عاملان يعقّدان حسابات تجار الفستق الحلبي في سوريا

سوق الفستق الجلبي في مدينة مورك بريف حماة – 28 تموز 2018 (عنب بلدي)

camera iconسوق الفستق الحلبي في مدينة مورك بريف حماة – 28 تموز 2018 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

ريف حماة – إياد عبد الجواد

يتعرض إنتاج الفستق الحلبي في ريف حماة إلى ضغوط من جانبين، أولهما إغلاق المعابر مع مناطق سيطرة النظام السوري، ثم تأرجح الاقتصاد التركي الذي يتعرض لضغوط أمريكية.

ويعد الفستق الحلبي أحد أهم المواسم الرئيسية كمصادر رزق في بلدات ريف حماة الشمالي، لكن الفلاحين يعيشون اليوم أزمة بسبب تراجع أسعاره.

مدينة مورك كانت تتغنى بسوقها الشهير بالفستق الحلبي، والذي يزيد عمره على 50 عامًا، لكنها اليوم تواجه تحديات قد تجعل أصحاب المواسم خاسرين.

سببان وراء ركود الأسواق

شهد سوق الفستق الحلبي في مدينة مورك حالة من الركود وتراجعًا في حركة الشراء من قبل التجار، على خلفية إغلاق معبري مورك وقلعة المضيق من قبل النظام السوري.

وزاد هبوط الليرة التركية من حالة الركود، ما أدى إلى خسارة حوالي 200 ليرة سورية من أسعار الفستق، بحسب المهندس الزراعي، أسامة العبد الله.

وقال العبد الله لعنب بلدي إن سعر الكيلو غرام الواحد من الفستق انخفض من 1100 إلى 900 ليرة سورية، نتيجة الظروف الأمنية والاقتصادية في المنطقة.

ولجأ المزارعون إلى تقشير الفستق وتنشيفه بغية تخزينه، ريثما تنتعش الحالة الاقتصادية في الأسواق وتتحسن أسعاره.

وأوضح العبد الله أن الأزمة الاقتصادية في تركيا، بسبب الأزمة مع واشنطن، أثرت سلبًا على تجارة الفستق الحلبي وقنوات التصدير الخارجي.

القصف المتواصل أثر على الإنتاج

المزارع أبو أسامة، ابن مدينة مورك، قال لعنب بلدي إن القصف المتواصل من قوات النظام على الأراضي الزراعية، تسبب باحتراق عشرات الهكتارات من مزارع الفستق، وزاد ذلك بمنع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم وقطاف المواسم، عبر الاستهداف المتواصل من حواجز النظام القريبة.

انخفاض الإنتاج بدا واضحًا في السوق الرئيسي في مورك، والذي أصبح في حالة سيئة نتيجة الدمار، وانعكس على الحركة التجارية الضعيفة والأسعار غير المناسبة، وفقًا لعصام الحمود، أحد تجار الفستق في السوق.

“سوق مورك كان يعد أهم سوق في الشرق الأوسط بالنسبة لإنتاج الفستق الحلبي وقدرة استيعابه في السابق تقارب 400 طن يوميًا”، بحسب الحمود، أما الآن فانخفضت الكمية نظرًا لوقوع عشرات الهكتارات تحت مرمى القصف، وحرق مساحات واسعة من كروم الفستق.

زراعة عريقة مهددة

يشتكي الحمود من تدهور تجارته، وتزداد مخاوفه من استمرار إغلاق المعابر، ويقوم حاليًا مع زملائه التجار بشراء الفستق الحلبي من المزارعين بعد قطافه كما جرت العادة، وبعدها يحملون المحصول إلى قشارات خاصة، لتقشيره وتجفيفه ومن ثم تحضيره للبيع والتصدير.

أنشئ سوق الفستق الحلبي في مدينة مورك شمالي حماة، منذ 50 عامًا، وكان يشتهر بتسويق بضاعته إلى دول عديدة، لكن السوق تعرض لقصف منذ عام 2012.

وقام أصحاب المحلات بترميم نحو 20% من مساحته، سعيًا لإنقاذ تجارتهم، وفقًا للمزارع أبو أسامة، الذي أشار إلى أن هناك تجارًا في المنطقة يحاولون إغلاق السوق الشهير، من أجل التفرد بتجارتهم الخاصة.

صنّفت سوريا عام 2010 كرابع دولة في العالم بإنتاج الفستق الحلبي، بعد إيران والولايات المتحدة الأمريكية وتركيا، ووصلت مساحة الأراضي المزروعة بالفستق إلى نحو 60 ألف هكتار، تحوي أكثر من عشرة ملايين شجرة، بحسب الأرقام الحكومية الرسمية.

وبينما اشتهرت حلب وحماة وإدلب بزراعته، أسهمت محافظتا ريف دمشق والسويداء أيضًا في محصول سوريا.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة