنوب السوري في تموز الماضي بعد اتفاقات تسوية مع فصائل المعارضة السورية، وسط وعود بإعادة فتح مؤسسات الدولة وإعادة الموظفين المفصولين إلى وظائفهم.
وتوقع الأهالي من حكومة النظام السوري الاستفادة من الأجهزة والخبرات التي كانت في المستشفى والاستمرار في عمله كونه يخدم القرى المجاورة ويخفف الضغط عن مستشفى درعا الوطني.
لكن سياسة النظام بعدم الاعتراف بالمؤسسات التي قامت بغياب الدولة وعدم إعادة الممرضين والأطباء المفصولين إلى عملهم، أنهى العمل بالمستشفى، إضافة إلى غياب القدرة حاليًا على تغطية المستشفى بالكوادر وخاصة بعد الإصرار على عدم عودة الموظفين المفصولين.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
English version of the article
-
تابعنا على :