طي ملف مختطفي السويداء.. شكوك برواية النظام
عنب بلدي – وكالات
أسدل الستار على قضية المختطفات، التي شغلت محافظة السويداء جنوبي سوريا لأكثر من أربعة أشهر، بعد إعلان النظام السوري تحرير 17 منهم من قبضة تنظيم “الدولة الإسلامية”، الخميس الماضي، بعملية قال إنها جاءت عقب اشتباكات مع عناصر التنظيم.
وكان التنظيم شن هجومًا على قرى ريف السويداء الشرقي المحاذي للبادية، في تموز الماضي، وقتل أكثر من 200 شخص بينهم نساء وأطفال، قبل الانسحاب إلى تلول الصفا في البادية آخر معاقله، واختطاف 21 امرأة وثمانية أطفال.
يبلغ عدد المختطفين 29 شخصًا، أعدم مقاتلون يقولون إنهم تابعون للتنظيم ثلاثة منهم، وأطلق سراح ستة مقابل معتقلات في سجون النظام، في حين توفيت امرأة في أثناء الاختطاف، وطفلان نتيجة إصابتهما في أثناء الاشتباك، بحسب الراوية الرسمية. |
تحرير المختطفين من منطقة تحت سيطرة النظام
عملية تحرير المختطفين لاقت تساؤلات كثيرة وإشارات استفهام حول مكان وزمان وطريقة تحريرهم من قبضة التنظيم، إذ أعلنت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن العملية كانت في منطقة حميمية شمال شرق تدمر، وليس في تلول الصفا ببادية السويداء، المنطقة التي يحاصر “الجيش” فيها التنظيم، وسط تساؤلات عن كيفية وصول المختطفين إلى بادية تدمر، بالرغم من الطوق العسكري المشدد الذي تفرضه قوات الأسد على المنطقة.
وقالت وكالة “سانا” إنه بعد معركة طاحنة مع عناصر التنظيم تم تحرير جميع المختطفين في منطقة حميمية.
لكن بلدة حميمية والمنطقة المحيطة بها على مساحة 16 كيلومترًا مربعًا واقعة تحت سيطرة قوات الأسد، منذ آب العام الماضي، بحسب تقرير لتلفزيون “روسيا اليوم”.
من جهته نشر الناشط المدني شادي عزام من السويداء، عبر صفحته في “فيس بوك” تسجيلًا للحظة تحرير المختطفين، يظهر وجود عدد من عناصر قوات الأسد إلى جانب ضباط، مشيرًا إلى أن شكل العناصر لا يوحي بأنهم كانوا في معركة وإنما في عملية تسليم، بحسب ما قال في مقابلة مع “العربية الحدث”، الجمعة 9 من تشرين الثاني.
وأضاف عزام أنه لم تجرِ معارك وإنما عملية تسليم بعد صفقة بين روسيا وتنظيم “الدولة”، أطلق بموجبها النظام السوري أكثر من 60 امرأة وطفلًا من أبناء التنظيم، دون معرفة إن كان النظام دفع أموالًا للتنظيم أم لا، خاصة أن التنظيم اشترط سابقًا دفع مليون دولار عن كل مختطف.
صفقة روسية؟
نقلت وكالة “تاس” الروسية، الجمعة 9 من تشرين الأول، عن المركز الروسي للمصالحة في سوريا قوله، “خلال عملية خاصة تم الإعداد والتنسيق لها من قبل الجيش السوري بالتعاون مع قوات روسية تم تنفيذها في قرية حميمية شرق تدمر”.
عملية تحرير المختطفين جاءت بعد يومين من زيارة رئيس اللقاء الديمقراطي، النائب اللبناني تيمور جنبلاط، إلى موسكو، والذي سلم رسالة من والده، الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، إلى نائب وزير الخارجية الروسية، ميخائيل بوغدانوف، تتعلق بإطلاق سراح المختطفين.
وتزامن ذلك مع إعلان، رأفت البلعوس أبو يوسف، تنحيه وعدم إكمال مهامه كمرجعية في حركة “رجال الكرامة” لأسبابه الخاصة، بحسب قوله.
من جهته، شكك الوزير اللبناني وائل أبو فاعور، برواية النظام السوري حول تحرير المختطفات، معتبرًا أنه لا علاقة للنظام بعملية التحرير، بحسب ما قال لصحيفة “المدن” اللبنانية.
فاعور، الذي كان يتابع مع النائب تيمور جنبلاط قضية مختطفات السويداء مع الجانب الروسي، اتهم النظام السوري باستغلال قضية المختطفات لفرض سيطرته على السويداء عبر فرض الخدمة الإلزامية والاحتياطية على أبناء المحافظة في صفوف قواته العسكرية.
وفي إطار ذلك، أكد “المرصد السوري لحقوق الإنسان” أن العملية لم تكن باشتباكات، ولكن جاءت ضمن استئناف المفاوضات القديمة بين الروس والتنظيم.
وكانت قضية المختطفات حظيت باهتمام واسع من طائفة الدروز في لبنان وسوريا وحتى في إسرائيل، ولعب شيخ عقل الطائفة الدرزية موفق طريف دورًا أيضًا مع الجانب الروسي للإسهام في الإفراج عنهن.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :