كيف تتفاداها؟
“حرائق” تشعل الخريطة السورية
عنب بلدي – أحمد جمال
تتزايد وتيرة الحرائق في المنازل والمخيمات مع تدني درجات الحرارة والمنخفضات التي تتعرض لها سوريا، ورغم تفاوت أسباب هذه الحرائق إلا أن ضحاياها غالبًا من الأطفال.
وكان للعاصمة دمشق النصيب الأكبر من تلك الحوادث التي كان أبرزها وفاة سبعة أطفال أشقاء في 22 من كانون الثاني الماضي، جراء حريق بسبب مدفأة كهربائية في حي العمارة وسط المدينة، إلى جانب حريق آخر لنفس السبب في منطقة السيدة زينب أدى إلى وفاة شاب.
كما خسرت مدينة حلب أبًا مع أطفاله الثلاثة في حي الشعار، الشهر الماضي، وذلك اختناقًا بالغاز المسرب من المدفأة، إلى جانب خسائر بشرية أخرى سجلتها مخيمات الشمال بحرائق عديدة كان آخرها وفاة نازح في مخيم النصر جنوبي إدلب.
تعزى أسباب الحرائق في معظم الحالات المسجلة بمحافظات سوريا ومخيماتها، إلى سوء استعمال المدافئ وخاصة الكهربائية منها، إضافة إلى أنواع المحروقات غير الصالحة للاستعمال، لاحتوائها كميات عالية من الغاز الذي يؤدي لحالات اختناق.
يقول مسؤول “الدفاع المدني السوري” في إدلب، مصطفى حاج يوسف، “نشهد اشتعال حرائق بشكل واسع في فصل الشتاء في عموم الشمال السوري نتيجة لاستعمال الوقود السيئ (المازوت) وهو غير صالح للاستعمال، لكن السكان مضطرون لاستخدامه نتيجة الأوضاع الاقتصادية”.
هذا الوقود مشبع بمادة الغاز وهو ما يؤدي لاشتعال الحرائق، كما أن الغاز يتسرب ويسبب حالات اختناق دون أن يشعر سكان المنزل أو الخيمة، بحسب حاج يوسف، الذي يضيف إلى الأسباب أن خيام النزوح مصنعة من مواد قابلة للاشتعال في أبسط الظروف.
لكن بعيدًا عن المخيمات وفي مناطق سكنية في دمشق وحلب وحمص وغيرها، فجميع الحرائق التي سجلت خلال الأسبوعين الماضيين، كانت ناجمة عن تماس كهربائي وسوء استخدام المدافئ الكهربائية وخاصة “الحصيرة الكهربائية” المستخدمة للتدفئة، وهي ما كانت سببًا بوفاة شاب في السيدة زينب بريف دمشق في 24 من كانون الثاني الماضي.
الحرائق تشعل الخريطة السورية
أكثر من 30 حريقًا وثقتهم شبكات محلية ورسمية توزعت في دمشق وريفها وحمص وحماة وطرطوس ودير الزور وحلب، وربطت أسبابها بسوء استعمال الكهرباء أو حالات تسرب للغاز.
وسجل الشمال السوري عشرات الحرائق خلال فصل الشتاء، كانت أبرزها احتراق خيمة في منطقة خربة الجوز جنوبي إدلب وأدت لوفاة شخص نازح، وسبقتها وفاة طفل وإصابة أفراد عائلته بحريق في مخيم زعرورة بمدينة جرابلس شمالي حلب.
كما سجل الدفاع المدني إصابة سيدة وأطفالها الثلاثة بحروق مختلفة نتيجة احتراق خيمتهم بمنطقة أطمة شمالي إدلب، إلى جانب حريق آخر في مخيم النور شمالي حلب، وأدى إلى إصابة سيدة وطفلها، في كانون الثاني الماضي.
وشهدت معرة النعمان في ريف إدلب الجنوبي، حريقًا ضخمًا في آب الماضي، جراء انفجار مولد كهربائي، ما تسبب بإصابة بالغة لصاحب المولد، واثنين من فريق الدفاع المدني ليمتد الحريق إلى مناطق مجاورة، متسببًا باحتراق مدرستين وأبنية سكنية بالإضافة إلى محلات تجارية.
وسبق أن شهدت منطقة دمشق القديمة وما حولها حرائق مشابهة، إذ احترق أكثر من 80 محلًا تجاريًا بجانب قلعة دمشق، في نيسان 2016، متسببًا بخسائر مادية فاقت ملياري ليرة سورية، وأرجعت حكومة النظام السوري حينها سبب الحريق، إلى وجود تماس كهربائي بأحد المحلات انتشر في المحلات المجاورة.
إرشادات تمنع الكوارث
توثيق الحرائق وإحصاء أضرارها غير كافٍ وإنما يجب العمل على تفادي وقوع حوادث مشابهة في كل منزل، وذلك عبر اتباع الإرشادات والانتباه ورفع الوعي لدى المواطنين، من خلال مجموعة من النصائح التي يشير إليها الدفاع المدني.
يقول حاج يوسف، “يجب أخذ الحيطة اللازمة في المخيمات والمنازل بوضع مواد إطفاء من البودرة أو غيرها كحلول إسعافية عند اندلاع الحرائق ريثما تصل سيارات الإطفاء إلى المكان”.
كما ينصح بعدم استعمال الوقود المشبع بالغاز إلا عند الضرورة بشروط معينة، عبر ترك العبوة مفتوحة فترة من الزمن قبل استعمالها حتى يتم تفريغ الغاز منها بشكل جيد، الأمر الذي يمنع تسرب الغاز داخل الخيام أو المنازل.
يحاول “الدفاع المدني” تلبية جميع النداءات في كل الحالات بما فيها الحرائق، لكن الإرشادات هي الحل الأفضل للوقاية من حدوث الحرائق، خاصة وأن وصول فرق الإطفاء لا يكون سريعًا بشكل دائم لبعد مراكزها عن نقاط الحرائق أو لصعوبة الوصول إلى المخيمات، كما يقول حاج يوسف.
أما بالنسبة للمخيمات، فإن إرشادات الدفاع المدني تتضمن عدم الطبخ داخل الخيام والحذر الشديد عند تشغيل المدافئ، إضافة لإحكام وصلات الكهرباء والتي غالبًا ما تسبب تماسًا يؤدي إلى حريق.
بدوره، قدم “الهلال الأحمر السوري” جملة نصائح على خلفية الحرائق المتكررة، تتضمن تجنب وضع المدفأة قريبًا من الستائر والمواد القابلة للاشتعال، والاحتفاظ ببطانية حريق والتدرب على استخدامها، إلى جانب مراقبة الأطفال وتجنب تركهم لوحدهم قرب المدافئ.
كما تشير إرشاداته إلى عدم ترك المدفأة مشتعلة في أثناء النوم خوفًا من الاحتراق أو الاختناق، وتجنب تحميل الأسلاك والوصلات الكهربائية فوق طاقتها، وعدم توصيل المدفأة الكهربائية بأسلاك مكشوفة ورديئة تسبب غالبًا تماسًا كهربائيًا.
ويفضل المرشدون في “الهلال الأحمر” اختيار أنواع معينة من المدافئ الكهربائية، تحتوي على ميزات فصل تلقائي عند سقوطها، تعتبر مراعية لمعايير الجودة والسلامة.
أما فيما يخص مدفأة الغاز فينصح “الهلال الأحمر” بالتأكد من عدم تسرب الغاز قبيل إشعالها، والتأكد من إغلاق الأسطوانة بشكل جيد عند إطفائها، إلى جانب تفقد الخرطوم الواصل بين الأسطوانة وجسم المدفأة واستبدال مانعة التسرب “الجلدة” مع كل أسطوانة والتأكد من صلاحية الصمام.
وأخيرًا على صعيد مدفأة الحطب، فينصح بالمحافظة على توفير التهوية المناسبة عند إشعال الحطب في المدفأة، وعدم تركها مشتعلة في أثناء النوم.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
English version of the article
-
تابعنا على :