تجربة “أولية” لمسرح الظل على خشبة المركز الثقافي في إدلب

camera iconمن فعاليات مسرح الظل في المركز الثقافي في إدلب- 6 كانون الأول 2018 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – إدلب

على طريقة “كركوز وعواظ”، نظم المركز الثقافي في مدينة إدلب مسرحية بنمط الظل، تحت عنوان “العقل والقرد”، بحضور عشرات الأطفال من المدينة.

المسرحية، التي نُظمت يومي الخميس والجمعة 6 و7 من كانون الأول الحالي، تعتبر رغم بساطتها من أول التجارب التي تهدف إلى إعادة إحياء مسرح الظل، والذي بدأت أصداؤه وشعبيته تتراجع في عموم الأراضي السورية، على حساب التكنولوجيا وعصر الحداثة.

ضياء عسود، مؤلف ومخرج مسرحية “العقل والقرد”، اعتبر أن المسرحية رغم بساطتها وأدواتها البدائية ستكون أولى درجات عودة ثقافة مسرح الظل إلى الشمال السوري، ذلك الفن الذي اشتهرت به العاصمة دمشق منذ عقود.

وقال عسود في حديث لعنب بلدي إنه يعمل حاليًا على تنظيم مسرحيات ظل في إدلب، على أن تكون أكثر تطورًا ونجاحًا من سابقتها، بالاعتماد على مبدأ الإسقاط الضوئي والانعكاسات الظلية.

وشهدت مسرحية “العقل والقرد” تفاعلًا من قبل الأطفال، كونها تعتمد على نقل المعلومات وإيصال الفكرة بأسلوب فكاهي، إذ ناقشت المسرحية فكرة “لماذا خلق الله العقل للإنسان وليس للحيوان”.

ومن المقرر أن ينظم المركز الثقافي في إدلب ثلاث مسرحيات، نهاية الشهر الحالي، ضمن ثلاثة أنماط هي: المسرح الحي، ومسرح الظل، ومسرح العرائس.

مسرح الظل السوري في قوائم التراث العالمي

تقوم فكرة مسرح الظل على استخدام دمى يدوية تتحرك خلف ستارة شفافة أو خلف شاشة داخل مسرح مظلم، ويعكس الضوء من وراء المسرح ظل الدمى على شاشة.

وتجسّد مسرح الظل في سوريا بشخصيتي “كركوز وعواظ” الشهيرتين، كركوز” الساذج و”عواظ” الذكي، وتعود أصول الفكرة إلى العاصمة السورية دمشق، حيث اشتهر هذا الفن فيها باعتباره فنًا شعبيًا تداوله الناس في المقاهي العامة.

وجاءت أهمية مسرح “كركوز وعواظ” من كونه يتطرق إلى مواضيع اجتماعية ناقدة ولكن بأسلوب فكاهي ساخر، وتستخدم الشخصيتان في حوارهما أسلوب الشعر والنثر والغناء والموسيقى.

وكانت منظمة “يونيسكو” التابعة للأمم المتحدة أدرجت، في 28 من تشرين الثاني الماضي، مسرح “كركوز وعواظ” على لائحة التراث العالمي غير المادي، والذي يحتاج للحماية العاجلة، ضمن فئة مسرح الظل.

وتحدثت منظمة “يونيسكو” عن تراجع فن مسرح الظل في سوريا، منذ سنوات، خاصة بعد انتشار التكنولوجيا الحديثة والألواح الرقمية، مشيرة إلى أن عرضه أصبح مقتصرًا على المهرجانات التراثية فقط، فضلًا عن وجود “مخايل واحد” في دمشق فقط، وهو الشخص الذي يحرك الدمى.



English version of the article

مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة