رجل في الأخبار.. آل الأسد يقلمون أظافر صهرهم أيمن جابر
تصدر اسم رئيس ميليشيا “صقور الصحراء” و”مغاوير البحر”، أيمن جابر، الأحداث في سوريا، بعد أنباء تفيد بإلقاء القبض عليه ومصادرة أملاكه من قبل النظام السوري.
وقالت شبكات إخبارية محلية إن القبض على جابر يأتي في ظل بدء النظام حملة أمنية في مدينة اللاذقية، هدفها إلقاء القبض على مطلوبين للعدالة وفاسدين ومرتشين.
في حين نقل موقع “سناك سوري” المحلي أن أوامر وصلت إلى محافظة اللاذقية بحجز أملاك جابر المنقولة وغير المنقولة، لكنه لم يعتقل ولا يزال يقيم جبريًا في أحد منازله.
وتحولت مدينة اللاذقية، خلال السنوات الماضية، إلى إمارة تحكمها شخصيات نافذة وزعماء ميليشيات مقاتلة في سوريا، وسط انتشار عصابات السلب والخطف والتشليح.
ومن الشخصيات التي بدأ نظام الأسد بتقليم أظافرها في عرينه، صهر العائلة الحاكمة ورجل الأعمال أيمن محرز جابر.
جابر لم يكن معروفًا لدى السوريين، ولم يكن اسمه من الأسماء المتداولة كثيرًا، واقتصرت معرفته على الحلقة الضيقة بآل الأسد.
بدأ حياته فقيرًا في قرية الشلفاطية بريف اللاذقية من أسرة مكونة من والديه وثلاثة إخوة وأختين، قبل أن يبدأ العمل في سوق التهريب، ويتعرف على فواز الأسد الذي كان محتكرًا ميناء اللاذقية ويفرض أتاوات على البضائع الداخلة والخارجة من سوريا.
جابر وبسبب شيوع اسمه تحسنت علاقته بآل الأسد في دمشق (تحديدًا ماهر الأسد شقيق بشار) وتمكن من الزواج بابنة كمال الأسد ابن عم رئيس النظام بشار الأسد.
مصاهرة آل الأسد فتحت له الأبواب على مصراعيها، ليبدأ بجمع ثروته عبر تهريب التبغ والنفط لصالح النظام العراقي ورئيسه صدام حسين.
وأسس مجلس الحديد والصلب في سوريا، ودخل في استثمارات التعهدات والمقاولات، كما أسهم في تأسيس شركة “شام القابضة” العائدة لرجل الأعمال رامي مخلوف ابن خال الأسد، إضافة إلى شراكته في تأسيس قناة “الدنيا” الفضائية.
وبحسب موقع “الاقتصادي” المحلي فإن جابر عضو في الاتحاد العربي للحديد والصلب، كما يملك الشركة العربية لدرفلة الحديد في منطقة جبلة، وهو الرئيس الفخري لجمعية “الوفاء للوطن” التي تقدم المساعدات والمعونات لعائلات ذوي قتلى الأسد.
وبعد اندلاع الثورة السورية توجه مع أخيه محمد إلى تشكيل كتائب “دفاع وطني” تحت مسميات مختلفة، أبرزها “صقور الصحراء” و”مغاوير البحر”، وتكفل برواتب مقاتليهم، كما تتهمه المعارضة بتحويل مصنعه الحديد في جبلة إلى معمل لتصنيع البراميل المتفجرة التي يقصف بها الأسد مناطق المعارضة.
وتلقت “صقور الصحراء”، تدريبات على يد ضباط روس، وشاركت في معارك البادية (تدمر، الشاعر)، وشاركت وفقًا لصفحات موالية في معارك الرقة وريف حمص الشرقي.
وتتلقى دعمًا عسكريًا مباشرًا من إيران، ونشرت عدة تسجيلات تظهر ترديد هتافات طائفية من قبل جابر وعناصر المجموعة.
ووفق معلومات لعنب بلدي فإن الميليشيا تلقت تدريبات عام 2013 داخل “اللواء 47” جنوب مدينة حماة، والذي يخضع حتى اليوم لـ “الحرس الثوري الإيراني”.
وكان قائد القوات الروسية في سوريا ألكسندر دفورنيكوف، كرم أيمن جابر مع عدد من عناصره، بعد سيطرة قوات الأسد على قرية ربيعة في ريف اللاذقية.
اسم جابر وأخيه محمد ظهرا في سلسلة وثائق “برادايز” (أوراق الجنة) التي أعلنت عنها صحيفة “زود دويتشي تسايتونغ” الألمانية، في تشرين الثاني الماضي، حول عمليات التهرب الضريبي، كأصحاب حصص في شركات “أوف شور” لبنانية.
ولجابر أكثر من شركة في لبنان أسسها قبل عام 2011، بحسب موقع “درج”، وبينها شركة الجزيرة المتحدة للنقل العام وتجارة المشتقات النفطية والخدمات النفطية، وأيضًا الشركة العربية للطاقة، والشركة العربية المتحدة للنقل العام وتجارة المشتقات النفطية والخدمات النفطية.
وبسبب نشاطه المالي ودعمه لميليشيات، أدرجته الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي على قائمة العقوبات الاقتصادية من حجز للأموال والأرصدة ومنع السفر.
وبعد كل ما قدمه جابر لخدمة آل الأسد على مر السنوات الماضية، قلم النظام أظافره خلال الأسبوع الماضي، لسببين من وجهة نظر الكاتب السوري مهند الحاج علي، في مقال له نشره في صحيفة “المدن” الإلكترونية.
السبب الأول “يُحاول النظام لي ذراع كل رجل أعمال يتلكأ في تفكيك الميليشيات بالكامل (…) جابر يتمتع بعلاقات جيدة مع جنرال روسي، وحتى مع القوات الايرانية، وربما شعر في لحظة ما بقدرته على تخطي النظام، وبالتالي بات من الضروري تحجيمه”.
والسبب الثاني قد تكون رسالة إلى بقية رجال الأعمال في ظل بدء حركة إعادة الإعمار في سوريا، وفقًا للمثل الإنكليزي القائل “اقتل الدجاجة كي يتفرج القرد”.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :