هطولات مطرية تُغرق الأراضي الزراعية في سهل الغاب

camera iconشخص يقود دراجة نارية وسط الوحل في قرية باب الطاقة في ريف حماة - 22 كانون الأول 2018 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

ريف حماة – إياد عبد الجواد

غُمرت مساحات واسعة من الأراضي الزراعية في منطقة سهل الغاب بريف حماة الغربي بمياه الأمطار الغزيرة، وما رافقتها من سيول خلال الأيام الماضية.

فقد شهدت منطقة سهل الغاب والقرى الواقعة على سفح جبل شحشبو، الأسبوع الماضي هطولات غزيرة، غير مسبوقة منذ أعوام، ترافقت مع سيول، الأمر الذي تسبب بغمر مساحات واسعة من الأراضي الزراعية بالمياه، بالإضافة لارتفاع منسوب المياه ضمن شوارع وأحياء مختلف قرى سهل الغاب.

رئيس المجلس المحلي في قرية “باب الطاقة”، عبد الكريم الدرويش، وصف لعنب بلدي معاناة أهالي القرية، البالغ عددهم خمسة آلاف نسمة، بسبب الهطولات المطرية الغزيرة على المنطقة مؤخرًا.

وأشار الدرويش إلى أن غياب الصرف الصحي في القرية أسفر عن طوفان الطرق العامة وغمرها بمياه الأمطار، الأمر الذي تسبب بالعديد من حوادث السير أدى بعضها لوفيات، فضلًا عن تأثر المشاة وبالأخص طلاب المدارس، وعبور الآليات.

ولفت الدرويش إلى أن قرية “باب الطاقة” رغم كونها منطقة سياحية تضم مناظر طبيعية وبحيرات ومطاعم، تعاني من قلة الخدمات وتبقى بعيدة عن مصادر الدعم واهتمام المنظمات.

وناشد الدرويش جميع المنظمات والجمعيات الإنسانية المختصة بمساعدة أهالي القرية.

سوء الطرقات زاد الطين بلة

رئيس مجلس قرية “الحواش”، شاهر أبو حسن، تحدث لعنب بلدي عن معاناة أهالي القرية جراء ما تسببت به الأوحال الناجمة عن تساقط الأمطار من صعوبات في التنقل على الطرقات الفرعية نظرًا لعدم تعبيدها، وبالأخص الطريق الواصل بين قريتي الحواش وجسر بيت الراس، والذي يعد طريقًا مهمًا لاستخدامه في إسعاف المصابين وإخلاء المدنيين.

من جانبه أكد بلال الغابي أحد أهالي قرية “الحويز” أن مياه الأمطار غمرت نحو 1500 دونم من الأراضي الزراعية، نظرًا لانسداد المصارف المائية وفيضانها.

وأضاف أن سوء حالة الطرقات وامتلاءها بالحفر أدى إلى غمر كل الطرق العامة والفرعية في القرية بمياه الأمطار.

المهندس الزراعي أنس أبو طربوش، أوضح لعنب بلدي أن الأيام الماضية شهدت كميات كبيرة من الهطولات المطرية، فاقت معدل العام الماضي، نظرًا لتأثر المنطقة بما فيها سوريا بعواصف مطرية وثلجية قوية مصحوبة برياح وصلت سرعتها إلى نحو 30 كيلومترًا بالساعة.

وأشار أبو طربوش إلى أن المياه الغزيرة أسفرت عن طوفان الأراضي الزراعية في منطقة سهل الغاب، بدءًا من قلعة المضيق جنوبًا حتى قرية القرقور شمالًا.

ولفت إلى أن ضعف القدرة الاستيعابية للمصارف الزراعية، وانسداد بعضها بشكل كامل جراء قلة عمليات التعزيل (صيانتها عبر التنظيف) خلال السنوات الماضية لغياب الإمكانيات، أدى إلى قلة تصريف المياه من أراضي سهل الغاب بشكل عام، وبخاصة المزروعة منها بمحصول القمح الاستراتيجي.

محصول القمح قد يتأثر

بيّن المهندس أبو طربوش أن المساحة الإجمالية للقمح في منطقة سهل الغاب بصنفيه القاسي والطري قُدرت بحوالي 50 ألف دونم، محذرًا من تأثر إنتاجية محصول القمح لهذا العام في حال استمرار غرق الأراضي بالمياه، خاصة وأن ارتفاع درجات حرارة المياه المترافق مع سطوع الشمس سيضر بالأوراق وجذور النباتات التي ستجد صعوبة في التنفس، وبالتالي ستتعرض النباتات للذبول وسينخفض عددها في وحدة المساحة، وهو ما سينجم عنه تراجع في إنتاج الدونم وانخفاضه بشكل كبير، مع تزايد كمية الأعشاب على حساب النباتات.

وأكد المهندس أن السيول التي أصابت الريف المطل على جبل شحشبو وقنوات الري، وبخاصة القناة “G3” التي عملت منظمة الهلال الأحمر القطري على صيانتها وإعادة تأهيلها خلال الفترة الماضية، أدت لحصول انجرافات وانحراف لسطح التربة وارتفاع لكمية الطين في الأقنية الزراعية.

وشهدت الأيام القليلة الماضية هطولات مطرية غزيرة أدت إلى تفجر ينابيع وأنهار من سفح جبل الزاوية المطل على منطقة سهل الغاب، كانت قد تعرضت للجفاف منذ سنوات.

وسجّل الموسم الماضي للقمح في محافظة حماة، تدنيًا في الإنتاج والكمية بسبب الهطولات المطرية المتأخرة والتي انقطعت في فصل الشتاء.

وقُدر إنتاج سوريا من القمح لعام 2018 بنحو 1.8 مليون طن أغلبه من المنطقة الشرقية، وتعتبر منطقة سهل الغاب السلة الغذائية الثانية لسوريا، بعد محافظة الحسكة.

وقدرت “المديرية العامة للزراعة والثروة الحيوانية” مساحة الأراضي المتوقع زراعتها بالقمح لموسم 2019 في ريف حماة بـ 18 ألف دونم من القمح القاسي (بعل)، و54 ألف دونم من القمح الطري (مروي)، و78 ألف دونم من القمح القاسي (مروي).




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة