وحدها شجرة الرمان.. تراجيديا سردية عراقية

tag icon ع ع ع

مراجعة ملك رمضون

“الناس معظمهم متعبون، يرتسم تعبهم بوضوح على وجوههم. تساءلتُ كيف يستمرون بالرغم من كل شيء؟ كيف يستيقظون كل صباح ويحاولون؟ لكن هل هناك خيار آخر؟ هل أنا ضعيف؟”، تساؤلات كثيرة يبحث الكاتب سنان أنطون عن مكان ليطرحها في روايته “وحدها شجرة الرمان”.

الرواية هي حكاية سردية تروي جرحًا من جروح العراق النازفة، يتحدث فيها عن شاب عراقي من الطائفة الشيعية يضطر للتخلي عن أحلامه ليعيش، فيرث مهنة غسل الأموات عن والده مُكرهًا، ليصادف خلال عمله قصصًا مؤلمة تصور الصراع الطائفي بين السنة والشيعة في العراق.

نُشرت الرواية في عام 2003، في 280 صفحة عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر.

ويروي أنطون معاناة الشعب العراقي تحت حكم صدام حسين في أثناء فترات الحرب مع إيران ثم غزو الكويت وما نتج عنه من مقتل وتشريد مئات الآلاف من المواطنين.

ثم تأتي الرواية على ذكر أحداث الغزو الأمريكي للعراق وما تبعه من خراب ودمار انهارت بعده العراق ولم يعد لها أي وصف، سوى أنها “معقل للميليشيات الإرهابية”، بعد أن كانت في عقد من العقود القديمة منارة العالم.

في تنقّل الكاتب بين الكوابيس واليقظة وبين الحياة والموت، يتنقل أيضًا بين اللغة العربية الفصحى واللهجة العراقية في بعض من الحوارات ليشعر القارئ بأجواء العراق.

أسلوب أنطون محبب لأولئك الميالين للحزن، ليظهر لك الرواية وكأنها موال عراقي حزين تسمعه بصوت ناظم غزالي أو سعدون جابر.

الجرأة في وصف حجم المأساة العراقية كانت من أهم مميزات سنان أنطوان في تقديم رواية صاغت حاضر ومستقبل شعب ضربت جذوره عميقًا في تاريخ تحضر الإنسان.

“أمّا قلبي فقد صار رمّانة يابسة، تنبض بالموت، وتسقط منّي كل لحظة في هاوية بلا قرار لكن لا أحد يعرف لا أحد، وحدها شجرة الرمّان… تعرف”، بهذه السطور انتهت رواية تحكي عن العراق الممزق والمشتت، عن المجتمع العراقي المُنتَهك، سواء من حاكم ظالم أو من طائفية بغيضة.

سنان أنطوان شاعر وروائي وأكاديمي عراقي حصل على شهادة جامعية في الأدب الإنكليزي من جامعة بغداد عام 1991، له العديد من الروايات المترجمة إلى النرويجية والألمانية والبرتغالية والإيطالية، وله ديوان شعر “موشور مبلل بالحروب”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة