ماذا خلف الزيارات والفعاليات الحزبية للبعث في درعا؟
تتواصل الزيارات واللقاءات التي يعقدها مسؤولون في “حزب البعث” وشخصيات أمنية لدى النظام السوري، مع أهالي ووجهاء بلدات وقرى محافظة درعا جنوبي سوريا.
فمنذ إعلان قوات الأسد وحلفائها السيطرة على كامل محافظة درعا في تموز الفائت، بعد تسويات نتيجة لمفاوضات، تم بموجبها إخراج مقاتلين غير راغبين في البقاء ضمن كنف المصالحة والتسوية، ثم دخول قوات النظام وحلفائه، على أن تكون الشرطة العسكرية الروسية الضامن للاتفاق.
أحمد بدر الدين حسون، مفتي سوريا، رفقة حسين الرفاعي أمين فرع “حزب البعث” في درعا وعدد من المسؤولين الحزبيين، التقوا مع وجهاء مدينة إنخل بريف درعا، الاثنين 19 من تشرين الثاني، وذلك ضمن سياق فعالية حزبية احتفالية اعتاد “حزب البعث” في سوريا القيام بها، ليكرس فيها “قدسية” الحزب والدولة وقائد الدولة، وذلك تحت شعار “صالحنا بالأمس.. ونسامح اليوم.. وسنبني غدًا”.
ورغم ما قاله مفتي سوريا، وأمين فرع “حزب البعث” في كلمتيهما بأن “درعا عرين وطني غير قابل للتآمر، وستكون دوماً قلعة للبعث”، إلا أن واقع الزيارة يعكس غير ذلك.
تخوف مما هو مقبل؟
وليد النوفل، صحفي في منظمة “سوريا على طول” الأمريكية، ومركزها العاصمة الأردنية عمان، وهو من أبناء مدينة إنخل بدرعا قال لعنب بلدي، الثلاثاء 20 من تشرين الثاني، إن “زيارة حسون كانت ضمن وفد لشخصيات عسكرية وحزبية، وأقيمت الفعالية من باب اللعب على وتر طمأنة أهالي محافظة درعا، خاصة لأهالي القرى والبلدات التي ما زال النظام يعاني من قلق في تحرك بداخلها، نظرًا لطبيعة وجود مقاتلين سابقين في المعارضة فيها وتهجس المدنيين من الثقة بالنظام”.
ووفقًا لنوفل، فإن الوفد العسكري الحزبي رفقة المفتي أحمد حسون كان يتحدث للوجهاء، بأن “أهالي درعا خسروا وبالمقابل الدولة خسرت.. وعلى أن ماحدث بات كافيًا والآن حان وقت إعادة الإعمار”.
ويرى النوفل أن تلك العبارات تعكس التخوف لدى النظام من أن تأزم المنطقة مرة أخرى يعد أمرًا ممكنًا.
ولم تخف كلمة أحمد بدر الدين حسون، مفتي سوريا، خلال الفعالية التي أقيمت بإنخل شيئًا من الذي أشار إليه نوفل، حين قال، “اقتدوا بإنخل اقتدوا بحوران البلد، التي نفرت غبار الذل (…) سوريا في طريق المعافاة ونحن عائدون للبناء، سنكون في المصارحة والمصالحة صريحين مع بعضنا”.
وسبق أن أقيمت فعاليات مماثلة في بعض مناطق محافظة درعا، حيث خرجت أولى مسيرات المؤيدة لـ “حزب البعث” ورئيس النظام السوري، بشار الأسد، إحياءً لذكرى “الحركة التصحيحة” وذلك في درعا المدينة، كما أقيمت منذ إعلان النظام السوري سيطرته على المحافظة فعاليات حزبية حضور لشخصيات عسكرية وحزبية من “البعث” في كل من بلدة الشجرة، وأبطع، وإزرع، وداعل.
ازدواجية على أساس المفاوضات
وعلل محامٍ يوجد في مدينة درعا وهو مقرب الدائرة الحزبية في المحافظة، خلال حديث إلى عنب بلدي، أن “الدولة السورية تتعامل بحذر وبطريقة فظة مع قرى وبلدات الريف الشرقي، على نحو مختلف شيئًا ما عن بقية البلدات، لكونها قاومت الجيش السوري، فيما سابقت بلدات وقرى إلى تسليم وتسهيل دخول الجيش إليها”.
وأشار المحامي إلى أن المناطق في محافظة درعا باتت تتميز بين مناطق مصالحة ومناطق مفاوضة وهو ما فرق معاملة النظام السوري بين كلتا المنطقتين، وهي الفكرة التي أكدها الصحفي من مدينة إنخل وليد النوفل، ومراسل عنب بلدي في محافظة درعا.
هجمات متفرقة.. من وراءها؟
كما يستدل على وجود نظرة منقسمة للنظام تميز بين “مناطق مصالحة” و”مناطق مفاوضة”، هو اجتماع قادة “حزب البعث” في درعا بوجهاء وبلدات “مناطق المفاوضة” على عكس اللقاءات والاجتماعات مع مناطق المصالحة كحال مدينة إنخل.
ويشكل انبثاق ما يسمى “المقاومة الشعبية في درعا” توترًا للنظام خشية تصعيد جديد في المنطقة، إذ أفادت عدة تقارير إعلامية من المنطقة عن هجمات متفرقة استهدف حواجز عسكرية تابع للنظام.
وبحسب مراسل عنب بلدي في درعا، بأن خلال الأيام القليلة الماضية سمع إطلاق نار على حاجز في بلدة الكرك الشرقي الواقعة في المناطق الشرقية (مناطق مفاوضة) دون حدوث إصابات.
فيما كان أشد تلك الهجمات، الهجوم الذي تعرض له حاجز المستشفى في مدينة جاسم، حينها قتل ضابط وخمسة عناصر، بالإضافة إلى هجوم على أحد حواجز مدينة الحارة.
كما نشر موقع “سوريا على طول”، في تقرير مفصل له عن الوضع بمحافظة درعا، يوم 17 من تشرين الثاني، أن أخبارًا تواردت في أواخر أيلول مفادها أن الروس حلّوا “الفيلق الخامس”.
وجاء انهيار “الفيلق الخامس”، وفقًا لمفاوضين سابقين في المعارضة مع الحكومة السورية والوسطاء الروس في ذلك الوقت، بسبب رفض الروس تأييد بند مهم في اتفاق المصالحة: ستبقى القوة الثورية في درعا ولن تشارك في المعارك في الشمال الغربي.
وطلبت الحكومة من متطوعي “الفيلق الخامس” التوقيع على عقود للانضمام، ثم أمروا المقاتلين السابقين بالسفر إلى إدلب للمشاركة في القتال هناك، بحسب أحد المفاوضين السابقين في المعارضة كان قد تحدث لموقع “سوريا على طول”، دون ذكر اسمه لأسباب أمنية.
وعندما رفض معظم المقاتلين التوجه إلى إدلب، تم حل الفيلق.
في حين قال مراسل عنب بلدي في درعا إن الفيلق الخامس قد تم حله في المنطقة الغربية، وما زال موجدًا في المنطقة الشرقية لمحافظة درعا.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :