معركتان لإنهاء نفوذ تنظيم “الدولة” شرق سوريا
أطلقت قوات الأسد و”قوات سوريا الديمقرطية” (قسد) معركتين متزامنتين ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” في المنطقة الشرقية، والذي ينحصر نفوذه في جيوب صغيرة تحصن فيها مؤخرًا بعد الانحسار الكبير الذي شهده عقب الانسحاب من مدينة الرقة المعقل الأبرز له.
تأتي العمليات العسكرية مع ظروف “حاسمة” تعيشها سوريا، والحديث عن نية الدول الإقليمية الفاعلة تثبيت وجودها، سواء الولايات المتحدة الأمريكية التي تدعم القوات الكردية في الشرق، أو روسيا التي تسعى لإغلاق ملف العسكرة والانتقال إلى الحل السياسي الذي تسير فيه عبر اللجنة الدستورية المعلن عنها من “سوتشي”.
من بادية حمص إلى دير الزور
وبدأت قوات الأسد اليوم، الثلاثاء 11 من أيلول، عملية عسكرية في البادية السورية ضد مجموعات تتبع للتنظيم منتشرة في المنطقة.
وقالت وسائل إعلام النظام الرسمية إن العملية انطلقت من بادية السخنة من جهة تلة الصاروخ جنوب الشولا في ريف دير الزور الغربي باتجاه شمال غرب التنف على الحدود العراقية السورية.
وأضافت أنها تهدف إلى تمشيط تللك المنطقة من فلول تنظيم “الدولة” الهاربين من بادية السويداء، مشيرةً إلى أن قوات الأسد تقدمت بحدود 30 كيلومترًا حتى قرية النياري.
وتدور مواجهات عسكرية في بادية السويداء بين قوات الأسد والتنظيم حتى اليوم، وكان الأخير قد تحصن في منطقة تلول الصفا الوعرة بعد انسحابه من مناطق واسعة في البادية.
ويتحصن تنظيم “الدولة” في جيب يمتد بين محافظتي حمص ودير الزور، من أطراف منطقة السخنة حتى حدود مدينتي البوكمال والميادين في دير الزور.
وشن في الأشهر الماضية عدة هجمات على مواقع قوات الأسد في المنطقة، وأعلن عن مقتل العشرات من العناصر بينهم روس، آخرهم في أيار الماضي.
ويشارك في معارك قوات الأسد “لواء القدس” الفلسطيني، والذي أعلن في الأيام الماضية إرسال قواته إلى ريف حمص الشرقي للمشاركة في العمليات العسكرية.
هجين آخر المعاقل شرق الفرات
“قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) بدأت أيضًا عملية عسكرية ضد التنظيم المتحصن في مدينة هجين شرق الفرات.
وفي بيان لها نشر اليوم أعلنت إطلاق المرحلة الأخيرة لحملة “عاصفة الجزيرة” للسيطرة على ما تبقى من مناطق ريف دير الزور.
وقالت إن المرحلة الأخيرة تستهدف السيطرة على بلدات هجين، السوسة، الشعفة مع القرى والمزارع التابعة لها.
تنطلق العملية العسكرية من أربعة محاور، وأشارت “قسد” إلى أن المشاركة تتركز من ألوية من “مجلس دير الزور العسكري” وبمساندة وحدات وتشكيلات من قوّات حرس الحدود، ومشاركة كبيرة لأفواج القوات الخاصّة لـ “وحدات حماية الشعب” و”وحدات حماية المرأة”، وبإسناد من طيران التحالف الدولي بالتنسيق مع الجيش العراقي.
وتقع مدينة هجين، التي حوصر فيها التنظيم، على الضفة اليسرى لنهر الفرات، ويحيط بها من ثلاث جهات، حيث تنتشر مزارعها وبيوتها على سهل فيضي.
وتبعد مسافة 110 كيلومترات إلى الشرق من دير الزور، وحوالي 35 كيلومترًا عن مدينة البوكمال، وتبلغ مساحتها 250 كيلومترًا مربعًا عدا القسم الصحراوي منها.
وتعتبر هجين مركز ناحية، وتضم عدة قرى ومزارع هي غرانيج، الكشكية، أبو حمام، البحرة، حوامه، أبو الخاطر، وأبو الحسن.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :