عمليتان استخباريتان سريتان بين سوريا وتركيا بعد 2011

حسين الهرموش (يمين) يوسف نازيك (يسار) - (تعديل عنب بلدي)

camera iconحسين الهرموش (يمين) يوسف نازيك (يسار) - (تعديل عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

لم تنقطع العمليات الاستخباراتية السرية بين سوريا وتركيا عقب عام 2011، واستمرت على نطاق محدود واستهدفت شخصيات تعلقت بملفات مهمة لدى الطرفين.

وكانت العلاقات انقطعت بين النظام السوري والحكومة التركية بشكل كامل في العام الأول للثورة السورية، على خلفية دعم الأخيرة للمعارضة، ليتحول التواصل بشكل غير مباشر عن طريق الروس، الذين يتحكمون حاليًا بملفات النظام كاملة، السياسية والعسكرية.

وتستهدف تركيا عبر استخباراتها بشكل أساسي الشخصيات المعادية لها و”الخطيرة”، المرتبطة خصوصًا بـ “حزب العمال الكردستاني”، الذي تصنفه على لوائح الإرهاب، بينما أصبح جميع المعارضين للنظام هدفًا للمخابرات السورية، والتي اقتصر عملها الاستخباراتي داخل سوريا فقط.

تعرض عنب بلدي عمليتين استخباريتين تم تنفيذهما بشكل سري داخل الأراضي التركية والسورية بعد 2011.

حسين هرموش من الريحانية

المقدم حسين الهرموش، مؤسس لواء “الضباط الأحرار” الذي نشط في ريف إدلب الغربي، كان له دور بارز في إجلاء المدنيين من مدينة جسر الشغور إثر هجوم قوات النظام عليها، حزيران 2011.

يعتبر أول ضابط أسهم في عمليات التسليح بهدف حماية المدنيين، ومن الشخصيات العسكرية البارزة التي ظهرت مطلع الثورة.

اختفى الهرموش في 29 من آب 2011، من مكان إقامته داخل مخيم الضباط في تركيا، على الحدود مع سوريا، وتبين بعد أيام أنه أصبح بيد النظام السوري من خلال بث اعترافاته عبر الفضائية السورية، في ظروف اعتقال غامضة واتهامات لتركيا بتسليمه.

ولم تعلق تركيا على اختطاف الهرموش من أراضيها حينها، وسط اتهامات وجهت لعناصر من المخابرات العسكرية التركية، ينتمون للطائفة العلوية، قاموا بعملية الاختطاف بعيدًا عن الحكومة.

طوال السنوات الماضية وجهت عدة دعوات لمبادلة الهرموش على أسرى للنظام السوري، آخرهم الطيار محمد صوفان الذي سلمته تركيا للنظام بعد سقوط طائرته في الريحانية.

لا توجد أي معلومات عن مصير الهرموش، وكانت قد نشرت صورة لجثة من معتقلات النظام قيل إنها له، دون التأكد من صحتها حتى اليوم.

يوسف نازيك من اللاذقية

في 12 من أيلول الحالي اعتقل جهاز الاستخبارات التركي أحد المدرجين على “القائمة الزرقاء” للمطلوبين لديها، في عملية وصفتها بـ “النوعية” في مدينة اللاذقية السورية.

وبحسب ما نقلت وكالة “الأناضول” عن مصادر استخباراتية فإن جهاز الاستخبارات تمكن من اعتقال يوسف نازيك، مخطط تفجير الريحانية، ونقله من مدينة اللاذقية إلى تركيا عبر طرق آمنة، وأخضعه للاستجواب.

ويتهم نازيك بالتخطيط لتفجير الريحانية في مدينة هاتاي التركية، في أيار 2013، والذي قتل فيه 53 شخصًا، إضافة إلى عدد من الجرحى وتخريب بعض الأبنية.

مصادر “الوكالة” أوضحت أن عملية الاعتقال نُفذت دون الحصول على أي دعم لوجستي أو معلوماتي من أي جهاز استخبارات أجنبي (في إشارة إلى الاستخبارات الروسية أو السورية)، مشيرة إلى أن جهاز الاستخبارات التركي قام بمفرده بجميع عمليات الكشف والمتابعة والرصد والنقل.

واعترف نازيك، من مواليد مدينة انطاكيا التركية، بتخطيط وتنفيذ التفجير مع أصدقائه بناء على تعليمات وأمر من المخابرات السورية، وأجرى بناء على التعليمات، عملية استطلاع لإيجاد مواقع بديلة لتنفيذ تفجيرات داخل تركيا، بحسب المصادر.

وأكد نازيك أنه أشرف على إدخال المتفجرات من سوريا إلى تركيا، وتأمين سيارتين من طراز ترانزيت لتفخيخ المتفجرات فيهما، كما اعترف بمعلومات مفصلة عما يعرف بـ “المقاومة السورية في لواء اسكندرون”، معراج أورال (علي كيالي)، الذي تتهمه تركيا بدور في التفجيرات، بحسب ما نقلت المصادر للوكالة.

ووصفت الوكالة العملية بالناجحة وأنها تعتبر من إحدى العمليات التي قامت بها المخابرات التركية وراء الحدود، ضد من تطلق عليه “تنظيم غولن” الذي تصنفه بأنه “إرهابي”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة