“صناع الأمل”.. مركز في ريف حلب لتعليم المكفوفين بلغة “بريل”
عنب بلدي- ريف حلب
منذ مطلع العام الماضي يتلقى شبان مكفوفون تعليم طرق القراءة بنظام لغة “بريل” في مركز متخصص بمدينة اعزاز في ريف حلب الشمالي افتتحته منظمة “iHH” التركية كأول مركز متخصص يعنى بذوي الاحتياجات الخاصة بشكل عام والمكفوفين بشكل خاص.
أطلق على المركز اسم “دار صناع الأمل”، ومنذ شهر نيسان 2018 حتى اليوم يعمل على رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة والمسنين وتقديم خدمة العلاج الفيزيائي وتعليم الصم والبكم والمكفوفين.
محمد شاب مكفوف، وهو أحد المدرّسين في المركز قال لعنب بلدي إنه تعلم لغة “بريل” في مركز بمدينة حلب سابقًا، ويعمل حاليًا على تعليمها لعدد من الشبان، في خطوة تسهل عليهم التأقلم مع الواقع الذي يعيشون فيه.
وأوضح الشاب أن تعليم اللغة يعتمد على برنامج ناطق عبر الموبايل إلى جانب طرق أخرى تعطى أساسياتها في قاعات التدريس.
ما هي لغة “بريل”؟
لغة “بريل” هي عرض للرموز الأبجدية والرقمية باستخدام ست نقاط يمكن تحسسها باللمس لتمثيل كل حرف وعدد، بما في ذلك الموسيقى والرياضيات والعلوم.
وهي نظام الكتابة المستخدمة للمكفوفين أو ضعاف البصر عن طريق اللمس، فهي ليست لغة بمعنى الكلمة وإنما نظام يساعد في تسهيل طرق القراءة لكل من المكفوفين وضعاف البصر.
وسميت لغة “بريل” بهذا الاسم تيمنًا باسم مخترعها في القرن التاسع عشر لويس بريل، الذي فقد بصره بسبب تعرضه لحادث في مرحلة الطفولة عندما كان في الـ 15 من عمره في عام 1824، ما جعله يسعى إلى اختراع لغة “بريل” في الأبجدية الفرنسية لمساعدته على القراءة.
كما قام لويس بكتابة النوتة الموسيقية، في عام 1829.
أحرف “بريل” هي أحرف مستطيلة صغيرة تسمى بـ “الخلايا” التي تحتوي على المطبات الواضحة الصغيرة والتي تسمى بـ”النقاط المثارة”.
تختلف الحروف الهجائية في لغة “بريل” من لغة إلى أخرى باختلاف أنظمة الكتابة المطبوعة ورموزها، وعلاوة على ذلك، تأتي لغة “بريل” في اللغة الإنكليزية بثلاثة مستويات من الترميز.
ثلاثة أقسام
يتألف مركز “صناع الأمل” من عشر غرف تنقسم إلى أربعة أقسام.
وبحسب عبد الكريم اليوسف، أحد الإداريين في المركز، القسم الأول هو إداري لإحصاء وتوثيق ذوي الاحتياجات الخاصة في مدينة اعزاز، بينما يختص القسم الثاني برعاية المسنين وتقديم الخدمات الطبية لهم بالإضافة إلى المأكل والمشرب.
أما القسم الثالث، فأوضح اليوسف أنه مخصص للمعالجة الفيزيائية، إلى جانب القسم الأخير والأهم وهو مخصص لتعليم المكفوفين ودمجهم في المجتمع، ويتم تأمين خدمة الذهاب والإياب لمنازلهم.
ويبلغ عدد الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة في المركز حوالي 231 شخصًا، وبحسب اليوسف قدمت المنظمة الداعمة للمركز سيارة، يتركز عملها بشكل خاص باحتياجات المكفوفين، إذ تقوم بجلبهم إلى المركز من منازلهم وتعيدهم بعد الانتهاء من الحصص الدراسية.
وتحتفي منظمة الأمم المتحدة باليوم العالمي للغة “بريل” في الرابع من كانون الثاني من كل عام، وسط انتشار هذه اللغة في معظم قطاعات الحياة، خصوصًا في أوروبا، بعد صدور قرار من الاتحاد الأوروبي عام 2005 يحث على استخدام هذه اللغة.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة اعتمدت، في تشرين الثاني 2018، قرارًا بتخصيص الرابع من كانون الثاني من كل عام ليكون يومًا عالميًا للغة “بريل”، وذلك ابتداء من العام الحالي 2019، لرفع الوعي بأهمية هذه اللغة كوسيلة للتواصل مع المكفوفين.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
English version of the article
-
تابعنا على :