رجل في الأخبار.. نبيه بري رئيسًا “بحكم العادة” لمجلس النواب اللبناني

رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري (رويترز)

camera iconرئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري (رويترز)

tag icon ع ع ع

هي المرة السادسة التي يُجمع فيها النواب اللبنانيون على اختيار رئيس لهم، ألفه المشهد السياسي في البلاد بالمنصب نفسه منذ تسعينيات القرن الماضي، مضيفًا على ألقابه منصبًا يعتبره شرفيًا، وهو رئيس “حركة أمل” اللبنانية، منذ ما يقارب الـ 40 عامًا.

نبيه بري، صاحب الـ 80 عامًا، استطاع وكما هو متوقع أن يفوز بأغلبية الأصوات التي تؤهله لرئاسة مجلس النواب اللبناني مدة أربع سنوات أخرى، حين انتزع اليوم، الأربعاء 23 من أيار، 98 صوتًا من إجمالي 128 صوتًا يشكلون أعضاء البرلمان اللبناني، في حين جوبه منصبه بـ 29 ورقة بيضاء، وورقة ملغاة.

ابن الجنوب يجوب وزارات الدولة

بدأت رئاسة نبيه بري للبرلمان اللبناني منذ عام 1992، وبإتمامه للفترة الرئاسية الحالية، يسجل رقمًا قياسيًا على الصعيد العربي، كأطول فترة رئاسية للبرلمان، وهي 30 عامًا غاب خلالها البديل.

لكن عهد بري بالحياة السياسية المتخبطة في لبنان لم يبدأ باحتكاره لهذا المنصب “الأبدي”، إذ شغل منصب رئيس “حركة أمل” الشيعية منذ 38 عامًا، وكان أحد أبرز المقربين من موسى الصدر، مؤسس هذه الحركة المعروفة سابقًا باسم “حركة المحرومين”.

درس ابن بلدة تبنين، جنوبي لبنان، في كلية الحقوق ونال إجازة فيها ليكمل تعليمه العالي في فرنسا، ما أهله لمزاولة مهنة المحاماة قبيل انخراطه في الحياة السياسية، في ثمانينيات القرن الماضي، حين ابتعد عن قاعات المحاكم وشغل منصب وزير العدل في حكومة الرئيس اللبناني الأسبق، رشيد كرامي.

لنبيه بري باع طويل في منصب الوزير نفسه، إذ مر اسمه على وزارات عدة بين عامي 1984 و1992، أهمها وزير العدل، وزير الموارد المائية والكهربائية، وزير الإسكان، وزير الدولة، وزير الدولة لشؤون الجنوب والإعمار.

تلك المناصب كانت فاتحة لعهد طويل ترأس فيه نبيه بري البرلمان اللبناني، إذ ترشح عام 1992 لهذا المنصب، وحصل حينها على 105 أصوات من أصل 124، فيما ارتفعت أسهمه عام 1996 حين حصل على 122 صوتًا من أصل 126، بالإضافة إلى حصوله على 124 صوتًا عام 2000.

أما في الفترة الرئاسية الرابعة عام 2005 حصل نبيه بري على 90 صوتًا، ومثلها في الفترة التي تلتها، ومع ذلك لا يزال النواب اللبنانيون يخشون المغامرة برئيس جديد لمجلسهم.

“كاريزما” خاصة

بات اسم نبيه بري و”الكاريزما” الخاصة به سمة رئيسية تطغى على جلسات البرلمان اللبناني، إذ غالبًا ما يحاول بأسلوبه الساخر ضبط إيقاع المجلس، تارة بالمزاح والسخرية وأخرى بأسلوب جدي غاضب، عرضه لسخرية من شبهوه بمدير المدرسة.

بنفس الكاريزما يدافع بري عن علاقته بـ “حزب الله” اللبناني، ويقول حول تحالفه مع حسن نصر الله “من الطبيعي أن يتحالف المرء مع نفسه، نحن متحالفان في كل الدوائر، وحيث لن نتوافق لن نختلف”، وذلك خلال مقابلة أجراها مع صحيفة “الاتحاد اللبناني”، في تشرين الأول الماضي.

بري، المحسوب على “محور المقاومة”، يدافع عن سلاح “حزب الله”، المصنف إرهابيًا، بقوله إن حمل السلاح من دون ترخيص محظور بموجب القانون، ولكن عندما تهاجم إسرائيل أو يحصل احتلال، يصبح من الواجب توزيع السلاح لمقاومتها عملًا بقاعدة المصلحة العليا للدولة، على حد تعبيره.

ومع هيمنة “حزب الله” على أركان الدولة اللبنانية وفوزه بأغلبية المقاعد البرلمانية في الانتخابات النيابية الأخيرة، تزداد فرص الاستمرارية لنبيه بري في هذا المنصب، ولطالما كان شعار مناصريه “لك البيعة”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة