“وول ستريت جورنال”: مقترح أمريكي جديد بشأن المنطقة العازلة في سوريا
عرضت الولايات المتحدة على حلفائها مقترحًا جديدًا يتضمن تشكيل ائتلاف من الدول الغربية “لإنشاء منطقة عازلة جديدة شمالي سوريا”، وشمل وعدًا بتقديم مساعدات عسكرية أمريكية.
ونقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، عن مسؤولِين أمريكيين في البيت الأبيض، اليوم الخميس 31 من كانون الثاني، أن الإدراة الأمريكية حاولت إقناع الحلفاء من بينهم بريطانيا وفرنسا وأستراليا، “بتحمل المسؤولية في شمالي سوريا، لمعالجة المخاوف التركية من الأحزاب الكردية (حزب العمال الكردستاني) و(واحدات حماية الشعب) في سوريا”، مع الإبقاء على القوات التركية “بعيدًا عن المقاتلين الكرد”.
وأشارت إلى أنه بموجب الخطة الأمريكية التي عُرضت على الحلفاء، ستعمل قوات التحالف على “إنشاء منطقة مراقبة عازلة شمالي سوريا تصل إلى نحو 20 ميلًا جنوب الحدود التركية، وتمتد من نهر الفرات باتجاه الشرق إلى الحدود مع العراق”.
ورفض الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في 25 من كانون الثاني، سيطرة أي جهة على المنطقة الآمنة المقرر إنشاؤها في شمالي سوريا غير تركيا.
ورحبت تركيا مرارًا بإقامة المنطقة، وأعربت عن استعدادها لإنشائها وحمايتها وتولي شركة الإسكان التركية أعمال الإنشاءات فيها، خاصةً بعد اقتراح ترامب إقامة منطقة آمنة في شمال سوريا على أن تكون بعرض 20 ميلًا (32 كيلومترًا).
وأشار أردوغان إلى أنه يمكن إنشاء المنطقة الآمنة في حال تلقي تركيا الدعم المالي واللوجستي من الولايات المتحدة الأمريكية والتحالف الدولي، بهدف توفير الأمن للسوريين.
وستقوم الولايات المتحدة بتقديم الدعم على شكل “استخبارات وطائرات مراقبة واستطلاع وغيرها من التقنيات، بالإضافة إلى المساعدة العسكرية”، في حال وجود “تهديد عسكري أو حدوث خطأ ما”، بحسب ما ذكرت الصحيفة.
وتابعت أن الولايات المتحدة يمكن أن تقدم “الدعم اللوجستي مثل إجلاء المصابين، ويمكنها أن تتمركز في نقطة قريبة من سوريا وهي العراق المجاور”.
وكانت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، في 24 من الشهر الحالي، قالت إنها أرسلت قوات إضافية إلى سوريا، لتأمين توفير الحماية للقوات الأمريكية في أثناء عملية انسحابها من سوريا.
وأوضحت الصحيفة أن هذا المقترح الذي لم يُكشف عنه سابقًا، يعد “تحديًا آخر يواجه المسؤولين في إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب”.
وكان إعلان ترامب المفاجئ عن انسحاب قوات بلاده من سوريا في 19 من كانون الثاني، سبّب جدلًا ورفضًا على الصعيدين المحلي والدولي، ومخاوف أخرى في واشنطن من عودة التنظيم لتجميع صفوفه، كما أنه خلط الأوراق في المنطقة إثر النزاع على ملء الفراغ الذي يتركه الجيش الأمريكي شرق الفرات، وكان سببًا باستقالة وزير الدفاع الأمريكي، جيم ماتيس.
وقال دبلوماسي أوروبي للصحيفة، إن “الولايات المتحدة تجري محادثات نشطة مع الدول الأوروبية، بشأن إقامة منطقة عازلة شمالي سوريا”، و لا يوجد رد رسمي حتى الآن من قبل الدول الأوربية.
ومن المقرر أن يستضيف وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، وزراء خارجية دول التحالف، الأسبوع المقبل في مقر وزارة الخارجية الأمريكية.
ورفض المسؤولون الأمريكون في وزارة الخارجية ووزارة الدفاع (البنتاغون)، التعليق على هذا المقترح، بحسب الصحيفة، وقال وزير الدفاع بالوكالة، بات شاناهان، إن “واشنطن تتحدث مع عدد من العواصم الأجنبية بشأن دعم شمالي سوريا، بالإضافة إلى مناقشات مهمة للغاية مع نظرائنا من القوات الديمقراطية السورية”.
وكانت وكالة “الأناضول” التركية استعرضت أسماء المناطق التي ستشملها المنطقة الآمنة التي تسعى تركيا إلى إنشائها على الحدود السورية.
وستضم المنطقة، بحسب الوكالة، مدنًا وبلدات من ثلاث محافظات سورية هي حلب والرقة والحسكة، وتشمل المناطق الواقعة شمالي الخط الواصل بين قريتي صرّين وعين العرب في ريف حلب الشرقي، وعين عيسى وتل أبيض في محافظة الرقة.
كما تضم مدينة القامشلي، وبلدات رأس العين وتل تمر والدرباسية وعامودا ووردية، وتل حميس والقحطانية واليعربية والمالكية في محافظة الحسكة.
وتخضع هذه المناطق لسيطرة “وحدات حماية الشعب” (الكردية) التي تتهمها تركيا بتبعيتها إلى “حزب العمال الكردستاني” المصنف إرهابيًا في أنقرة، الأمر الذي تنفيه “الوحدات” باستمرار.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :